رام الله: مظاهرة حاشدة ضد ارتفاع الأسعار

2012-09-10 13:58:00

رام الله - خاص ( شبكة راية الاعلامية):

كتب: حسين أبو عواد ومنال حسونة ..

شهدت  شوارع الضفة الغربية منذ ساعات الصباح اليوم الاثنين اضرابا شاملا  لسائقي المركبات العمومية ، و ذلك احتجاجا على ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة.

و قد جاءت هذه الخطوات استجابة  لدعوة نقابات النقل  العام قبل يومين، والتي طالبت بتعطيل حركة المركبات العمومية احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود. و لم يتمكن معظم الموظفين والعمال والطلاب من الوصول الى أماكنهم كالمعتاد في الوقت المحدد بسبب حركة السير المعطلة، وهو ما اجبر  بعض المدارس الى تعطيل الدوام بسبب عدم قدرة المعلمين و الطلاب من الوصول الى المدرسة.

كما وتظاهر اليوم عشرات المواطنين على دوار المنارة وسط مدينة رام الله ، تنديدا لرفع الأسعار وغلاء المعيشة، و المطالبة بوقف سياسات الحكومة التي ارهقت كاهل المواطنين. و حمل  المشاركون يافطات تطالب الحكومة  بإلغاء  اتفاقية باريس، و هتف الحشد بشعارات تطالب رئيس الوزراء سلام فياض بالرحيل، كما شهدت بعض شوارع المدينة حرق للاطارات واشعال النيران.

وفي السياق ذاته، وجه  باسم أبو دقة سائق على خط بيتونيا رسالة  يطالب فيها الحكومة الفلسطينية  بضرورة تخفيض الاسعار قائلا  "بكفي هيك" !!  لم يعد بمقدورنا توفير الاحتياجات  الاساسية  للعائلة، "أنا أعمل من الساعة  السادسة صباحا وحتى الواحدة ليلا، حتى أجني 60 شيقلا، والآن كيس الطحين ب 222 شيقل يعني أحتاج اسبوع  لتجميع ثمن هذا الكيس، لم تعد لدينا المقدرة على اطعام ابنائنا ".

وأضاف ابو دقه  " تأثير الغلاء يصل جميع المواطنين ، و ان  الشعب على وشك الانفجار، وهذه الطريقة هي التي ستوصل رسالتنا بشكل جدي وحقيقي، و اضاف  الاحتجاج السلمي لن يجدي نفعا، قبل يومين تظاهرنا امام مجلس الوزراء ولم يستجب احد لمطالبنا."
و أما أبو فاقد من بير نبالا قال ان  " سلام فياض ليس من الشعب الفلسطيني وليس فلسطينيا، ولا يعرف جبروت شعبنا، ونحن نطالب بأبسط حقوقنا، وما يحدث هو فساد حكومي واداري".

و قال السائق أبو اياد"  لدي أربع بنات..  لا استطيع دفع القسط الجامعي لأي منهم، نحن بحاجة إلى تخفيض أسعار السلع الاساسية والتموينية، والسولار، هناك من لا يستطيع دفع أجرة راكب الى بير نبالا".

و قال أبو زكي من الجديرة" ما يحدث اليوم شبيه لقصة علي بابا والاربعين حرامي،  و تسآءل ان هناك ملايين تدخل  على ميزانية الحكومة من الضرائب التي تجنيها، أين  يذهب هذا المال؟".

" اذا الرئيس عباس وسلام فياض غير قادرين على دفع رواتب الناس،  وغير قادرين على إيجاد حلول اذا فليرحلوا أفضل " هذا ما قاله أبو زكي، كما ودعا إلى إضراب جدي وحقيقي وشامل، مطالبا بإلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية .

و أوضح المواطن سالم سميرات من  قرية يطا أن الشعب الفلسطيني يعاني من غلاء فاحش، وارتفاع كبير في الاسعار، ونسبة بطالة عالية ، بينما يقول سالم  الذي يعيش في مدينة رام الله بعيدا عن أسرته ليؤمن ثمن دواء لأربعة من أطفاله " أسكن في بيت لا يوجد فيه ماء، ولا كهرباء، ولا حمام، تغربت عن قريتي  من اجل كسب لقمة العيش لأشتري الدواء".

وأضاف سميرات " كنا قبل وجود السلطة عمال داخل اسرائيل، وضحينا  بالغالي والنفيس حتى تكون لنا حكومة فلسطينية، تحكم بالعدل، تؤمن لنا العيشة الكريمة، لا أن تعمل على عكس ذلك، كنا  في السابق من الطبقة الوسطى أما الآن نحن من الطبقة الكادحة، وهنالك ناس تتمتع بالملايين والرفاهية، و سيارات فخمة ورحلات، و الباقي يموت من الجوع".

في ضوء ذلك يبقى السؤال مطروحا:  الى متى يبقى الصمت و العجز مخيما على مواقف الحكومة الفلسطينية، متجاهلا مطالب واصوات الشعب ؟.