محلل سياسي لراية: غياب دولي واسع يفقد الخطة الأمريكية لقوة دولية في غزة مصداقيتها
قال الباحث والمحلل السياسي والاستراتيجي د. أصف ملحم إن الغياب الواسع للدول عن الاجتماع الأمريكي بشأن تشكيل قوة دولية في قطاع غزة يعكس حالة من الغموض والشكوك العميقة حول طبيعة هذه القوة ومهامها، ما أفقد الخطة مصداقيتها منذ لحظتها الأولى.
وأوضح ملحم، في حديث لـ"رايــة"، أن تغيّب 15 دولة من أصل 25 دولة مدعوة، إلى جانب إعلان أذربيجان رفضها إرسال قوات، يشير إلى تحفظات سياسية وأمنية تتجاوز البعد اللوجستي، لافتًا إلى أن الدول لا تزال تجهل طبيعة مهام ما يسمى بـ”قوة الاستقرار الدولية”.
وأضاف أن هذه القوة وُصفت مسبقًا بأنها قوة “إنفاذ”، ما يعني احتمالية انخراطها في اشتباكات مباشرة مع فصائل مسلحة داخل قطاع غزة، وهو ما يدفع العديد من الدول إلى التردد في إرسال جنودها إلى بيئة شديدة التعقيد والخطورة، دون إطار قانوني واضح أو ضمانات سياسية وأمنية.
وأشار ملحم إلى أن الخطة الأمريكية فقدت مصداقيتها منذ البداية، حين طرحت واشنطن فكرة إنشاء مراكز مراقبة في قطاع غزة، معتبرًا أن ذلك يحول القوات الدولية إلى أدوات رقابة وتجسس، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهات مباشرة على الأرض، وهو سيناريو لا ترغب به أي دولة.
وأكد أن الولايات المتحدة، وفق تجارب سابقة في مناطق عدة من العالم كأفغانستان والعراق، لم تقدم حلولًا حقيقية، بل ساهمت في خلق أزمات جديدة، مشيرًا إلى أن دولًا عديدة تدرك دور الشركات الأمنية الخاصة والأجهزة الاستخباراتية الأمريكية في أنشطة غير مشروعة، ما يثير مخاوف من تحويل قطاع غزة إلى بؤرة جديدة للفوضى والفساد.
ولفت إلى أن إحدى وظائف هذه القوة، وفق القراءة السياسية، قد تكون دفع سكان غزة نحو الهجرة أو تسهيل مشاريع التهجير، وهو هدف أمريكي–إسرائيلي معروف، ما يفسر رفض العديد من الدول الانخراط في هذه الخطة.