بعثة فلسطين بالأمم المتحدة: تقرير 'الاسكوا' يعكس الظلم المستمر الذي يعاني منه شعبنا

2011-10-28 04:08:00
رام الله- 28 تشرين الأول 2011- شبكة راية الإعلامية- وفا
قال سكرتير أول بالبعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك ربيع الحنتولي إن التقرير السنوي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا)، يعكس الواقع القاسي والظلم المستمر الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، لأكثر من 44 عاما.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الحنتولي، أمس الخميس، أمام اللجنة الثانية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة والمعنية بالمسائل الاقتصادية والمالية، حول بند ' السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية'.
وبين أن التقرير، الذي يسلط الضوء على الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال الإسرائيلي على الأحوال المعيشية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، 'يعكس الواقع القاسي والظلم المستمر الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، لأكثر من 44 عاما، 'بينما يقف المجتمع الدولي عاجزا أمام قوة الاحتلال التي تعتبر نفسها فوق جميع القوانين وتواصل انتهاكاتها للقانون الدولي ولكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة'.
وأضاف أن 'إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تمعن في محاولاتها المستمرة لتغيير طابع ووضع والتركيبة الديمغرافية للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من خلال استمرارها في بناء المستوطنات غير القانونية وتشييد جدار الضم العنصري'.
وذكر الحنتولي أنه وفقا لتقرير 'الاسكوا'، فقد أدى بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية وتشييد الجدار واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى فرض قيود شديدة على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى مواردهم الطبيعية، ألا وهي المياه والأرض والطاقة، بالإضافة إلى التأثير السلبي على البيئة.
ويؤكد التقرير أن المعوقات الخطيرة لإمكانات التنمية الاقتصادية في فلسطين يرجع سببها إلى السيطرة الإسرائيلية على الموارد المائية الشحيحة بالفعل، وتدهور جودة المياه التي يستنزف الجزء الأكبر منها من قبل ما يقارب من نصف مليون مستوطن إسرائيلي غير شرعي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأشار إلى 'إستشراس' المستوطنين الإسرائيليين غير الشرعيين في شن غاراتهم البربرية والوحشية على المزارعين الفلسطينيين، وقيامهم باقتلاع وحرق الأشجار ونهب المحاصيل وإغراق الأراضي الزراعية بالمياه العادمة، وجميعها تتم تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر أنه نتيجة للآثار الوخيمة التي يسببها استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي والاستيطان غير القانوني وبناء الجدار، فإن الحكومة الفلسطينية، من خلال تنفيذ برنامجها المعنون 'إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة'، وبالتعاون مع الدول المانحة، كثفت جهودها لدعم المناطق المتضررة والمنكوبة من خلال مشاريع البناء والترميم وتقديم الدعم الإغاثي لها، وتحديدا في القدس الشرقية ومنطقة الأغوار، بالإضافة إلى المناطق التي تم عزلها بسبب بناء جدار الضم العنصري والتوسع الاستيطاني غير القانوني، من أجل مساعدة السكان الفلسطينيين على الصمود أمام المخطط الإسرائيلي الرامي إلى تهجيرهم من منازلهم وأماكن عملهم.
وبين الحنتولي أن إسرائيل تواصل فرض حصارها غير القانوني واللاإنساني على قطاع غزة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية القطاع حيث أصبح أكثر من 38% من سكانه يعيش تحت خط الفقر.
وأشار إلى التقارير التي قدمتها الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي مؤخرا، وأكدت فيها أن الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الأساسي أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية في فلسطين.
ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل لتحمَل مسؤولياتها في إلزام إسرائيل بالالتزام بأحكام القانون الدولي والمعاهدات والقرارات الدولية ذات الصلة والتي تكفل حقوق ِشعبنا في السيادة على مواردهم الطبيعية، ووقف إهدارها واستغلالها من قبل إسرائيل.
وقال 'إن الشعب الفلسطيني لم ولن يقبل بالأمر الواقع المتمثل باستمرار الاحتلال الإسرائيلي البغيض الذي يحاول التحكم في مصير الشعب الفلسطيني ومقدراته وينهب ثرواته وموارده الطبيعية، ويقوض فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويسعى إلى إخماد آماله وتطلعاته في العيش بحرية وكرامة ورخاء كسائر شعوب الأرض'.
وأكد الحنتولي أن 'استرداد سيادتنا على مواردنا الطبيعية في الأرض الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، المحتلة منذ عام 1967، جزء لا يتجزأ من ممارستنا لحقنا في تقرير المصير لتمكيننا من تحقيق استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن مصممون على مواصلة جهودنا ونضالنا المشروع من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل وفي القريب العاجل جدا'.
كما قدم مندوب إسرائيل مداخلة هاجم فيها اللجنة الثانية واتهمها بالانحياز وبالخروج عن مهامها وبأنها تسمح باستخدام اجتماعاتها كمنبر لمهاجمة إسرائيل، وقال 'إن جميع الدول التي هاجمت إسرائيل تستفيد من التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة وخاصة في مجالات الزراعة والمياه'، كما هاجم السلطة الوطنية وادعى أنها تنكر مشاركتها واستفادتها من البرامج المشتركة في مجال الطاقة والزراعة.
وفي هذا الإطار، طلب مندوب فلسطين حق الرد، حيث أكد الحنتولي أن ما قاله مندوب إسرائيل هو دليل على إصرار الأخيرة على الاستمرار في عدم الانصياع للقانون الدولي وعدم التجاوب مع الرسائل التي يرسلها المجتمع الدولي، والتي تطالبها بضرورة وقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.
وردا على تقديم إسرائيل كنموذج يقتدى به في مجال التكنولوجيا، قال الحنتولي 'إن هذا التطور أتى على حساب تقويض مقدرات شعبنا وموارده الطبيعية كما أن أول استخدام لهذه التكنولوجيا كانت لسرقة المياه الفلسطينية وإن شعار 'تخضير الصحراء' طبق على حساب المجتمعات البدوية التي تم تدميرها وتشريدها.
وفيما يتعلق بموضوع مشاركة استفادة السلطة من برامج مشتركة، أكد الحنتولي أن 'السلام هو خيار الشعب الفلسطيني وما تقوم به السلطة من تنسيق في مجالات عدة ومع جميع الأطراف هو في إطار تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، وأن من يعتقد بأننا قد نسمح بتجميل وجه الاحتلال من خلال هذه البرامج فهو واهم'.