نتنياهو و المكابرة السياسية
بعد طلب رئيس وزراء دولة الاحتلال العفو من رئيسه اسحق هرتسوغ صرح مسؤولون في مكتب نتنياهو عن عدم رغبته اعتزال الحياة السياسية و انه سيستمر في عمله و مواصلة مسيرته السياسية .
ان هذا التصريح ليس سوى تعبير يصف حالة الكبرياء السياسي لرئيس وزراء الاحتلال و شعور المكابرة السياسية الذي يصاحب حالة الكبرياء .
نتنياهو و التنحي .
ان تنحي نتنياهو عن مسرح الحياة السياسية لن يأتي من خلال العفو عنه او عدمه باستكمال اجراءات محاكمته بل سيأتي ذلك من شعور المكابرة السياسية لديه عندما يتيقن ان برنامجه السياسي لم يعد قابلا للتحقيق و ان استمراره في المشهد السياسي الذي يسير نحو افق سياسي مختلف تماما عما كان يطمح اليه نتنياهو ما هو الا إهانة له و خصوصا عندما تتبدل الاولويات و الاهتمامات و تبدا دولة الاحتلال في اجراء المراجعات و المعالجات الداخلية.
نتنياهو و حلمه الكبير .
منذ صعود هذا الرجل في تسعينيات القرن الماضي خشبة المسرح السياسي في دولة الاحتلال بدأ في الترويج لمشروعه الكبير، حلمه الكبير في اعادة انتاج السردية الصهيونية التي تستند في جوهرها على فكرة قيام دولة (اسرا×ئيل الكبرى ) ذات الحدود الممدودة من النيل الى الفرات و منذ ان صعدت حماس للمسرح السياسي الفلسطيني من خلال مشاركتها في الانتخابات التشريعية العام ٢٠٠٦ و من ثم تنفيذها للانقلاب على الشرعية الوطنية الفلسطينية العام ٢٠٠٧ انتقل من مسرح الترويج الى فضاء التنفيذ للبرنامج على ارض الواقع.
نتنياهو و البرنامج السياسي .
ان نهاية نتنياهو السياسية ليست مرتبطة بقبول العفو عنه من عدمه و ليست مرتبطة بقدرة القضاء على محاكمته و تقديم الاثباتات اللازمة للإطاحة به بل ان نهايته مرتبطة بفشل برنامجه السياسي الذي استنزف في سبيل تحقيقه كل اوراق الدولة العبرية .
- ماذا تبقى لدولة الاحتلال ان تفعل بالشعب الفلسطيني حتى تقضي على وجوده ؟.
- ماذا تبقى لدولة الاحتلال ان تفعل بالشعب الفلسطيني حتى تنسف اسس الكيانية له و تقضي على شرعية وجوده ؟ .
- ماذا تبقى لدولة الاحتلال من اسباب تبرر من خلالها استمرار احتلالها للارض و الشعب الفلسطينين ؟ .
- ماذا تبقى لدولة الاحتلال من صور يمكن لها ان تبرر من خلالها استمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني ؟.
لقد ذهبت دولة الاحتلال نحو استخدامها الاقصى لكل اوراق القوة و النفوذ الممكنة لديها في سبيل تحقيق برنامج نتنياهو في القضاء على الكيانية الفلسطينية و تصفية الوجود الفلسطيني .
و بعد ذلك ما هو برنامج نتنياهو المستقبلي ؟ و ما هي اولويات دولة الاحتلال ؟ الاستمرار في محاولة احتلال عواصم الطوق الخمسة ( القاهرة ، عمان ، بيروت ، دمشق وبغداد ) ام الذهاب الى اجراء معالجات و مراجعات داخلية تفضي في نهايتها الى مسار اخر يقضي بالحفاظ على الوجود العبري على هذه الارض في اقل كلفة و خسارة ممكنه ؟ .
و لذلك فان نتنياهو صاحب الطموح الكبير و الحلم المستحيل لن يبقى في مشهد سياسي يرى في نفسه العظمة و الكبرياء عليه و انه اكبر من ان يكون لاعبا في مسرح سياسي يبدو للمبتدئين في عالم السياسية و في قضايا تبدو بسيطه في مقابل مشروعه الضخم.
ما هو المستقبل لنتنياهو ؟ .
المستقبل يعني ان يطرح شيئا جديدا ! و لا جديد لديه يمكن ان يكون مقبولا او قابلا للتحقيق ؟ و هذا يعني العودة الى الوراء و طرح برنامج سياسي و اجتماعي و خدماتي يناقش من خلال البنية التحتية و حقوق المثلية و العلاقة مع الوسط العربي ( اهتمامات عامة ) مثله مثل اي سياسي اخر او كمن يطمح في الولوج الى عالم السياسية.
اعتقد ان كبرياء هذا الرجل السياسي هو ممر خروجه من عالم السياسة.