ركام الخيام!

2025-12-30 14:30:50

مع كل منخفضٍ جويّ يضرب غزة، يتسارع نبض قلوبنا المتعبة، وتكاد أفئدتنا تسقط بين أيدينا جزعاً؛ فالـمَشاهد المتدفقة على الشاشات تتجاوز قدرة الروح على الاحتمال. فبين خيامٍ تذروها الرياح، ومنازل متصدعة السقوف آيلة الجدران، يواجه أهلنا  في القطاع المنكوب معركة البقاء.

"المياه كالحنفية فوق رؤوسنا منذ الفجر.. الخيمة غرقت وطارت، والمطر ينهش أجساد أطفالي"، صرخةٌ أطلقتها امرأةٌ مذعورة، تختصر مأساة عائلاتٍ تكابد الجوع والفقر وقلة الحيلة.

هنا أطفالٌ يرتجفون من لسعة البرد، وأُمهاتٌ يعصرن الأغطية المبللة بدموع العجز، فيما ينهمك الجميع في محاولةٍ يائسةٍ لتثبيت أوتاد الخيام وسط الرمال.

 في غزة لم تعد الحرب وحدها هي التي تترصد الغزيين، فمع كل منخفض جوي، يتحول المطر من "غيث" إلى "عدو" يفتك بما تبقى من رمق الحياة.

 لقد حصد المنخفض أرواح 18 ضحية من الأطفال والنساء، وقضى على أحلام آلاف العائلات التي غرقت خيامها الهشة أمام أمواج البحر الهائجة.

في غزة، تلتقي مأساة "الركام" مرتين: ركام المنازل التي لا تزال تحتضن جثامين الأحبة، وركام الخيام التي عصفت بها الرياح. وبين  لسعة البرد وجوع الحصار، يواجه أهلنا فصلاً جديداً من فصول الإبادة، حيث لا سقف يحميهم ولا جدار يقيهم.

كان الله في عونهم.