خاص | انتقاء الطعام عند الأطفال.. أسبابه وطرق التعامل الصحي معه

2025-12-23 14:11:22

أكدت أخصائية التغذية العلاجية ومدربة السلوك الصحي منار عثمان، أن انتقائية الطعام لدى الأطفال تُعد سلوكًا شائعًا وطبيعيًا في مراحل عمرية مبكرة، خاصة بين عمر السنتين وست سنوات، مشيرة إلى أن الدراسات تُظهر أن ما بين 35% إلى 50% من الأطفال يمرّون بهذه المرحلة بدرجات متفاوتة.

وخلال حديثها في برنامج "أحلى صباح" عبر شبكة رايـــة الإعلامية، أوضحت عثمان أن الطفل الانتقائي هو الذي يرفض معظم الأطعمة ويقتصر على صنف أو صنفين فقط، ما يثير قلق الأهالي حول حصوله على العناصر الغذائية الضرورية للنمو. وأضافت أن انتقائية الطعام تصبح حالة تستدعي التدخل عندما يستمر رفض نوع معين من الطعام لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.

وبيّنت أن أسباب انتقائية الطعام متعددة، من بينها التطور الحسي للطفل، مثل الحساسية تجاه القوام أو الرائحة أو الملمس، إضافة إلى تجارب سابقة سلبية مع الطعام، أو رغبة الطفل في إثبات استقلاليته وفرض شخصيته.

وشددت عثمان على أن علاج انتقائية الطعام يعتمد بالأساس على تعديل السلوك الغذائي وليس على استخدام فاتحات الشهية، مؤكدة أن الإجبار أو العقاب أو المساومة بالطعام يزيد من تعقيد المشكلة. ودعت إلى اتباع أسلوب العرض المتكرر للطعام بطرق جذابة، مثل التزيين والتقديم بألوان وأشكال محببة، مع السماح للطفل بلمس الطعام واكتشافه دون ضغط.

وأشارت إلى أهمية تنويع قائمة الطعام تدريجيًا وإدخال بدائل غذائية تضمن حصول الطفل على البروتينات، الخضروات، الفواكه، ومنتجات الألبان، محذّرة من أن استمرار الانتقائية قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية مثل الحديد والزنك، أو إلى بطء في النمو.

كما لفتت عثمان إلى دور الأسرة في إنجاح العلاج، من خلال إشراك الطفل في اختيار الطعام أو تحضيره، وتجنب التعليقات السلبية على الأكل أمامه، لأن الطفل يلتقط هذه الملاحظات ويكوّن موقفًا سلبيًا تجاه الطعام.

وأكدت في ختام حديثها أن الحوار مع الطفل وفهم أسباب رفضه لنوع معين من الطعام يساعد في تعديل طريقة تقديمه مستقبلًا، مشددة على أن التوازن بين احترام استقلالية الطفل وتوجيهه غذائيًا هو المفتاح الأساسي للتعامل مع انتقائية الطعام.