الشباب والطلبة نفسٌ إيجابي وقيمٌ، وفِعلُ انتصار

2025-12-23 10:06:07

نستكمل حديثنا عن الشبيبة والطلاب فنقول إن الشبيبة نفسٌ إيجابي ونفس تقدمي ونفس انتصار وليس انهزام ونفس فعل وليس قول نظري حجري مقولب بلا أي معنى، وهي قيم وخلق قويم بالتأكيد والا فلا. والشبيبة حين تتقدم بأفكارها وآرائها ضمن معادلة الانضباط الثلاثية (فكر فتح وثقافتها وقيمها وقيم مجتمعها، الهيكل الناظم، النظام الداخلي) فإنها تتسلح بقوة المرجعية وبحضارية اللغة والخطاب فلا تنزلق وعن الحق لا تحيد.
إن العقول السبعة لدى الشبيبة والطلبة هي عقول دائمة النهوض لا تخشى مواجهة المسؤول بثلاثية المرجعية، مما ذكرنا، والمنطلقات فهي تنتمي كليًا لحركة الشعب الفلسطيني وأحيانًا بانتماء أشد من قياداتها التي لربما لظروف ضغوط الواقع في مفصل من المفاصل حاد بعضها عن العقلية الحركية النهضوية المقاتلة.
إن الشبيبة كما الحركة فكرٌ وفعل وقيمٌ أصيلة، وكلها تظهر في المسلكية الثورية، فالقيم الحضارية والعربية الفلسطينية تمثل حقيقة الجماهير ومجتمعنا الأصيل، ونحن الأولى بتمثيلها وتطبيقها فنتحول الى قدوة ونموذج ومثال. 
أي الى الفتحوي الحقيقي، المواطن الحقيقي المنتمي لفلسطين، والمنتمي لقيم وحضارة وأخلاق مجتمعه الايجابية. إن بنت أو ابن الشبيبة هو التمثيل الحي للفدائي البطل صاحب القضية، والتمثيل الحيّ للمواطن الصادق والمؤمن الطموح، والمواطن عالي الهمة، إنه الصديق المحِب، المُؤثر للناس على ذاته، الخدوم، المِقدام والشجاع والمتعلم المتواضع، وهو العضو الفاعل ضمن الجماعة أو الفريق مهما كان دوره، وهو الأمين مع أهل بلده، والمقدّر للآخرين والمحترم لهم، إنه العفيف باللسان وكل ما يصدر عنه، في دوائره الثلاثة: في دائرته الاولى مع ذاته وربه وأفكاره وشخصيته، وفي دائرته الثانية حيث الأقربون من تنظيمه والعائلة والأصدقاء والجيران، وفي الدائرة الثالثة حيث مجمل المجتمع والجماهير.
كتبنا فيما سبق ونكرر اليوم  أن فتح من الجذور فدائي ومناضل عسكري وسياسي ونقابي وإعلامي ومجتمعي ذو قيم ومبادئ... وكاتب وفلاّح وابن مخيم ومدينة، وفتح في طريق المستقبل والإزهار هي:
قاعدة للديمقراطية، لا للظلامية وكتم الأنفاس كما تنظيمات العنوان الأوحد أو القائد الواحد. وحاضنة للتعددية في المجتمع، فهي تمثل كل فئات الشعب وتعدديته، ورافعة للعقل على طريق احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وهي بالحوار المتواصل واحترام الرأي والرأي المخالف تنمو وتتعاظم قوتها، إنها حركتكم حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح التي اختارت التغيير، ورفضت الثبات والجمود، وأقفلت باب البكاء والتفجع واللطميّات. 
إنها فتح التي انتقلت منذ الشرارة الأولى إلى حالة النور والإبصار في الذات، والمحيط حيث اعتنقت التجدّد والتطوير فكرًا وممارسة حيث الوعي والإدراك العميق للمتغيرات، وهي التي جعلت من الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والوطن وحُسن تخيّر الوسيلة منطلقات تُفتح ولا تغلق تسمو ولا تهتز.
لقد شكلت حركة فتح، وأظن ذلك أوسع وأشمل بشبابها والطلبة، خماسية العمل في: 1-المبادرة والعطاء   و2-الحوار واحترام الاختلاف والمؤسسة، و3-الحرية مع الالتزام، و4-حسّ الرسالة في الأهداف والوسائل، والعقلية النضالية لا الوظيفية، والمثابرة 5- واحترام الجماهير والاعتماد عليها والتعلم منها وتعليمها، بل التضحية من أجلها وليس بها، حيث أن الأصيل والوطني والفتحوي دومًا في مقدمة الركب يصنع الحدث، ويقاوم ويكافح ويجاهد بكل الأشكال، ويحمي أهله ويذود عن قضيته.