قراقع لراية: تحذيرات الاحتلال من “انفجار السجون” اعتراف رسمي بارتكاب إبادة بحق الأسرى

قال المختص في شؤون الأسرى عيسى قراقع إن التحذيرات الصادرة عن إدارة سجون الاحتلال بشأن انفجار وشيك داخل المعتقلات تمثل اعترافًا رسميًا من الحكومة الإسرائيلية بعمق الأزمة وخطورة الأوضاع داخل السجون.

وأوضح قراقع، في حديث لـ"رايـة"، أن مكتب المدعي العام الإسرائيلي وإدارة مصلحة السجون وصفا الوضع القائم بأنه من أخطر الأزمات التي عرفتها إسرائيل، مشيرًا إلى تصريحات مفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي الذي حذر من “اشتعال” السجون وحدوث مواجهات مع الأسرى الفلسطينيين.

وأكد قراقع أن هذه التصريحات تعكس إدراك الاحتلال بأن الأسرى لن يحتملوا استمرار ما وصفه بـ”الإبادة البطيئة” التي تُمارس بحقهم، من تجويع وتعذيب وضرب وعزل وانتشار أمراض، وصولًا إلى انتهاكات خطيرة تشمل العنف الجنسي.

وأشار إلى أن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بلغ، وفق الأسماء المعلنة فقط، نحو 115 أسيرًا، مرجحًا أن العدد الحقيقي أكبر، لا سيما في صفوف أسرى قطاع غزة، ما يؤكد أن إسرائيل تنفذ سياسة انتقامية ممنهجة بحق الأسرى.

وأضاف أن ما يجري داخل السجون الإسرائيلية غير مسبوق، ليس فقط في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، بل حتى مقارنةً بسجون الاحتلالات الأكثر وحشية، معتبرًا أن إسرائيل تتصرف كـ”عصابة بلا أي اعتبار للقانون الدولي أو مبادئ حقوق الإنسان”.

وشدد قراقع على أن هذه التحذيرات الخطيرة تستوجب تحركًا عاجلًا من مؤسسات حقوق الإنسان الدولية والأمم المتحدة، عبر تصعيد الضغط السياسي والقانوني، وإثارة هذه الجرائم في المحاكم الدولية والمؤتمرات الأممية، وخلق رأي عام عالمي قادر على لجم هذه الانتهاكات.

وحول انعكاس أي انفجار محتمل داخل السجون على الحركة الأسيرة، قال قراقع إن الأوضاع وصلت إلى مرحلة قاتلة، محذرًا من سقوط المزيد من الشهداء في حال استمرار السياسات الحالية.

وبيّن أن إدارة السجون ردت على الانتقادات الدولية بالإصرار على مواصلة سياسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي دعا علنًا إلى إعدام الأسرى، وقلّص وجبات الطعام، وشدد الإجراءات العقابية، ما يؤكد أن ما يجري قرار حكومي ممنهج وليس تجاوزات فردية.

وختم قراقع بالتأكيد على أن استمرار هذا النهج يمثل خطًا أحمر، محذرًا من أن الصمت الدولي سيعني استقبال المزيد من شهداء الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال.