اتصالات أميركية سعودية مصرية لبحث خطة ترامب بشأن غزة

2025-12-09 21:03:13

أجرت الولايات المتحدة الأميركية سلسلة اتصالات دبلوماسية شملت السعودية ومصر، تناولت مستجدات الأوضاع الإقليمية، وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، فقد بحث وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، نتائج زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى واشنطن.

واعتبرت الرياض أن زيارة بن سلمان إلى العاصمة الأميركية "عكست قوة الشراكة السعودية – الأميركية". وتناول الاتصال، بحسب البيان، تطورات اليمن، و"الحاجة الملحة لدفع جهود السلام في السودان".

وفي واشنطن، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان منفصل، أن الاتصال بين روبيو وبن فرحان تناول "الترحيب بنتائج الزيارة الناجحة" لولي العهد، إضافة إلى مناقشة الملفات الإقليمية ذات الأولوية.

كما أعلنت الخارجية الأميركية إجراء اتصال آخر بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره المصري، بدر عبد العاطي، مشيرة إلى أن الطرفين "واصلا مناقشاتهما بشأن تنفيذ خطة الرئيس ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة".

وأضافت الخارجية الأميركية أن الاتصال تطرق كذلك إلى "التعاون الثنائي والجهود المستمرة للوصول إلى وقف إنساني لإطلاق النار في السودان".

وفي القاهرة، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن عبد العاطي بحث مع روبيو دعم الشراكة الإستراتيجية "الممتدة" بين البلدين، ونقل خلال الاتصال "تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي" للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وشدد الوزير المصري على "الحرص على مواصلة التنسيق الوثيق مع الإدارة الأميركية لدعم أمن واستقرار الشرق الأوسط". وقالت الخارجية المصرية إن الجانبين تناولا تنفيذ خطة ترامب وتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام.

وشددت القاهرة على ضرورة "تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803 بسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة"، إضافة إلى أهمية "المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة القطاع".

وأشارت القاهرة إلى أن الاتصال تطرّق إلى ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة "بشكل آمن ودون عوائق"، وإعادة تأسيس البنية التحتية للقطاع لتلبية الاحتياجات الملحّة.

كما استعرض عبد العاطي الأوضاع في السودان، مشددًا على ثبات الموقف المصري "الداعم لوحدة السودان واستقراره"، وعلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لدفع مسار التهدئة.

كما تناول الاتصال التطورات في لبنان، حيث أطلع عبد العاطي نظيره الأميركي على نتائج زيارته الأخيرة إلى بيروت "لدعم خفض التوتر وتعزيز الاستقرار"، إلى جانب ملف الأمن المائي المصري، مؤكدًا "رفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي".

وفي سياق متصل، ذكرت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمس الإثنين، أن السفير الأميركي مايك والتز التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وأكد خلال اللقاء التزام واشنطن "بأمن إسرائيل".

وبحسب واشنطن، ناقش والتز مع نتنياهو "الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة" وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2803، الذي يدفع بخطة ترامب ذات النقاط العشرين. كما رحّب بالتعاون الإسرائيلي "في توسيع المعابر الحدودية لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة".

تأتي هذه الاتصالات بينما تشدد حركة حماس على أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مشروط بوقف "الخرقات الإسرائيلية".

وقال عضو المكتب السياسي في الحركة حسام بدران إن بدء أي نقاش حول المرحلة الثانية يتطلب "ضغطًا واضحًا من الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، لضمان التطبيق الكامل للمرحلة الأولى".

وأضاف أن الاحتلال "لم ينفذ التزاماته"، مشيرًا إلى أن الاتفاق ينص على إدخال "400 إلى 600 شاحنة يوميًا" وفتح معبر رفح.

وفي موازاة ذلك، أفادت تقارير إسرائيلية أن إدارة ترامب لا توافق على بقاء الجيش الإسرائيلي في "الخط الأصفر" داخل قطاع غزة، وأن واشنطن قد تطالب بتنفيذ انسحاب إضافي.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الإدارة الأميركية فوجئت "للإيجاب" بالتزام حماس بتنفيذ ما تعهدت به في المرحلة الأولى، وأنها تدرس الدفع نحو المرحلة الثانية من الخطة.

ويجري التخطيط حاليًا للإعلان عن تشكيل القوة الدولية المكلفة بالإشراف على حكومة التكنوقراط في غزة منتصف كانون الثاني/يناير المقبل، فيما تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على إسرائيل لفتح معبر رفح، وتبحث مع الأردن ومصر ترتيبات إضافية لضمان تدفق المساعدات.

كما أعلنت إسرائيل اليوم أنها ستعيد فتح معبر الكرامة (اللنبي) غدًا الأربعاء لنقل البضائع والمساعدات نحو الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد إغلاقه منذ أيلول/سبتمبر الماضي، وذلك "بموجب تعليمات المستوى السياسي"، في ظل الضغوط الأميركية.