خاص | الاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال".. هل يفتح بوابة تهجير غزة؟
في ظل تساؤلات متصاعدة حول دلالات اعتراف تل أبيب بـ"أرض الصومال"، وما إذا كان ذلك يندرج ضمن مخططات تهجير سكان قطاع غزة، قال الكاتب والمحلل السياسي عادل محمود إن هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن مشاريع إقليمية أوسع، تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها تصطدم بإرادة الفلسطينيين وصمودهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عادل محمود في حديث خاص لـ"رايــة" إن الحديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليس جديدًا، بل يندرج ضمن “خطط قديمة – جديدة”، مشيرًا إلى أن سيناريوهات التهجير القسري طُرحت سابقًا خلال حرب الإبادة، لكنها فشلت، ليجري الانتقال اليوم إلى ما وصفه بـ"الهجرة الطوعية" عبر استمرار المجاعة وانعدام مقومات الحياة في القطاع.
وأضاف محمود أن الهدف الاستراتيجي للحرب الإسرائيلية على غزة يتمثل في إيصال الإنسان الفلسطيني إلى "نقطة الصفر"، بحيث تصبح الهجرة بوابة النجاة الوحيدة، معتبرًا أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا سياسية وتقود عمليًا مشهد الحصار والتجويع، بما في ذلك سيناريو التهجير.
وأوضح أن ما يُطرح من خطط سلام أو حلول إنشائية لا يستند إلى قواعد متينة، مؤكدًا أنها ستغرق في رمال غزة، لأن الشعب الفلسطيني، وسكان القطاع تحديدًا، هم من يقررون مصيرهم في نهاية المطاف، رغم حجم الدمار والقتل.
وفيما يتعلق بالاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال"، اعتبر محمود أن هذه الخطوة تندرج ضمن مشروع إقليمي أوسع، يهدف إلى دمج هذه المنطقة ضمن ما يسمى بـ"السلام الإبراهيمي"، لافتًا إلى أن الاعتراف ليس إجراءً معزولًا، بل نتيجة لجولات واتصالات واجتماعات جرت في الظل بين أطراف إقليمية ودولية.
وأشار إلى أن "أرض الصومال" تمثل موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، له تأثير مباشر على البحر الأحمر وقناة السويس، إضافة إلى البعد العسكري والأمني، ما يجعلها نقطة جذب للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
وأكد محمود أن الاعتراف جاء في توقيت لافت، قبيل زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، ما يعكس وجود دراسة أمريكية وتنسيق سياسي، مضيفًا أن هذا الاعتراف يشكل تمهيدًا وتأهيلاً لما هو قادم، وليس خطوة نهائية بحد ذاتها.
وبيّن أن الحديث عن تقسيم غزة أو تفريغها سكانيًا يعكس تقاسمًا أمريكيًا إسرائيليًا للقطاع، وينسف عمليًا أي نوايا حقيقية لحل الدولتين، مشددًا على أن ما يجري يؤكد غياب أي أفق سياسي حقيقي للقضية الفلسطينية.