خاص| بيض الفر لا يعالج تأخر النطق… أخصائية تحذّر من معتقدات شائعة وخاطئة

2025-12-18 13:45:58

مع تزايد حالات تأخر النطق لدى الأطفال، تنتشر بين الأهالي وصفات ومعتقدات شعبية لا تستند إلى أي أساس علمي، وقد تؤخر التدخل العلاجي الصحيح.

وقالت أخصائية السمع والنطق في "مركز بريميوم للسمع والنطق"، حنين الشيخ إن كثيرًا من الوصفات الشعبية المتداولة لعلاج تأخر النطق عند الأطفال، مثل شرب “بيض الفر” لا أساس علمي لها ولا تحقق أي نتائج علاجية.

وأضافت الشيخ في حديثها لـ"رايــة" أن من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعًا الاعتقاد بأن لسان الطفل “مربوط” ويمنعه من الكلام، موضحة أن ربط اللسان يؤثر فقط على نطق بعض الأصوات، وتحديدًا صوت “الراء”، ولا يمنع الطفل من الكلام بشكل عام.

وأوضحت أن مشكلة ربط اللسان يمكن اكتشافها من خلال عدم قدرة الطفل على رفع لسانه أو ملاحظة شكله عند إخراجه، مشيرة إلى أن التدخل الطبي لا يتم قبل عمر خمس سنوات، ويكون إجراءً بسيطًا يتبعه تدريب نطقي.

وأكدت الشيخ أن تصحيح النطق يحتاج إلى جلسات تدريب، حتى بعد أي تدخل طبي، لأن الطفل يكون قد اعتاد على النطق الخاطئ لسنوات، مشددة على أن البدء بالعلاج في عمر مبكر يسهل النتائج.

وبيّنت أن الأهالي يخلطون غالبًا بين تأخر النطق وتأخر اللغة، موضحة أن تأخر النطق يتعلق بعدم نطق الأصوات بشكل صحيح، بينما تأخر اللغة يعني ضعف الحصيلة اللغوية أو عدم القدرة على تكوين جمل مناسبة للعمر.

وأضافت أن الطفل في عمر السنتين يجب أن يمتلك ما لا يقل عن 50 كلمة وأن يكون قادرًا على تكوين جملة من كلمتين، مؤكدة أن غياب ذلك يستدعي تدخلًا مبكرًا.

وحذرت الشيخ من تعزيز النطق الخاطئ لدى الأطفال بدافع اللطافة، مؤكدة ضرورة تصحيح الأخطاء منذ البداية حتى لا تتحول إلى عادة يصعب تعديلها لاحقًا.

وفيما يتعلق بالتأتأة، أوضحت الشيخ أن التأتأة الطبيعية قد تظهر عند الأطفال في عمر مبكر وتختفي تلقائيًا، لكنها شددت على أهمية تجاهلها حتى عمر خمس سنوات دون لفت انتباه الطفل لها، محذّرة من التعليقات السلبية التي قد ترسخ المشكلة.

وأضافت أن التأتأة بعد عمر خمس سنوات تحتاج إلى تدخل مهني، وقد تتطلب تعاونًا بين أخصائي نطق وأخصائي نفسي، خاصة إذا كانت مرتبطة بالخوف أو الصدمات أو بعوامل وراثية.

وأكدت الشيخ أن فهم الطفل للأوامر لا يعني بالضرورة أن لغته التعبيرية سليمة، موضحة أن اللغة تنقسم إلى استيعابية وتعبيرية، ويجب أن تتناسبا مع العمر اللغوي للطفل.

وختمت الشيخ حديثها بالتأكيد على أن التدخل المبكر هو العامل الأهم في علاج تأخر النطق واللغة، داعية الأهالي إلى مراجعة المختصين وعدم الاعتماد على الوصفات الشعبية.