"لقاء ميامي.. ما الذي نستبينه في ضحى الغد؟ "

2025-12-29 09:30:28

هو الخامس لعجوز الليكود مع مُطوّر العقارات وعاشق الصفقات، منذ صعوده عرش الولايات المتحدة؛ ذاك الذي يدير الأزمات بالتغريدات، 
وباللقاءات المباشرة على الهواء مع ضيوفه الذين يجدون أنفسهم فجأةً في "عش الدبابير"، يخاطبهم بفظاظة، يسألهم عن أسمائهم، ويُجلسهم في غير مقامهم، كما حدث مع أكثر من رئيسٍ وجد نفسه كـ"كومبارس" أمام مقدمٍ محترفٍ لبرنامج تلفزيون الواقع، حيث تتحول السياسة الدولية إلى مجرد "لقطة" يبحث فيها المضيف عن التصفيق بالتضييق على ضيوفه.

في لقاء اليوم، ستوضع الخرائط السائلة على الطاولة؛ تلك التي ستُرسم عليها خطوط الطول والعرض لإقليمٍ مشتعل، بينما يراقب العالم "حبر المخططات" وهو يهدد بابتلاع ما تبقّى من الكيانات. يأتي هذا قبل أن يجري الإنزال خلف الخطوط الحمر للأمن القومي العربي في "صوماليلاند"، تلك المساحة الشاسعة التي تبلغ ١٧٥ ألف كيلومتر، فيما يتجاوز تعداد سكانها ٦ ملايين نسمة، إذ كانت ولا تزال واحدةً من المناطق المرشحة في "كواليس المكاتب المغلقة" لاستقبال المهجّرين من القطاع الذي يعيش نكباتٍ متناسلة، في محاولةٍ لإعادة تدوير المأساة بعيداً عن أعين الكاميرات.

قبل أيام، دخلت التهدئة شهرها الثالث، بينما تتعثر مرحلتها الثانية، بذريعة عدم العثور على آخر جثةٍ يعرف "ثعلب الليكود" أن استعادتها مهمة مستحيلة، لكنه يريد الاستثمار في "الوقت الضائع" لمنع الانتقال للمرحلة التالية التي ستنزع منه صلاحياته، وتُفقده مبررات بقائه، وتوجب عليه الانسحاب خلف "الخط الأصفر" الذي تَشابَهَ على الغزيين.
في ميامي أيضاً، التأم قبل أيامٍ لقاء الوسطاء والضامنين للتهدئة المتعثرة، فيما أكدت واشنطن التزامها بتنفيذ "البنود العشرين" للخطة، التي يحاول نتنياهو المناورة لتسخيرها لغايةٍ في نفسه، كشفتها تصريحات وزير جيشه بعدم الانسحاب من القطاع، والشروع بالاستيطان، ليثبت للعالم أن "فنون التفاوض" لديهم ليست سوى ستارٍ دخانيّ لفرض وقائع لا تقبل التفاوض.
بعد العيد، أُرجئت جميع المواعيد: 

تشكيل مجلس السلام، وحكومة التكنوقراط، وهيكلة القوة الدولية وتحديد مهامها التي تتراوح بين فرض السلام وحفظه، في حين ينشغل البيت الأبيض في مشروع "شروق الشمس" الذي يشرف عليه الثنائي (كوشنر- ويتكوف)، بتكلفة تُذكّرنا بمليارات المنامة التي جُمعت لـ"صفقة القرن" في الولاية الأولى العاصفة لترمب. كأنّ التاريخ يعيد نفسه، ولكن بوجوهٍ أكثر حدة، وأجنداتٍ أكثر صراحة.

هل ننتظر حتى ضحى الغد لنستبين ما رشح من معلومات، وما رُسم من مخططات؟ إما أن تفتح هذه التفاهمات أفقاً للانفراج، أو تعيد المنطقة إلى مشهدية "أعمدة النار والدخان" وامتداد "قوس النار" من تل أبيب إلى طهران، وهو الخيار الذي يسعى نتنياهو لإقناع ترمب بالعودة إليه، مراهناً على أن "عاشق الصفقات" قد يجد في الحرب صفقةً رابحة.