"ملك الرمال" يهدد نجدت إسماعيل أنزور
2012-04-17 17:22:00
نابلس (شبكة راية الإعلامية ):
أثار فيلم "ملك الرمال" الذي لم يعرض بعد ضجة واسعة وقلقاً كبيراً للمخرج السوري نجدت اسماعيل أنزور الذي صرح بأنه تلقى تهديدات بمقاضاته من شركة محاماة بريطانية بجرم التشهير والإساءة لشخصيات من العائلة الملكية السعودية بما فيها الملك عبد العزيز نفسه بسبب مشاركته في إنتاج وإخراج فيلمه الجديد.
ويستعد أنزور لعرضه الشهر القادم في مهرجانات عديدة ويقوم الممثل الإيطالي ماركو فوشي فيه بدور الملك عبد العزيز في شبابه، أما الممثل الإيطالي فابيو تستي فيمثل الملك في كهولته، كما شارك في العمل ممثلون من بريطانيا وتركيا وسورية ولبنان. وقال أنزور عن فيلمه "أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتما كأول فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية، وشخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود".
وأحيطت مراحل انتاج الفيلم بسرية تامة حرصا على استكمال العمل وعدم تعريضه لمحاولات المنع أو ايقاف التصوير، حتى أصبح الفيلم واقعاً ومكتملاً. اذ يرى أنزور الموضوع المطروح في فيلمه حساسا للغاية، وتمت معالجته بطريقة لم يعتدها المشاهد العربي. ويعلق أنزور عليه بأنه وجد في سيرة الملك المؤسس كل عناصر الدراما المشوّقة التي يمكن البناء عليها وإظهارها بشكل فني على أن تلاقي صدى كبيراً لدى عرضها على الشاشة في كل أنحاء العالم، خاصة وأن الغموض اكتنف هذه الشخصية ولم يظهر منها سوى الجوانب الإيجابية مع إخفاء بعض الحقائق أو تجميلها.
ليس غريباً عن نجدت أنزور سعيه للصدارة فهو أول من أدخل الفيديو كليب إلى العالم العربي ولن يختلف اثنان حول أن مسلسلاته شكلت منعطفات هامة في مسيرة الدراما العربية، اذ يحاول أنزور أن ينهض بمسلسلاته التلفزيونية الى مصاف الأفلام التلفزيونية، متطرقا لكل ما هو جديد من مواضيع وتقنيات. كما كان حال مسلسل "نهاية رجل شجاع" و"إخوة التراب" والجوارح حيث استخدم وللمرة الأولى تقنيات جديدة أحضرها معه من الولايات المتحدة وطرقاً جديدة لم يعرفها المشاهد العربي من قبل وموسيقى تصويرية مذهلة كما وحركات جديدة للكاميرا التي تصور من زوايا جديدة وصلت لتقنية الكاميرا الطائرة، كما يتقصد أنزور السير على الحدود بين المسموح والممنوع من أفكار لم يعتد المشاهد العربي على مناقشتها علنا.
يذكر أن نجدة اسماعيل أنزور مخرج سوري من أصول شركسية، أخرج العديد من المسلسلات التي شكلت قفزات في مسيرة الدراما العربية في تسعينات القرن الماضي. والذي اعتدنا على شخصياتها الإشكالية كما تجلت في حياته الفنية فمسلسله "ما ملكت أيمانكم" والذي أثار سجالاْ جرى بينه وبين الدكتور البوطي في ما سبق وبينه وبين المتشددين دينياً إن صح التعبير من جهة أخرى، كما وحال فيلمه "الظلم ..سنوات العذاب" الذي ألفه الرئيس الليبي السابق العقيد "معمر القذافي" الذي تحدث عن سنوات الاحتلال الإيطالي لليبيا والعذاب المر الذي عاناه الشعب الليبي في تلك الفترة، حيث بدأ أنزور تصوير أجزاء منه قبل أن يوقف التصوير في ظروف غامضة، اتضحت أسبابها فيما بعد .
إن ظهور تهديدات كهذه "إن صدقت" في وقت كهذا وبعد اتمام تصوير الفيلم، ربما يكون محاولة للتضييق على أنزور الذي عرف بمساندته للرئيس السوري بشار الأسد، ويرى البعض في تصريحات المخرج هذه حركة إعلامية للفت الأنظار وطريقة ليست بجديدة لتسليط الضوء على وليد أنزور السينمائي الذي لم يرى النور بعد، لم يبق إلا أن نشاهد الفيلم "إن رأى الضوء" لنعرف خفاياه ومقصده وردات الفعل حوله.