350 ألف طن من النفايات داخل غزة.. كارثة بيئية وصحية وشيكة تهدد المدينة
حذرت بلدية غزة من كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة قد تضرب المدينة خلال أيام في حال استمرار منع الاحتلال وصول آليات البلدية إلى مكب جحر الديك، واستمرار أزمة الوقود التي تعيق تشغيل المعدات اللازمة لجمع النفايات.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا إن الوضع الحالي "ينذر بكارثة كبيرة جدًا" في ظل استمرار المنع الإسرائيلي لوصول الطواقم إلى مكب جحر الديك شرق المدينة، ومنع إدخال الوقود بالكميات الكافية واللازمة لعمل البلدية.
وأوضح مهنا أن استمرار الوضع سيؤدي إلى توقف عمليات جمع النفايات من وسط المدينة ونقلها إلى المكبات المؤقتة المنتشرة في غزة، مشيرًا إلى أن الواقع "سيكون كارثيًا" نتيجة تراكم الكميات المتجمعة والمتكدسة داخل الأحياء.
وقال: "اليوم نتحدث عن 350 ألف طن من النفايات متجمعة داخل مدينة غزة، وهو رقم مهول جدًا في ظل واقع إنساني وبيئي بالغ الصعوبة."
وأشار إلى أن البلدية تعاني من نقص كبير في المعدات وآليات الجمع، إضافة إلى عدم القدرة على الوصول إلى المكب الرئيسي لنقل النفايات خارج المناطق السكنية.
وأكد المتحدث باسم البلدية أن تكدس النفايات وسط الأحياء السكنية يهدد بانتشار الأمراض والقوارض والحشرات والأوبئة، خاصة مع نقص المياه اللازمة للتعقيم والنظافة الشخصية.
وأضاف أن هذه الأكوام تشكل "مكرهة صحية وبيئية"، لافتًا إلى خطر تسرب العصارة إلى باطن الأرض، ما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية وتدهور الصحة العامة خلال السنوات القادمة.
كما حذر من الأدخنة المتصاعدة نتيجة تحلل النفايات أو احتراقها، وما تسببه من أضرار مباشرة على صحة المواطنين.
وفي سياق متصل، كشف مهنا أن 85% من آليات ومعدات بلدية غزة دُمّرت خلال الحرب، ولم يتبقَ سوى 15% من الآليات القديمة والمتهالكة.
وقال: "البلدية تعمل بإمكانات محدودة جدًا، وتلجأ للاعتماد على الكادر البشري لتعويض غياب المعدات. اليوم نعمل بجرافة واحدة فقط في الكثير من الأعمال الأساسية داخل المدينة."
وأشار إلى أن الاحتلال دمر 134 مركبة وآلية تابعة للبلدية، ما جعل قدرتها التشغيلية الحالية شبه معدومة.
وأوضح مهنا أن البلدية تحاول الاستعانة بالقطاع الخاص عبر استئجار ما توفر من آليات، لكن حتى آليات الشركات الخاصة في غزة محدودة جدًا، ولا تكفي لخدمة خمس محافظات منكوبة بالكامل.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى أساطيل من الآليات لفتح الشوارع وإزالة الركام وتسوية الطرق، فضلًا عن جمع آلاف الأطنان من النفايات الصلبة، وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي التي دُمّرت خلال الحرب."