خاص| تحذيرات من مواجهة إيرانية – إسرائيلية.. محلل سياسي يستبعد اندلاع حرب مباشرة في المدى القريب

2025-12-25 15:13:35

في ظل تصاعد التحذيرات من احتمال تجدد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، واستنادًا إلى تقديرات خبراء ومحللين سياسيين يرجّحون اندلاع جولة جديدة من الصراع، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض إن هذا السيناريو “غير مرجّح في المرحلة القريبة”، معتبرًا أن إسرائيل توظّف هذا الخطاب في سياق الضغط السياسي والإعلامي.

وقال عوض في حديث خاص لـ "رايـــة" إن “الحديث المتكرر عن الخطر الإيراني النووي والصاروخي هو جزء من حملة إعلامية إسرائيلية منظمة، تهدف إلى إقناع الإدارة الأمريكية بأن جميع الجبهات ما زالت مشتعلة، وأن إسرائيل تواجه أخطارًا متزايدة، خاصة قبيل زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن”.

وأضاف أن “إسرائيل تحاول عبر هذا الخطاب دفع الولايات المتحدة إلى تولي مهمة ضرب إيران، كما حدث سابقًا، أو على الأقل تخفيف الضغوط الأمريكية عليها، سواء فيما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الحرب على غزة أو عقد صفقات سياسية مرتبطة بذلك”.

وأوضح عوض أن “إيران، في المقابل، لم تصدر عنها أي تصريحات تصعيدية، ولم تعلن نيتها الدخول في مواجهة جديدة، بينما الجهة الوحيدة التي تغذي الحديث عن الاستعداد الإيراني للحرب هي إسرائيل نفسها، لأهداف سياسية واضحة”.

وحول قدرة إسرائيل على فتح جبهات متعددة في الوقت ذاته، قال عوض إن “إسرائيل، بعد عامين من الحروب المكلفة، ليست في أفضل حالاتها، إذ تعاني من استنزاف عسكري، وتراجع في المخزون الحربي، وانقسامات داخلية حادة، إلى جانب أزمات نفسية ومعنوية لدى الجمهور الإسرائيلي”.

وأضاف: “قد ترغب إسرائيل في تسخين الجبهات ورفع مستوى التوتر، لكنها لا تريد التورط في حرب شاملة، لأن أجواء الحرب تخدمها سياسيًا أكثر من خوضها فعليًا، سواء داخليًا أو في علاقتها مع الإدارة الأمريكية”.

وفيما يتعلق بإيران، أشار عوض إلى أن “طهران استخلصت دروسًا مهمة من حرب الأيام الاثني عشر الماضية، سواء على المستوى الأمني أو العسكري أو في ما يتعلق بالمشروعين الصاروخي والنووي”، معتبرًا أن إيران “لن تسمح بأن تكون الضربة الأولى إسرائيلية مرة أخرى، لكنها في الوقت نفسه لا تسعى إلى حرب مفتوحة”.

وأكد أن “الحرب بين إيران وإسرائيل مكلفة جدًا، وليست سهلة أو قصيرة، وتجربة الأيام الماضية أثبتت لإسرائيل أن استهداف إيران له أثمان باهظة، رغم التفوق الجوي والدعم الأمريكي”.