أبو هولي يبحث مع نائب وزير الخارجية السعودي تداعيات حرب الإبادة في غزة والعدوان على مخيمات الضفة والقدس

2025-12-23 15:28:44

أكد ضرورة دعم صندوق الوقف الإنمائي وتأمين مصادر تمويل مستدامة للأونروا

 

أطلع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد الخريجي على التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تتعرض له من تصاعد وتيرة الاستعمار والتهجير القسري والتهويد، إلى جانب استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، والعدوان العسكري الإسرائيلي على مخيمات شمال الضفة الغربية.

وبحث اللقاء الذي عُقد اليوم الثلاثاء، في مقر وزارة الخارجية السعودية في الرياض بحضور سفير دولة فلسطين في المملكة السعودية المهندس مازن غنيم، العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات على الساحة الفلسطينية وسبل تعزيز العمل المشترك بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، كما بحث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية والأزمة المالية التي تعانيها الأونروا، وسبل إعادة تفعيل صندوق الوقف الإنمائي لدعم لاجئ فلسطين والأونروا الذي أقر إنشاءه مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في آذار 2019.

ونقل أبو هولي، تحيات رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، وتقديره لجهود المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية، ومواقفها الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

كما وضع أبو هولي المسؤول السعودي في صورة الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة، مشيراً إلى أن حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 تجاوزت 70 ألفا، وأكثر من 171 ألف مصاب، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

واستعرض الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والمستشفيات والمدارس، وانتهاكات الاحتلال للمرحلة الأولى من خطة السلام الموقعة مؤخراً، من خلال الاستمرار في سياسة "التجويع المتعمد" ومنع 70% من المساعدات، في الوقت الذي لا يزال  90%  من سكان القطاع يعانون النزوح القسري المتكرر.

وسلط أبو هولي الضوء على أوضاع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية الثمانية بقطاع غزة، مؤكداً تعرضها لتدمير كامل طال شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء. وأشار إلى أن 1.6 مليون لاجئ، لا سيما في رفح وخان يونس وجباليا والشاطئ، عادوا للعيش في خيام بدائية دون أدنى مقومات الحياة، معتمدين كلياً على "الأونروا" التي تمثل شريان الحياة الوحيد لهم.

وتطرق أبو هولي خلال اللقاء إلى تفاصيل العدوان العسكري المتواصل على مخيمات شمال الضفة الغربية، لا سيما عمليتا "الجدار الحديدي" المستمرة منذ 21 يناير 2025 ضد مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وعملية "الحجارة الخمس" التي استهدفت مخيم الفارعة، موضحاً أن هذا العدوان أسفر عن نزوح أكثر من 40 ألف مواطن، وتدمير بنيتها التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، وإحراق مئات المنازل والمحلات التجارية، واستهداف منشآت "الأونروا" التعليمية والصحية بشكل مباشر، بهدف جعل هذه المخيمات بيئة غير قابلة للحياة.

وحذر من الشروط التي تضعها حكومة الاحتلال للانسحاب من مخيمات الشمال، والتي وصفها بـ"المقايضة الخطيرة"؛ حيث يشترط الاحتلال منع أي نشاط لوكالة "الأونروا" داخل المخيمات، وحظر أي نشاط سياسي، وفرض رقابة أمنية مشددة وفحص للنازحين عند عودتهم، مؤكداً أن هذه الشروط تهدف إلى تكريس سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي، وتصفية قضية اللاجئين سياسياً عبر إنهاء دور "الأونروا".

واستعرض ما تواجهه وكالة الأونروا من تحديات سياسية ومالية تهدف إلى تقويض عملها وإنهائه، مؤكدًا أهمية التحرك على كل المستويات السياسية لتمكين الأونروا من تغطية العجز المالي في ميزانيتها، الذي يُقدر بـ200 مليون دولار يغطي الربع الأول من عام 2026، وضمان استمرارية عمل ولايتها وخدماتها الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وحذر أبو هولي من تداعيات العجز المالي في ميزانية الاونروا الاعتيادية إن لم تتم معالجته، والذي يهدد بشكل مباشر الخدمات الأساسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، بما في ذلك إغلاق 702 مدرسة وحرمان 600 ألف طالب من التعليم، وتوقف عمل 140 عيادة طبية، و211 مركزا للإغاثة والخدمات الاجتماعية.

وأكد ضرورة تفعيل "صندوق الوقف الإنمائي" لدعم اللاجئين والأونروا، الذي يهدف إلى تأمين مصادر تمويل مستدامة لوكالة الأونروا، وتنسيق المواقف العربية والإسلامية بشأن ذلك، قبيل اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي المقررة في النصف الأول من العام المقبل 2026.

ومن جهته، أوضح السفير غنيم أن إسرائيل تعمل على قلب الحقائق من خلال تسمية المستعمرات بأسماء القرى التي تقام على أراضيها حتى تقول إن هذه المستعمرات هي الأصل، وكذلك مهاجمة المستعمرين القرى والمدن الفلسطينية والمزارعين والاستيلاء على المحاصيل، وصولاً إلى مهاجمة بيوت المواطنين الآمنين، وكل ذلك بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، بهدف التهجير والاستيلاء على ممتلكاتهم.

وتطرق إلى ما يحصل في مخيمات شمال الضفة الغربية من تدمير وتهجير، لافتًا إلى أن المخيمات أصبحت مناطق منكوبة وتفوق قدرة الحكومة الفلسطينية وإمكانياتها، وخاصة في ظل الأوضاع المالية الصعبة مع استمرار احتجاز إسرائيل الأموال الفلسطينية.

وطالب السفير غنيم بتدخل المملكة لدى الجهات العاملة في مجال إغاثة اللاجئين والعمل الإنساني لتقديم المساعدات اللازمة لهم لتوفير الدعم اللازم لهذه المناطق منعاً لتفاقم الأزمة في المحافظات الأخرى.

وأكد ضرورة نشر الثقافة والتراث الفلسطيني إلى العالم من خلال المملكة العربية السعودية التي أصبحت تمثل مركزاً عالمياً في جميع المجالات بما فيها المجال الثقافي وعقد العديد من المؤتمرات والمعارض الدولية الخاصة بذلك، لافتاً إلى أن دولة الاحتلال تحاول سرقة التراث الفلسطيني بجميع أشكاله بما في ذلك اللباس والطعام ونسبه إليهم، بهدف إلغاء الهوية الفلسطينية.

من جانبه، أكد المهندس وليد الخريجي موقف المملكة الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين، مشدداً على ضرورة توفير الدعم المالي العاجل للأونروا لضمان استمرار خدماتها الحيوية، ورفض المملكة القاطع لسياسات التهجير والتهويد وكل مخططات الاحتلال التي تستهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني.