مدى يختتم دورة تدريبية في مهارات الصحافة الحديثة لطلاب جامعة القدس المفتوحة بمدينة رام الله
اختتم المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) يوم الخميس الماضي دورة تدريبية حول مهارات الصحافة الحديثة: من التعبير الحر إلى المقابلة والإنتاج الإعلامي للصحفيين الشباب.
وعُقدت الدورة في فندق "سيتي إن" بمدينة رام الله لمدة ثلاثة أيام بحضور 25 طالب/ة من كلية الإعلام في جامعة القدس المفتوحة، وجاءت ضمن مشروع "سمعنا ذلك في الإذاعة: تعزيز أصوات الصحفيين الشباب للدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان" والذي ينفذه مركز مدى بالشراكة مع مؤسسة أوكسفام.
وافتتحت الدورة في اليوم الأول بكلمة من منسقة المشروع أ. هديل مبارك والتي رحبت بالمشاركين وشكرتهم على حضورهم، ووضحت دور الشباب وأهميته في المجتمع الفلسطيني ولماذا تم تسليط الضوء عليهم كإعلاميين، بالإضافة لأهمية دور الصحافة كسلطة رابعة وأهمية موضوع الدورة وحقوق الإنسان في الإعلام.
من جانبه رحب عميد كلية الإعلام في جامعة القدس المفتوحة د. عماد الهودلي بالطلبة وتحدث عن آلية اختيارهم للمشاركة في التدريب، وعن أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مركز مدى وجامعة القدس المفتوحة مبينا اعتزاز الجامعة بهذه الشراكة.
هدف التدريب إلى تمكين الصحفيين/ات الشباب من اكتساب مهارات الصحافة الحديثة المرتبطة بحرية التعبير وحقوق الإنسان، كما هدف إلى تعزيز قدراتهم/ن في السرد الصحفي وإعداد وتنفيذ المقابلات المهنية بكفاءة. إلى جانب التركيز على تطوير مهاراتهم في استخدام أدوات الإنتاج الإعلامي الحديثة، ليصبح المشاركون قادرين على إنتاج محتوى إعلامي مهني ومسؤول يعالج قضايا المجتمع بفعالية.
وتناول الدكتور معز كراجة في اليوم الأول عدة محاور منها التمكن من المفهوم العام لحرية الرأي والتعبير، والتعرف على أهم القيود أمام هذه الحرية، وخاصة القيود المجتمعية. وضرورة التمييز بين القيود القانونية الواجبة على حرية الرأي والتعبير، مثل عدم السخرية من أفكار ومعتقدات الآخرين، وبين القيود السلبية التي تقمع حرية الرأي والتعبير
كما تناول التعريف ببعض مجالات حقوق الإنسان الواجب على الصحفي/ة حمايتها في مجتمعه المحلي، وكيف يمكن للإعلام أن يعمل بطريقة سليمة وقانونية على قضايا تمس حقوق الفئات المختلفة من المجتمع وصولا للتمكن من بناء قصص إعلامية، وخاصة قصص إذاعية حول قضايا حقوق الإنسان.
كما تضمن التدريب تطبيق عملي في جلسته الأخيرة قدم فيها المدرب "خبر صحفي" حول قضية حقوقية، وطلب من مجموعات المشاركين/ات تطوير هذا الخبر إلى قصة صحفية، ووضع تصور لكيفية تحول هذه القصة إلى قضية رأي عام، من خلال عدة محاور، مثل تحديد الأطراف التي تجاوزت القانون وتحديد الضحية التي انتهك حقها وما هو أسباب هذا الانتهاك، وتحديد أفضل الأشكال الإعلامية لتغطية هذه القصة وأفضل الأطراف التي يجب استضافتها.
وعلى مدى يومين، تناول المرب الصحفي أكرم الجريري موضوع السرد الصحفي وتعريفه وأهميته، وعناصره باعتباره أحد الركائز الأساسية للعمل الصحفي وجوهر العمل الإعلامي الحديث، إلى جانب تقنيات عقد المقابلات، وكيف يساعد السرد الصحفي في توسيع الأخبار وجعلها أكثر استدامة في الذاكرة، لأن من أساسياته الاعتماد على المشاهدات المخزنة والمكثفة التي تساعد الصحفي على الخروج بما هو استثنائي.
وتطرق المدرب في اليوم الثاني إلى إعداد المقابلات الصحفية وتقنياتها المختلفة والتي تتضمن عدة خطوات كالبحث المعمق، وتحديد الأهداف، وإعداد الأسئلة، إضافة لأهمية الاستعداد النفسي للصحفي، وتحديد مواصفات الموقع الذي يجب أن تتم فيه المقابلة الصحفية. موضحا أن من أهم تقنيات إجراء المقابلة هي بناء الثقة والإنصات الفعال والانتباه لما يقول الشخص المقابل، والاهتمام بلغة الجيد ولغة الحوار وكيفية التعامل مع الأسئلة الصعبة بالدبلوماسية والابتعاد عن الانفعال.
كما تناول المدرب أشكال السرد الجديدة في العصر الرقمي والذي يعتمد على السرد التفاعلي متعدد الوسائط الذي يجمع بين النصوص والصور ومقاطع الفيديو والمؤثرات الصوتية، إلى جانب السرد المصغر الذي يعتمد على القصص على منصات التواصل الاجتماعي وتقنيات الواقع الافتراضي التي تقدم إمكانيات غير مسبوقة لتقديم قصص تعزز التفاعل العاطفي.
بالإضافة لضرورة تجنب الأخطاء الشائعة مثل عدم التحقق من الحقائق وإهمال التحضير المسبق ومقاطعة المصدر أو طرح الأسئلة الموجهة.
وخصص اليوم الثالث، بشكل كامل للتدريب العملي، لقياس مدى قدرة المشاركين/ات على تصميم وتنفيذ المقابلة الصحفية، ومعرفتهم/ن بالبرامج التقنية الخاصة بالعمل الإذاعي، وإعداد قائمة أسئلة مقابلة احترافية. بالإضافة للتقنيات الأخرى كاستخدام قاعدة "التثليث" في تكوين الصور واللقطات المرئية واستخدام زوايا التصوير المختلفة لإحداث التأثيرات النفسية واختيار الإضاءة المناسبة.
وفي نهاية التدريب أكد المشاركون/ات على أهمية موضوع التدريب وأهمية حقوق الإنسان بمعزل عن التدخلات السياسية والشق السياسي، كما أكدوا على ضرورة التعمق في الموضوع بشكل أكبر من خلال دورات أخرى تركز على مواضيع التدريب من تقنيات تصوير وكتابة عناوين القصص الصحفية.