الحجارة المتدحرجة!
هي خمسة، تتدحرج بين السهول والوديان، ومن أعالي الجبال، في المدن، والقرى، والبلدات الخمس التي سُميت العملية باسمها، في طوباس الممددة تحت الطائرات والمسيّرات وعمليات الإنزال شديدة القسوة على أرضها الخصبة.
لكن العملية، كما هي العادة، لا تتوقف عند حدود، ولا تُقيّدها قيود، فهي تضيق وتتسع بحبل الذرائع الذي أُرخي على غاربه، لحصر الناس في مناطق ضيقةٍ داخل المدن، بعد مصادرة مساحاتٍ شاسعةٍ من سهولهم، ومضاربهم، ومراعي أغنامهم، في المنطقة الممتدة إلى ضفاف النهر، وتبلغ مساحتها عشرات آلاف الدونمات.
لا يتوقف عجوز الليكود، ومعه شركاؤه في ائتلاف القضم والضم والمحو والحرق والحسم عن المجاهرة بنوازع السيطرة وأحلام التوسع، التي ترمي لربط الأغوار بالخط الأخضر، والعمل على تقليص الجغرافيا والديموغرافيا فيها، لتظل الغلبة للمستوطنين الذين يُمسكون اليوم بمقاليد الحكم، بعد أن انضم رئيس الشاباك إلى الرباعي نتنياهو وكاتس وسموتريتش وبن غفير، الذي لا يبالي بما تجلبه سياساتهم من إداناتٍ دولية، بذريعة الأمن، الذي بات شمّاعةً تُعلَّق عليها عمليات الإرهاب والإرعاب والإعدامات الميدانية، التي لا يتوقف جنود الاحتلال والمستوطنون عن ارتكابها بوصفها "أعمال شغب"، وفق وزير الجيش.
وحسب وثيقةٍ عسكرية، فإنّ الجيش الإسرائيلي يرمي من وراء تلك العملية إلى بناء جدارٍ في الأغوار الشمالية بطول ٢٢ كيلو مترًا، وبعرض خمسين مترًا، يفصل القرى عن المستوطنات، ويعزلها عن بعضها البعض، وسيتم هدم أيّ مبانٍ تقع في مساره.
وبالتوازي مع قرى وبلدات طوباس، تتدحرج الحجارة إلى طمون، التي أعلن الاحتلال حصارها، وفرض حظر التجول على سكانها، والتي ستشهد تكرار المشاهد ذاتها التي عاشتها طوباس؛ من عمليات تنكيلٍ واعتقالٍ وتهجيرٍ للسكان وإتلافٍ للممتلكات.
لن تتوقف الحجارة عن تدحرجها، ما لم تجد من يكبح جماحها ويوقف اندفاعها، بفرض عقوباتٍ رادعة، فلا تكفي بيانات الإدانة والاستنكار التي اكتسب الجُناة مناعةً من تكرارها حتى فقدت مفعولها… فما يجري بالضفة ضمّ صامت،لا يقل فداحةً عما تتعرض له غزة من إبادة