خبير لراية: نتنياهو يناور لكسر وقف إطلاق النار هربًا من استحقاقات المرحلة الثانية

2025-12-18 09:09:02

قال نضال أبو زيد الخبير استراتيجي وعسكري إن الاحتلال الإسرائيلي يتذرع بالجثث المتبقية لدى المقاومة الفلسطينية ذريعةً لعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى لاستفزاز المقاومة عبر عمليات عسكرية وقصف حتى خارج مناطق الخط الأصفر، بهدف دفعها للرد وتحميلها مسؤولية خرق الاتفاق.

وأوضح أبو زيد، في حديث خاص لـ" رايــة"، أن نتنياهو يدرك جيدًا أن كلفة الانتقال إلى المرحلة الثانية ستكون باهظة سياسيًا، ولذلك يحاول، قبل تاريخ 30/12 الجاري، خلق ذريعة لكسر وقف إطلاق النار وإظهار المقاومة كطرف مسؤول عن انهياره.

وأشار إلى أن الاجتماع المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 30/12 لن يكون بروتوكوليًا، إذ يدرك نتنياهو أن ضغوطًا حقيقية ستمارس عليه للدفع باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية، خاصة وأن شروطها باتت شبه مكتملة.

وبيّن أن ملف القوة الدولية أو اللجنة الدولية المكلفة بالمرحلة المقبلة بات قريبًا من الحسم، موضحًا أن تركيا مرشحة لترؤس هذه القوة في ظل رفض عدد من الدول، بينها أذربيجان، المشاركة وفق الشروط الإسرائيلية، مع توقع إدخال تعديلات إسرائيلية تقلص دور هذه القوة من طابع عسكري إلى طابع شرطي.

وفيما يتعلق بإدارة قطاع غزة، قال الخبير إن لجنة إدارة تكنوقراط للقطاع باتت جاهزة، مرجحًا أن يتولى رئاستها وزير الصحة الفلسطيني ماجد رمضان، باعتباره شخصية مقبولة فلسطينيًا ولدى أهالي القطاع، ما يعزز فرص تمرير هذا الترتيب.

وأضاف أن اكتمال شروط المرحلة الثانية قد يجبر نتنياهو على الانتقال إليها، ما يعني تحميله كلفة سياسية إضافية، تضاف إلى أزماته الداخلية المتراكمة، وفي مقدمتها أزمة الموازنة، وأزمة تجنيد المتدينين الحريديم، وأزمة إقالة المستشارة القضائية التي رفض القضاء قرار إقالتها.

وختم أبو زيد بالقول إن نتنياهو بات في مأزق سياسي حقيقي، وقد يلجأ إلى الخيار الأصعب المتمثل في الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل حزيران/يونيو 2026، هروبًا من تعقيدات المرحلة المقبلة.