لمة صحافة وحملة: يوم تفاعلي يناقش التهديدات الرقميّة وتعزيز حماية الصحفيين

2025-12-08 11:05:16

شارك نحو 45 صحافياً وصحافية، يوم الثلاثاء الماضي، في يوم تفاعلي نظّمه حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، و"لمة صحافة" و"بالغراف" في رام الله، تحت عنوان "التهديدات الرقمية وحماية الصحافيين"، للبحث في التهديدات الرقمية المتصاعدة التي تواجه الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات، وسبل تعزيز الأمان الرقمي والحماية المهنية، في ظل ما يشهده الفضاء الرقمي من مراقبة واستهداف متزايدين.

تضمّن اليوم التفاعلي جلسات تدريبية وورشات متخصّصة حول احتياجات الصحافيين/ات في مواجهة التهديدات الرقمية، وأولويات الحماية والاحتياجات المهنية والعملية، وندوة بعنوان "الأمان الرقمي ومواجهة التهديدات الرقمية ضد الصحافيين".

وشملت الفعاليات شروحاً عملية قدّمها خبراءٌ مختصّون من مركز حملة، إلى جانب نصائح تفصيلية حول أفضل ممارسات الحماية الرقمية، وسبل تجنّب الاختراقات، ورصد السلوكيات المشبوهة على الأجهزة والحسابات. كما تمّ التطرّق إلى التهديدات المتقدّمة، بما في ذلك برامج التجسّس، ودور المنصّات الرقمية الكبرى في تقييد المحتوى الفلسطيني والتضييق على العمل الصحفي.

وشدّد علي عبيدات، رئيس تحرير موقع "بالغراف"، على أن التحديات الرقمية باتت من أبرز ما يواجه العمل الصحفي الفلسطيني، مؤكداً أن الأمان الرقمي يتطلّب جهداً منظّماً وطويل الأمد، وأن استهداف الصحافيين/ات ووكالات الإعلام الفلسطينية عبر المنصّات الرقمية أصبح جزءاً من محاولة ضرب السردية الفلسطينية في الفضاء الرقمي.

كما تحدّثت الصحافية شروق الأسعد عن حجم الانتهاكات الرقمية التي تطال الصحافيات، مؤكّدة أنهنّ من الأكثر عرضة للابتزاز والانتهاك الرقمي في مجالات مختلفة، ومشيرة إلى أنّ بعض الصحافيات اضطررن إلى ترك العمل تحت ضغط هذه الانتهاكات والجرائم الرقمية الموثّقة.

من جهته، أكّد مدير وحدة الرصد والتوثيق في مركز حملة، أحمد قاضي، أن هذا اليوم التفاعلي شكّل مساحة مهمة للتفاعل المباشر مع الصحافيين/ات والوقوف على احتياجاتهم/ن الفعلية في مجال الأمان الرقمي، موضحاً أنّ تنظيم هذا النوع من اللقاءات يساهم في تطوير أدوات عملية وتدريبية أكثر ارتباطاً بسياق العمل الصحفي اليومي في السياق الفلسطيني.

كما أشار الصحفي حافظ أبو صبرة إلى أنّ الصحفي الفلسطيني مستهدف بشكلٍ مضاعف لمحاولة ضرب السردية الفلسطينية، موضحاً أن الصحافيين/ات يواجهون أشكالاً مركّبة من الرقابة؛ ذاتيّة وأمنيّة ومجتمعيّة، إضافة إلى رقابة الاحتلال والشركات التقنية العالمية، ما يفرض ضرورة امتلاك وعي عميق بكل تفاصيل المخاطر الرقمية وسبل الحماية منها.

بدوره، أكّد مدير هيئة التدريب والمناصرة في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إسلام التميمي، أن الحقوق الرقمية للصحافيين/ات هي جزء من منظومة حقوق الإنسان كما كرّستها قرارات الأمم المتحدة، التي اعتبرت الإنترنت حقاً من حقوق الإنسان لا مجرد خدمة تجارية، وضمنت حق حماية البيانات الشخصية والأمان الرقمي والوصول إلى المعلومات. وأشار إلى أن المؤسسات الحقوقية تعمل باستمرار للضغط من أجل تعديل التشريعات الوطنية، بما فيها قانون المطبوعات لعام 1969 وقانون الجرائم الإلكترونية، بما يوفّر حماية أفضل للصحافيين/ات والمتضررين/ات من الانتهاكات الرقمية.

وخلصت النقاشات والجلسات التفاعلية إلى التأكيد على ضرورة سنّ تشريعات حديثة تحمي الصحافيين/ات من التهديدات الرقمية، ورفع الوعي بآليات الأمان الرقمي داخل غرف التحرير ومؤسسات الإعلام، باعتبار أن الفضاء الرقمي بات جزءاً أساسياً من بيئة العمل الصحفي ويتطلّب حماية موازية لحماية الميدان. 

ويأتي هذا اليوم التفاعلي ضمن جهود مركز حملة و"لمة صحافة" و"بالغراف" لتعزيز الأمان الرقمي للصحافيين/ات الفلسطينيين/ات، وتطوير استجابات عملية وسياساتيّة لمواجهة التهديدات الرقمية التي تستهدف العمل الصحفي والسردية الفلسطينية في الفضاء الرقمي.