"التعليم العالي" وجامعة بيرزيت تنظمان ورشتين حول العمل التطوعي والصحة النفسية بالشراكة مع اليونسكو
نظّمت وزارة التربية والتعليم العالي، بالشراكة مع جامعة بيرزيت، ورشة وطنية تفاعلية بعنوان: "العمل التطوعي في الجامعات الفلسطينية: 50 عاماً من التجربة… نحو رؤية وطنية موحدة"، وورشة أخرى بعنوان "العمل التطوعي: طريق نحو المسؤولية الاجتماعية والصحة النفسية"، وذلك في حرم الجامعة.
وهدفت الورشة الأولى إلى تسليط الضوء على تجربة العمل التطوعي في الجامعات الفلسطينية على مدار خمسين عامًا، ومناقشة سبل تطويرها ضمن إطار وطني موحد، بما يعزز دور الجامعات في خدمة المجتمع الفلسطيني، ويكرّس قيم المسؤولية الاجتماعية والمواطنة الفاعلة لدى الطلبة.
وأكد الشركاء أهمية الشراكة المؤسسية في تنظيم وتطوير العمل التطوعي الجامعي، وضرورة مواءمته مع السياسات الوطنية والأولويات المجتمعية، وكذلك أهمية استدامة التعاون بين الوزارة والجامعات الفلسطينية، وتعزيز دور العمل التطوعي كأحد الركائز الأساسية في التنمية المجتمعية وبناء الإنسان الفلسطيني.
وتضمنت الورشة عرضًا لتجربة جامعة بيرزيت في العمل التطوعي خلال الفترة (1972–2025)، تلاه تقديم مداخلات وتجارب من جانب الجامعات الفلسطينية المشاركة، استعرضت خلالها نماذج وممارسات متنوعة في مجالات العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
كما شهدت الورشة نقاشاً تفاعلياً بمشاركة ممثلي الجامعات والمؤسسات ذات العلاقة، إذ ركّز النقاش على التحديات والفرص وآليات التنسيق والتكامل، وصولاً إلى بلورة توصيات عملية تسهم في صياغة رؤية وطنية موحدة للعمل التطوعي في الجامعات الفلسطينية.
وشارك في الورشة نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الأكاديمية د. عاصم خليل، ورئيس وحدة الإرشاد والتوجيه والشؤون الطلابية أ. أيمن هودلي، وبحضور أكاديمي وطلابي واسع.
أما ورشة "العمل التطوعي: طريق نحو المسؤولية الاجتماعية والصحة النفسية" فجاءت بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، وضمن نشاطات مشروع الدعم النفسي والصحة النفسية، الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم العالي بالشراكة مع المركز الفلسطيني للإرشاد بدعم وتمويل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في ثلاث جامعات فلسطينية هي: بيرزيت، والنجاح الوطنية، والخليل، ويجري العمل مستقبلاً على توسيعه ليشمل جامعات أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي كلمته نيابة عن الوزارة، أكد رئيس وحدة الإرشاد والتوجيه والشؤون الطلابية في "التعليم العالي" أ. أيمن هودلي أهمية هذا المشروع المتخصص في الدعم النفسي والصحة النفسية، خاصةً في ظل الظروف الصعبة والتحديات المتواصلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
وأشار هودلي إلى أنَّ الوزارة تسعى إلى تعميم هذا النموذج ليشمل كافة الجامعات الفلسطينية مستقبلاً، لما له من أثر مباشر في تعزيز صمود الطلبة وصحتهم النفسية، موضحاً أنه وفي إطار المشروع تمَّ تدريب 18 طالباً وطالبة ليكونوا نواة فاعلة في جامعاتهم ومجتمعاتهم المحلية.
من جهتها، أكدت سيرين مصلح في كلمتها ممثلة لمنظمة اليونسكو اهتمام المنظمة الخاص بهذا المشروع، كونه يشكّل النواة الأولى لتأسيس فريق جامعي متخصص في الدعم النفسي على مستوى الجامعات الفلسطينية، مشددة على سعي "اليونسكو" إلى توفير الدعم الممكن لضمان استمرارية المشروع وتوسيعه خلال المراحل القادمة.
وتناولت الندوة دور العمل التطوعي في تعزيز المسؤولية الاجتماعية والصحة النفسية لدى الطلبة، وأهميته في بناء شخصية قيادية قادرة على التفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع.
وشارك في الورشة منسق المشروع في الجامعة موريس بقلة، ود. لينة ميعاري من دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية، ود. باسل ريان من دائرة الدراسات الثقافية، ومسؤولة العمل التطوعي في جامعة بيرزيت غادة العمري، والخريج محمد نزال الذي أنجز أكثر من 1000 ساعة عمل تطوعي.
يُذكر أنَّ هذه الندوة تأتي ضمن مبادرة "نبض التطوع" مُتعددة النشاطات، والتي طوّرتها طالبات من دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية الآداب بجامعة بيرزيت، في إطار الجهود الرامية إلى ترسيخ ثقافة التطوع والدعم النفسي داخل الحرم الجامعي وخارجه.