إنجاز يعزز حماية التراث: الخليل تنضم لشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية

2025-12-02 12:58:37

أعلنت بلدية الخليل انضمام المدينة رسميًا إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف والفنون الشعبية، في إنجاز دولي يعكس قيمة الإرث الثقافي والمهني للخليل، ويؤكد حضورها العالمي في قطاع الصناعات التقليدية.

وأكدت المهندسة هديل التميمي، مسؤولة المنح وكتابة المشاريع في قسم العلاقات الدولية ببلدية الخليل، أن هذا الانضمام جاء بعد جهود متواصلة استمرت لأشهر، وشراكات واسعة بين مؤسسات المدينة المختلفة، مشيرة إلى أن الخليل باتت واحدة من 408 مدن من 114 دولة تشكل هذه الشبكة العالمية.

وقالت التميمي في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إن حصول الخليل على هذا الاعتراف يعد "تأكيدًا لمكانتها الثقافية وهويتها التاريخية الممتدة لأكثر من خمسة آلاف عام"، موضحة أن المدينة اختيرت بجدارة ضمن مجال الحرف والفنون الشعبية، نظرًا لتميزها في عدة صناعات تقليدية أبرزها الزجاج، السيراميك، الخزف، والتطريز، إضافة إلى النحت على الخشب والحجر.

وأضافت أن الخليل تضم أكثر من 1200 حرفي في هذه القطاعات، إلى جانب حضور صناعي واسع يشكل ما يقارب 30% من الاقتصاد الوطني الفلسطيني، مما يدعم الملف المقدم لليونسكو ويعزز استحقاق المدينة لهذا الاعتراف.

وأشارت التميمي إلى أن إعداد الملف تطلّب عملاً مكثفًا وتنسيقًا عميقًا بين مؤسسات المدينة، من بينها غرفة تجارة وصناعة الخليل، لجنة إعمار الخليل، وزارة السياحة والآثار، إضافة إلى جمعيات نسوية وحرفية وجامعات. وأوضحت أن دور المرأة الحرفية كان محورًا أساسيًا في الطلب، لما تحمله من قيمة في صون التراث ونقل الهوية الفلسطينية.

وأكدت أن الانضمام لن يقتصر على البعد الرمزي، بل سيفتح آفاقًا واسعة للتبادل الدولي، والدعم الفني، والمشاركة في فعاليات عالمية، إلى جانب توفير فرص عمل جديدة للشباب العاملين في الحرف التقليدية.

ولفتت التميمي إلى أن هذا الاعتراف الدولي يشكل أيضًا درعًا مهمًا لحماية الحرف الفلسطينية من محاولات التهويد، مؤكدة أن إدراج الخليل في الشبكة يعزز حضور الرواية الفلسطينية ويحافظ على الهوية الثقافية في وجه محاولات السطو عليها عالميًا.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد إعداد خطة استراتيجية شاملة لتعزيز القطاع الحرفي، بالتعاون مع جميع المؤسسات الشريكة، بما يضمن تطوير الصناعات التقليدية وترويجها عالميًا، مؤكدة أن هذا الإنجاز "ليس للخليل وحدها، بل لفلسطين كلها".