خاص | قلق إسرائيلي من صمت حماس بعد اغتيال رائد سعد
قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أيمن الروسان، إن القلق الذي عبّرت عنه مصادر عسكرية إسرائيلية إزاء صمت حركة حماس عقب اغتيال القيادي في كتائب القسام رائد سعد؛ يعكس حالة ارتباك أمني لدى الاحتلال، وليس دلالة على تراجع أو ضعف في صفوف الحركة.
وأوضح الروسان في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترى في هذا الصمت مرحلة تكتيكية تهدف إلى إعادة التموضع الميداني، وامتصاص الضربة، وجمع المعلومات، وتأجيل الرد إلى حين اختيار اللحظة المناسبة، الأمر الذي يدفع جيش الاحتلال إلى رفع مستوى الجاهزية وإعادة تقييم حساباته، في ظل خشية من أن يكون هذا التريث مقدمة لمرحلة أكثر خطورة.
وأكد أن سلوك حماس في هذه المرحلة لا يمكن قراءته خارج إطار إدارة الصراع بشكل محسوب، مشيرًا إلى أن الحركة تدرك محاولات الاحتلال جرّها إلى رد فعل متسرع يخلط الأوراق ويمنح إسرائيل ذريعة للتهرب من التزاماتها، ولا سيما ما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة.
وفي رده على تساؤلات حول ما إذا كان هذا التقدير الإسرائيلي قد يفتح المجال لمزيد من الاغتيالات في قطاع غزة، شدد الروسان على أن إسرائيل ماضية أصلًا في سياسة الاغتيالات، خصوصًا بحق قيادات وكوادر حركة حماس، سواء من الجناح العسكري أو المدني، بذريعة مشاركتهم في أحداث السابع من أكتوبر أو في عمليات ضد الاحتلال.
وأضاف أن الخطاب الأمني والسياسي الإسرائيلي يسعى إلى فرض السيطرة الأمنية على كامل فلسطين التاريخية، وليس على قطاع غزة فقط، لافتًا إلى أن تل أبيب حصلت، بحسب تقديره، على ضوء أخضر أميركي لمواصلة استباحة القطاع، على غرار ما يجري في الساحة اللبنانية.
وأشار الروسان إلى أن اغتيال رائد سعد، رغم كونه الأول منذ وقف إطلاق النار، لن يدفع حركة حماس إلى خرق المسار القائم، في ظل محدودية الخيارات والضغط الإنساني والاجتماعي الكبير الذي يعانيه سكان قطاع غزة، مستبعدًا أن تقدم الحركة على رد يؤدي إلى إسقاط الاتفاق.
وأوضح أن عملية الاغتيال تتجاوز بعدها العسكري، وتحمل طابعًا سياسيًا يهدف إلى الهروب من استحقاقات اتفاق الهدنة وقطع الطريق أمام الانتقال إلى مرحلته الثانية، عبر استفزاز المقاومة ودفعها إلى رد فعل يتيح لإسرائيل تبرير استئناف الحرب.
وختم الروسان بالتأكيد على أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق لا ميدانيًا ولا إنسانيًا، سواء من حيث وقف العمليات العسكرية أو إدخال المساعدات وفتح المعابر، رغم التزام حركة حماس بتسليم المحتجزين وجثامين الأسرى، معتبرًا أن سياسة الاغتيالات تأتي في سياق محاولة إفشال أي مسار يفضي إلى تثبيت وقف الحرب ورفع التهديدات عن الشعب الفلسطيني.