مدير الإغاثة الطبية لراية: غزة بيئة خصبة لتفشي الأوبئة وسط انهيار البنية التحتية وتفاقم النزوح
حذّر مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، الدكتور بسام زقوت، من مخاطر صحية ووبائية مرتفعة تهدد السكان، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية، وتردي الأوضاع البيئية والمعيشية، واستمرار النزوح، مؤكدًا أن القطاع يُصنّف حاليًا ضمن أعلى درجات الخطورة الوبائية.
وقال زقوت، في حديث خاص لـ"راية"إن هناك تداولًا إعلاميًا لبعض المعلومات غير الدقيقة حول انتشار الأوبئة في القطاع، موضحًا أن غزة تعيش بالفعل ظروفًا بيئية وصحية تجعلها بيئة خصبة لتفشي الأمراض في أي وقت، خاصة مع حلول فصل الشتاء وغياب المأوى الصحي.
وأضاف زقوت أن العلاقة بين الخيام المنتشرة في أماكن النزوح والأمراض علاقة مباشرة وخطيرة، في ظل افتقار هذه الملاجئ لأبسط مقومات الصحة العامة، ما يعرّض النازحين لمخاطر صحية متعددة.
وأوضح أن من أبرز أسباب التهديد الوبائي في غزة تدمير البنية التحتية، واختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، وضعف وصول السكان إلى المياه الآمنة، إضافة إلى تلوث مصادر المياه وغياب نظام شامل لمراقبتها وتعقيمها، لافتًا إلى أن كثيرًا من المواطنين يعتمدون على آبار عشوائية غير خاضعة للرقابة.
وأشار إلى أن تكدّس النفايات الصلبة في مختلف مناطق القطاع، وغياب آليات التخلص منها، وانعدام شبكات الصرف الصحي ومعالجة المياه العادمة، كلها عوامل تضاعف من احتمالية تفشي الأمراض، خاصة مع استمرار موجات النزوح المتكررة وتكدّس السكان في مناطق وخيام مكتظة.
وبيّن زقوت أن هذه الظروف تُعرف وبائيًا بعوامل الخطر، التي تزيد من انتشار الأمراض المعدية، موضحًا أن القطاع يشهد حاليًا موجتين صحيتين واضحتين؛ الأولى تتمثل في التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والثانية في ارتفاع معدلات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة، حيث تشكّل هذه الحالات ما بين 25 إلى 40% من مراجعات النقاط الطبية التابعة للإغاثة الطبية.
ولفت إلى أن الإسهالات لدى الأطفال تشكّل خطرًا حقيقيًا، إضافة إلى الانتشار الواسع للالتهابات التنفسية، مؤكدًا تسجيل اختلافات وبائية ملحوظة خلال الفترة الأخيرة.
وأكد زقوت أنه منذ بداية العدوان، تم تسجيل نحو 70 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، ما يعكس سوء الأوضاع المعيشية، وتراجع مستويات النظافة الشخصية، وعدم توفر المياه النظيفة. كما سُجل انتشار واسع للأمراض الجلدية مثل الجرب والقمل، والتي أخذت منحنى وبائيًا نتيجة ارتفاع معدلات الإصابة.