بعد نظر ، ونظر

2010-07-24 07:14:00

رايه نيوز: وقف الكل حائراً أمام قرار السيد الرئيس الراحل رحمه الله قبيل العودة الى ارض الوطن والقاضي بالإبقاء على بعض القيادات خارج أرض الوطن رغم شوق الجميع لانتظار هذه اللحظة التي طال انتظارها ، خاصة بعد أشكال الحرمان الذي طال المغتربين كافة قصراً ، كيف لا والكل كان قد اتخذ قراره ليناضل من اجل أن يكون على نقاط العبور والموانئ المختلفة نتيجة المعاناة من شدة ما لاقوه في المطارات والموانئ والمعابر حيث كان الواحد يبقى معلقا في الجو شهراً كاملاً ولا يجد مطاراً لأي دولة يرحب به، وكذلك الحال على الموانئ البرية التي تزيد على ذات المدة في المطارات .

ولكن القرار لم يكن لزيادة حجم الألم ، وحرمان العائدين من العودة إلى ذويهم في محافظات الوطن بجناحيه ، بل على العكس فرغم رغبة الجميع الجامحة إلاّ أن الجواب لم يكن لزيادة الحرمان والمعاناة ، بل لأن القيادات خاصة لايليق أو من الصوابية بمكان أن يزج بها كافة خاصة وأن السياسة الإسرائيلية كانت تهدف إلى جذب قيادات وعناصر الثورة للداخل الذي خطط لأن يكون سجنا كبيراً للجميع ، بحيث لايبقى من يتحدث أو يفضح سياسة الخنق .

إذن هي النظرة الثاقبة الصادرة عن قائد محنك قرأ أبعاد المؤامرة وحتى لاتندثر أو تحاصر أو تؤسر الثورة أو يصادر القرار وبعدها لن نحصد إلا الفشل والحسرة والندامة على هذه الفعلة .

لذا فقد وعى رحمه الله أهمية أن تكون بعض القيادات في أماكن الشتات ، يعلن عن أهمية أخذ رأيها عند المفاصل الحساسة أثناء تنفيذ المرحلة الانتقالية أو الدخول في مفاوضات الحل النهائي .

ومالا يقل أهمية من ذلك فقد أصبحت ملاذاً لأبناء التنظيم بل إلى أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح ، خاصة بعد أن يضيق الهامش ويستشعر الجميع الخطر ويبدأ اليأس يدب في النفوس من الخوف من المستقبل المظلم ، ولكن سرعان ما يتبدد كل ذلك ويعود الزائرون منفرجي الأسارير ، معبئين بشحنات تدفعهم لطرد اليأس والانطلاقة من جديد وبنفس عالٍ ونفسية ملؤها التحدي ومواجهة أشكال الإحباط كافة .

بقينا على هذه الحالة المُرْضية والراضية عن المرجعية التي أثبتت عبقرية القائد الراحل أنها لاغنى عنها .

وقد يسأل سائل : ولماذا كل هذا ؟ وما الذي تغير ؟ وهل حالنا من المأساة بحيث نندفع إلى الحديث والخوض في هذا النوع من الحديث ؟ .

لعل استعراضنا للحالة القائمة كفيل بأن يجيب على كل ذلك ، فقد أصبحنا بعد المؤتمر العام السادس لحركة فتح ، بلا مرجعية في الخارج نهدد بها ، ونعود إليها ، وتشخص لنا الدواء الشافي ولو بالوعود كحدود دنيا .

وجدنا أنفسنا جميعاً نشكو . يشكو الكل من الكل ، ويعلق الكل الفشل على الكل ، وينحى الكل باللائمة على الكل ، حتى أن الجميع يردد عبارات الإحباط ذاتها ولكن كل بطريقته .

يكاد يمر عام على هذه الحالة الحزينة والمحزنة ، والمحزن والأكثر مرارة أن نضطر إلى الحديث ، وكنا قد أحجمنا عن الحديث وفتح هذا الملف حتى لايشمت بنا الشامتون والمتربصون ، ولم يؤخذ هذا الحرص إلاّ من قبل البعض على أنه إعجاب بهذه الانجازات العظيمة غير المرئية والمسموعة .

ترى بما سنوصف من قبل البعض ؟ وهل سيصار الى مراجعة الحالة والعودة الى صيغة تنقذ وضعنا الداخلي ؟

هل سنوصف بأننا نغرد خارج البيت والسرب ؟ أوَليس من الأفضل لو كانت الرسالة داخلية ؟ لأننا اعتدنا على تسوية أوضاعنا بعيداً عن نشر غسيلنا على حبال الأخرين ؟

نقول نعم لو أن الأمور أخذت طابع المعالجة الجدية وبسرية تامة ولم تأخذ طابع : استوت على الجودي وبُعداً لكم فهذا أفضل مايمكن ولن تجدوا اوتسمعوا أو تروا أجود من ذلك .

وأيّاً كان الرد إلا أننا نصر على القول إن جلب الجميع في قفص واحد لايعبر عن بعد نظر ، ونرجو الاستدراك .