رام الله: ورشة حول التجربة الفلسطينية في تشجيع القراءة
رام الله - شبكة راية الاعلامية:
أوصى المشاركون في ورشة العمل والتي نظمها المجلس الأعلى لكتب اليافعين في فلسطين IBBY اليوم في رام الله وجاءت تحت عنوان "أضواء على التجربة الفلسطينية في تشجيع القراءة" بضرورة تقديم المؤسسات والأفراد لمبادرات تشجيع القراءة في المجتمع الفلسطيني في ظل تغيّب المؤسسة الرسمية عن ذلك، وأهمية الوصول بهذه المبادرات إلى المناطق المحاصرة والمهمشة بهدف تشجيع القراءة فيها.
كما أوصى المشاركون بأهمية الضغط على وزارة التربية والتعليم من أجل جعل حصة المكتبة حصة ثابتة ضمن البرنامج المدرسي وليست على هامشه، إضافة إلى ضرورة تحفيز المكتبيين وتأهيلهم ليكونوا قارئين ومنتمين ومحبّين للقراءة والكتب الأمر الذي سينعكس إيجاباً على عملهم مع الأطفال في المكتبات.
وفي سياق آخر ركّز المشاركون على أهمية استخدام الإعلام بكافة وسائله وأدواته وخاصة الإعلام الاجتماعي والتكنولوجيا في خدمة المكتبات ودورها في تشجيع عادة القراءة لدى الأطفال.
جاء ذلك في ورشة العمل التي ضمّت ممثلين من أمناء المكتبات العامة ومكتبات المدارس وتربويين ومتخصيين في أدب الأطفال، إضافة إلى ممثلي بعض المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، من كافة محافظات الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 مثل عكا والناصرة.
وخلال الورشة استعرض المشاركون تجاربهم الخاصة في العمل مع الأطفال، والأنشطة والفعاليات التي يقومون بتنفيذها لتوطيد علاقة الأطفال بالكتاب، وبالتالي المساهمة في تكوين مجتمع فلسطيني قارئ.
كما تطرّق المشاركون إلى التغيّر الذي يلاحظون حصوله على الأطفال على مدى سنوات عملهم معهم، والتأثير على سلوكياتهم إيجاباً، إضافة إلى تحسّن أدائهم الأكاديمي عمّا كان عليه قبل توطيد علاقتهم بالمكتبة.
كما استعرض أمناء المكتبات المعيقات التي واجهت وما زالت تواجه عملهم مع الأطفال مثل عزوف بعض الأطفال عن القراءة لارتباطها في أذهانهم بالمدرسة وأسلوبها التلقيني، وتخوّف الأهل من انشغال الأطفال عن الدراسة بالقراءة، وعدم إدراك شريحة واسعة من المجتمع لأهمية ثقافة القراءة لدى الأطفال في تحسين أدائهم سلوكياً ومعرفياً وأكاديمياً. إضافة إلى عدم إدراك بعض الهيئات الإدارية في المكتبات لأهمية المكتبات وأهمية عمل المكتبيين. ناهيك عن المعيقات المرتبطة بالمؤسسة الرسمية وعدم اكتمال بعض المشاريع الرائدة لأسباب مالية في معظمها.
ومن اللافت للانتباه الغنى والتنوع الذي تصمنته الورشة، حيث استعرض المشاركون فيها أيضاً بعض التجارب المتميزة في تشجيع القراءة مثل التجربة مع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عرض تجربة مدرسة النور الأساسية للمكفوفين، وتجربة المكتبة المتنقلة لمعهد غوتة ومؤسسة تامر والتي تصل إلى المناطق المهمشة والبعيدة إضافة إلى بعض التجارب الشخصية سواء في السجون الإسرائيلية أو في ظل الاجتياحات الإسرائيلية للمحافظات الفلسطينية.