من هاني الحسن الى الشبيبة
المسافة طويلة منذ العام 2007م عندما بدأنا مع الأخ هاني الحسن-مفوض التعبئة والتنظيم في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح بتنفيذ سلسلة من الدورات التنظيمية استكمالًا لما سبق، وتواصلًا لنهج اختطه الأخ أبوماهر غنيم منذ عملنا معه في مكتب التعبئة والتنظيم في تونس العام 1991م، وكان للعطاء والفعل أن أسهم عديد الكادرات والقيادات الطلابية والشبيبة التي تسلمت مفاتيح الغد ممن سبقوهم واعترفوا بفضلهم وانطلقوا برحابة.
ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح وانطلاق مؤتمر الشبيبة الفتحاوية (شهر 11 للعام 2025م) ومع اقتراب عقد المؤتمر الثامن للحركة، فإن فكرة التثقيف والتربية والتعبئة والتدريب سواء الذاتي من الشخص لذاته، أو من التنظيم للكوادر والأعضاء أصبحت فكرة مستقرة رغم ما تعانيه من عقبات عديدة داخلية وخارجية، ومنها لحجم الأزمات المحدقة بنا وعلى رأسها العدوان الصهيوني الذي لا يتوقف على فلسطين والامة. الا أنها سرعان ما تبرز أهميتها كلما تقدمت المسيرة وبدأت الكوادر تنظر في عقلية البناء والتقدم ضمن آفاق المستقبل.
عقدنا في إطار لجنة التدريب وإعداد الكادر في الحركة، ولزمن طويل عديد الورشات والندوات والدورات واللقاءات بغض النظر عن طريقة النحت بالصخر التي صاحبت عديد المراحل الا أننا نترك إرثا قابلًا لاستمرار العطاء والتطوير لاسيما في ظل عالم المعلوإتصالية اليوم وبما فيه من وسائط التواصل الاجتماعي والذكاء الالكتروني.
لا غني البتة عن اللقاء الانساني المباشر فيما يتعلق بالاتصالات وبناء العلاقات وتحقيق التأثير بالأعضاء والكوادر وبالناس.
ولا غني مطلقًا عن تنمية الشخصية وبناء الذات والمجموع من خلال القراءة العميقة والكتابة وحُسن الاستماع، والنهل من منابع الحكمة الكثيرة، ومن الاجتماعات الدورية والقيام بالتكليفات والنشاطات (التجارب الذاتية، والجماعية).
ولا غنى عن الندوات أو الدورات التكوينية (التدريبية) وفيها كلها لا غنى عن المواجهة المباشرة التي لا ينفع معها التواصل الالكتروني الا ما ندر.
إننا في كل دوراتنا نقول للأعضاء أن عليكم أن تستوعبوا نقاطًا ثلاث هي
1-أنكم يجب أن تستفيدوا، وهذا واجبنا أن نزودكم بالمعرفة والمهارة
2-وعليكم بناء أو تمتين الاتصالات وبناء العلاقات في إطار الدورة
3-كما أن شعوركم بالمتعة ثالثًا هو هدف يعني أننا نلقي على كاهل المدربين عبء عملية الجذب والتفكير والتأثير والاستقطاب والتعمير معًا.
إن العمل المثمر لتحقيق استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي منذ الازل، والى الأبد وبالرواية العادلة هو الذي بتراكماته الايجابية سيقصّر من حبل النجاة المطلوب، ويزيد من أطواق السلامة ضمن عقلية
1-النضالية لا الوظيفية
2-وعقلية الرسالية، لا الانتهازية
3-وثالثًا بطول النفس والمثابرة والاستمرارية.
اليكم نضع بين أيديكم الطبعة الثالثة من الكتاب/المادة (تطوير قدرات القيادات الشابة). ولم نتدخل بأي إضافة او تعديل بها رغم أكثر من 30 نوع من الدورات الهامة التي عقدناها عبر السنوات، وبآليات التفكير والتحفيز والتثوير والتطوير وبنفس العقلية التي سار عليها القادة والرواد الاوائل: أعمل وناضل، وخطوة تتلوها خطوة بانسجام وتناغم.
ومن مقدمة الكتاب/الدورة بتاريخ 15/1/2007م بقلم الشهيد هاني الحسن مفوض التعبئة والتنظيم في الوطن آنذاك، نقتبس التالي:
"إن تطوير قدرات القيادات الشابة وخاصة الطلابية في التنظيم علم، وبناء الوعي وتدعيم الفكر منهج مؤسسي، وتحصيل المعارف بغية إدخالها في المنظومة الفكرية للكادر يعد ميزة من ميزات التطور.
إن التطوير والتغيير في الذات والجماعة وبروح الفريق الواحد رغبة، تتحول بالإرادة والجهد إلى فعل، وبالمثابرة والإصرار والتدريب المستمر إلى قدرة عندما تتكرر ممارستها فإنها تصبح عادة، أي يصبح التفكير الناقد والإبداعي والايجابي وقدرات التأثير في الآخرين والحوار والاجتهاد وفتح مساحات رحبة للتفهم والتقبل والتفاعل سمة من سمات الشخصيات".
يضيف هاني الحسن "إن هذا الكتاب الذي يركز على ثلاث محطات أساسية هي قدرات التفكير والتأثير والتعمير في مسارات سبعة لكل محطة منتخبة في كل منها، يعتبر جهدا مميزا لعدد من القادة والكوادر الفتحويين نخص بالذكر منهم الأخ بكر أبو بكر رئيس لجنة إعداد الكادر الذي له السبق في إبراز هذه المفاهيم وبلورتها بقوة، والفريق الذي عمل معه من الأخوة د.محمد الحروب ود.مجيد عثمان ود.أحمد قدورة والأخ سميح ذويب والأخ علي أبو ربدة والأخ جمال الديك ود.يوسف أبو ماريه والأخ عمر أبو شرار، والأخ صالح الزق ... والعشرات من أعضاء لجنة إعداد الكادر والمدربين ولجان التعبئة والتنظيم والعشرات من أعضاء الملتقى الفتحاوي الذين أسهموا باقتراحاتهم وتعديلاتهم ونقاشاتهم ما أدى لظهور هذا الكتاب بشكله الحالي. والذي يتكامل مع أدبيات حركة فتح في الاتجاهات الأخرى ومطبوعات مكتب التعبئة والتنظيم، والحركة عامة".
ليختم بالقول "ان فتح الوسائل لا تقبل الجمود، وفتح المسيرة المشعة نقيض الجمود والقوالب المصبوبة على طريق بناء الكادر وتحقيق الحلم الفلسطيني والغايات".
والله يرعاكم
وإنها لثورة حتى النصر