خاص| قرار إسرائيلي جديد يستهدف الأونروا: تداعيات خطيرة على قضية اللاجئين في القدس

2025-12-31 13:21:46

حذّر مسؤولون فلسطينيون من تداعيات خطيرة لقرار الاحتلال الإسرائيلي القاضي بقطع الكهرباء والمياه عن مكاتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس، معتبرين أن القرار يأتي في سياق نهج إسرائيلي متواصل منذ عقود يهدف إلى تقويض قضية اللاجئين وحق العودة.

وأكد مدير الإدارة العامة للمخيمات في دائرة شؤون اللاجئين، محمد عليان، في حديث خاص لـ"رايــة" أن هذا القرار «ليس الأول ولن يكون الأخير»، بل يندرج ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة للضغط على الفلسطينيين، عبر استهداف الأونروا باعتبارها الشاهد الدولي الأبرز على قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وأوضح عليان أن الاحتلال بدأ فعليًا بتنفيذ القرار على الأرض، من خلال إغلاق مدارس وعيادات تابعة للأونروا في مدينة القدس، ومخيمي شعفاط وقلنديا، ومنع عمل المعلمين والموظفين، إضافة إلى اقتحام مقار الوكالة، كما جرى في حي الشيخ جراح، حيث أُنزل علم الأمم المتحدة ورُفع مكانه العلم الإسرائيلي.

وأشار إلى أن هذه الخطوات تمثل اعتداءً مباشرًا على الأمم المتحدة ومؤسساتها، وضربًا بعرض الحائط لكافة القيم والمواثيق والمعاهدات الدولية، خاصة أن الأونروا أنشئت بقرار أممي رقم (302) عام 1949، وتتمتع بحصانة قانونية دولية.

استهداف مباشر للاجئين

وبيّن عليان أن القرار الإسرائيلي سينعكس بشكل مباشر على حياة آلاف اللاجئين الفلسطينيين في القدس، لا سيما أولئك الذين يعتمدون على خدمات الأونروا الصحية والتعليمية والإغاثية.

وأضاف أن آلاف الطلبة حُرموا من الالتحاق بمدارسهم، كما بات آلاف المرضى مهددين بفقدان الرعاية الصحية، في ظل إغلاق العيادات ووقف تقديم المساعدات الإنسانية، معتبرًا أن ما يجري «نذير خطر حقيقي» على مجتمع اللاجئين في المدينة.

ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، تمارس ضغوطًا على الدول المانحة لوقف تمويل الأونروا، في وقت تمر فيه الوكالة بأزمة مالية خانقة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يواصل التحريض على الوكالة واتهامها بدعم الإرهاب، رغم نتائج التحقيقات الدولية التي نفت أي علاقة للأونروا بالأحداث التي جرت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأكد أن الهدف الحقيقي من هذه الحملة هو إنهاء دور الأونروا، وشطب قضية اللاجئين وحق العودة، ومنع أي مطالبة مستقبلية به، خاصة في ظل ما يتعرض له قطاع غزة ومخيمات الضفة الغربية، ولا سيما في شمالها، من عدوان ودمار ممنهج.