حول وهم الرهان على خلافات ترامب ونتنياهو
لا يُعرف من أين يستمد بعض المحللين معلوماتهم، ولا كيف يتوصلون إلى استنتاج مفاده أن ترامب فرض على نتنياهو شروطه وإملاءاته، في حين أن ما جرى في الواقع هو توافق شبه كامل على معظم القضايا. أما الخلافات التي ظهرت حول بعض المسائل، فهي خلافات تكتيكية بين طرفين حليفين، تربط بين دولتيهما علاقات عضوية واستراتيجية عميقة.
وعندما وقع خلاف جدي بينهما، كما حدث بشأن خطة ترامب، تدخلت إدارة البيت الأبيض لإنقاذ إسرائيل من تطرف حكومتها اليمينية المتطرفة. والدليل على ذلك أن وقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن أوقفا حرب الإبادة والتدمير الشامل، لكنهما في الوقت نفسه مكّنا إسرائيل من شن حرب أخرى حققت فيها مكاسب أكبر، وبكلفة أقل على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والبشرية.
إسرائيل اليوم أقل عزلة مما كانت عليه سابقًا، وقد بدأت فعليًا بتفكيك العزلة الدولية التي فُرضت عليها، كما نجحت نسبيا في الحد من غضب قطاعات واسعة من شعوب العالم تجاه سياساتها وجرائمها.
الخلاصة: من الوهم الرهان على الخلافات الأمريكية–الإسرائيلية، أو التعويل عليها كمدخل لإحداث تغيير حقيقي في الموقف أو السياسات.