راصد جوي لراية: الموجة الثانية للمنخفض ستكون الأقوى والأكثر انتظاماً
تتأثر فلسطين منذ ساعات الفجر بمنخفض جوي بارد ورطب، يتقدم على شكل موجتين متتاليتين، تتخللهما فترات تراجع مؤقت للهطولات قبل أن تشتد من جديد يوم الخميس.
الراصد الجوي قصي حلايقة، وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قدّم قراءة تفصيلية للحالة الجوية، محذّرًا من السيول في عدة مناطق ومن فيضانات محتملة في قطاع غزة نتيجة ضعف البنية التحتية، رغم أن المنخفض «متوسط إلى عالي الفعالية» وليس استثنائياً كما يروّج له البعض.
وقال حلايقة إن البلاد بدأت بالتأثر منذ ساعات الفجر الأولى بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة ورطبة، مشيرًا إلى أن الأمطار تهطل على مناطق واسعة بين حين وآخر، وبغزارات متفاوتة من خفيفة إلى متوسطة، فيما تشهد بعض المناطق زخات غزيرة.
وأضاف أن مدى الرؤية الأفقية متدنٍّ فوق المرتفعات الجبلية، وسط تحذيرات من تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة خصوصًا في المناطق الشرقية والجنوبية. وأكد أن الأمطار تهطل أيضًا على فترات في قطاع غزة.
وأوضح حلايقة أن الحالة الجوية الحالية تمثل الموجة الأولى من المنخفض، مشيرًا إلى أن فرص الأمطار تبقى قوية حتى ساعات العصر أو المساء الأولى، ثم تتراجع شمولية الهطول خلال ساعات المساء والليل، مع بقاء الأجواء باردة ورياح نشطة. وتابع أن الهطولات ستتوقف في العديد من المناطق، خاصة الوسطى والجنوبية، فيما تستمر على فترات في الساحل والشمال.
الموجة الثانية للمنخفض: أقوى وأكثر انتظامًا
وبيّن حلايقة أن المنخفض الجوي سيعود ليتعمق من جديد نتيجة اندفاع كتلة هوائية باردة إضافية، موضحًا: "هو نفس النظام الجوي الذي يتراجع مؤقتًا ثم يتعزز مرة أخرى".
وقال إن الموجة الثانية تبدأ فجر وصباح الخميس في شمال ووسط البلاد، ثم تمتد إلى الجنوب، لتصل الذروة في ساعات ما بعد الظهيرة والمساء، على شكل أمطار غزيرة ومتقاربة الفترات.
وأضاف أن فجر وصباح الجمعة ستتركز الأمطار الغزيرة على وسط وجنوب الضفة وقطاع غزة، فيما تتراجع حدتها عن المناطق الشمالية دون أن تتوقف كليًا.
تحذيرات خاصة لقطاع غزة
وحذّر حلايقة من احتمال حدوث فيضانات في قطاع غزة، موضحًا أن المشكلة ليست في "عنف" المنخفض، بل في البنية التحتية المتهالكة، مقابل كميات كبيرة متوقعة من الأمطار خلال أيام المنخفض.
وأكد وجود تحذيرات أيضًا من تشكل السيول في الأغوار، ومنطقة البحر الميت، وأريحا، والأودية الشرقية والجنوبية، إضافة إلى ارتفاع منسوب المياه في مراكز المدن المنخفضة مثل طولكرم وقلقيلية.
وشدد على أن المنخفض ليس استثنائيًا كما وصفته مصادر إسرائيلية، قائلًا: "هو منخفض متوسط إلى عالي الفعالية. شهدنا في السنوات الماضية منخفضات أشد وكميات أمطار أكبر". وأشار إلى أن وصفه بالعاصفة أو الاستثنائي "غير دقيق"، معتبرًا أن بعض الرسائل الموجّهة لغزة تحمل أهدافًا غير واضحة.
كميات الأمطار المتوقعة
وقال حلايقة إن كميات الأمطار المتوقعة في المناطق الأكثر تأثرًا قد تتراوح بين 50 و100 ملم، بينما قد تصل في بعض البؤر الغربية من جنوب ووسط الضفة، إضافة إلى الساحل الجنوبي، إلى 100–150 ملم.
وأشار إلى أن معدل أمطار شهر كانون الأول في القدس يبلغ نحو 105 ملم، وبالتالي فإن الهطولات المتوقعة قد تتجاوز المعدل الشهري.
انكسار حالة الجفاف
وأكد حلايقة أن الأمطار التي هطلت خلال الأسابيع الماضية أنهت حالة الجفاف التي سيطرت على البلاد سابقًا، موضحًا أن صور الأقمار الصناعية أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في رطوبة التربة "نسبة وعمقًا"، وهو ما يعني أن "حالة الجفاف أصبحت خلفنا".
وفي ختام حديثه، شدد المتنبئ الجوي قصي حلايقة على ضرورة عدم التهويل أو التقليل من الحالة الجوية، والاعتماد على التعليمات الصادرة عن الدفاع المدني، قائلًا: "إذا لم نتأثر بمنخفض قوي في شهر 12، فمتى سنتأثر؟".