رئيس إتحاد الكتاب الفلسطينين يشن هجوما على المؤسسة الثقافية الرسمية الفلسطينية: تحضيرات معرض فلسطين الدولي الثامن للكتاب " مخجلة"
رام الله - خاص (شبكة راية الإعلامية):
تقرير منال حسونة
انتقد رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينين مراد السوداني السياق التنظيمي والآليات المتبعة في معرض فلسطين الدولي الثامن من الكتاب، والحجج التي يسوقها البعض في ضعف الموازانات المخصصه له، مشيراَ إلى أن الخلل نابع من نقطتين من ناحية التنسيق، ومبدأ المشاركة الغائبة في وزارة الثقافة، بالإضافة إلى سوء الإدارة، كما ووصف هذه الاستعدادت بـ "المخجلة".
و أكد السوداني، في حديث خاص له ضمن برنامج مع الناس عبر إذاعة راية اف ام، أن الثقافة الفلسطينية هي الروح الفلسطينية واصفاً إياها بآخر ما تبقى من بعد سقوط كل شيء، و أوصى بضرورة الدفاع عنها.
كما ودعا الى وجود لجنة تنظيمية بالمعنى الحقيقي، موضحاً "يجب أن يكون اتحاد الكتاب على رأس التنظيم، وأن يُعطى المساحة المتوزانة والكافية للاقتراح وليس أن يقتصر وجوده كقطعة تجميل وديكور".
أما فيما يتعلق بالموازنة الخاصة في الثقافة في فلسطين أفاد السوداني "حجة ضعف الموازانات وغيابها في الرخاء والشدة غير مقبول، ونحمل المسؤولية لوزارة الثقافة واللجنة التنفيذية والحكومة الفلسطينية تحديداً والتي يقع على عاتقها إسناد ودعم الثقافة الفلسطينية ووضع ما يعززها ويحميها، وليس التحجج بضعف الموزانة والتي يجب أصلا أن تكون مؤصلة قي وزارة الثقافة وتأتي أُكلها".
وقال السوداني أنه سيتوجه للرئيس محمود عباس للمطالبة بسن تشريعات لتأسيس مكتبة وطنية، ودار نشروتزويع وطنية.
من ناحية آخرى أدان السوداني عدم مشاركة الشعب الفلسطيني في عدة معارض دولية، بحجة ضعف الموزانات ووصفه بال "عيب" في حق الثقافة الفلسطينية، كما وصف حال الثقافة بأنها في أسوأ حالاتها ، وأفاد " شعبنا مقاوم وواع بالفطرة، والفلاح مثقف والعامل معلم "،وهناك حاجة ورغبة لدى الجميع في تلقي التعليم .
وطالب السوداني بضرورة توفير دعم ثقافي واسع من منظمة التحرير ودعم دورها في الوزراة، بدلاً من تجميد دورها منذ ثلاثين عاما، وترك الثقافة دون أي دعم وإسناد، وعدم وجود قرار سياسي بدعم الثقافة وخاصة من منظمة التحرير، ودعا إلى عدم صنع مثقف مستولا ومتوسلا على الأبواب، لأن المثقف هو رأس الحربة في الثقافة والمعرفة.
وفي ختام حديثه تسآل رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينين مراد السوداني "كيف سيشتري المواطن كتاب -والكتاب ثمنه مرتفع-، وهو لم يقبض راتبه حتى اللحظة، كيف سندعم الكتاب والمواطن وهو لا يستطيع توفير قوت يومه، وتم تحويل القضية الفلسطينية الى قضية راتب، القضية قضية وطنية بامتياز، والراتب فاصلة في القضية"، ويجب عدم رهن الثقافة والقائمين عليها وعناصرها بالحكومة الفلسطينية بل يجب أن تكون كيان مستقل بذاته.
وأشاد السوداني بجهود المدير العام للهيئة العامة في وزارة الثقافة، محمد الأسمر، ومنسق فعاليات الثقافة في وزارة الثقافة وعبد السلام العطاريبجهودهم الفردية، بالإضافة الى الطواقم القليلة المرافقة لهما.
المعرض يرسخ الحلم الفلسطيني
من جهتها ، قالت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي أن معرض فلسطين الدولي الثامن للكتاب يلقى تجاوباً كبيراً من الجمهور، مضيفة أن المعرض يفتح المجال للانفتاح على الثقافات الآخرى، والتي تعتبر الثقافة الفلسطينة جزء منها، وخطوة مهمة لدعم البرنامج الوطني في ترسيخ حلم بناء الدولة، وهذا ما جعل المعرض يحمل شعار "فلسطين الدولة 194 وعاصمتها القدس".
وأشارت البرغوثي أن الثقافة هي حصن منيع لمحاربة محاولات تذويب الهوية الفلسطينية، والحفاظ عليها. وأضافت البرغوثي أن اختيار الشعار الثاني " بالقراءة نرتقي" للبحث في كيفية رفع نسبة القراءة في المجتمع الفلسطيني.
أما فيما يتعلق بالمعيقات أفادت البرغوثي أن الوزارة تحتاج إلى موزانات كبيرة نظراً لاحتياجاتها ، خاصة فيما يتعلق بتوفير بينة تحتية وتوفير قصور ثقافية ، وتوفير معاهد للتدريب في مجال المسرح والتمثيل، موضحة أن هذا ما تحتاجه الوزارة لخلق حراك ثقافي.
كما وشددت البرغوثي على ضرورة المشاركة في كافة المعارض الدولية والعربية لأيصال الهوية والثقافة الفلسطينة للعالم،و بناء المسارح والمتاحف، ومشاركة القطاع الخاص في البناء الثقافي على مختلف أشكاله.
حملة "إقرأ لي يا أبي"
من جهته، قال عبد السلام خداش منسق حملة تشجيع القراءة من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي " نسبة القراءة في فلسطين قليلة جدا، وهناك محاولات لتشجيع عادة القراءة والكتابة من خلال برامج توعوية وتشجيعية، تعمل على تعطيش الأولاد للقراءة وهذه مسؤولية جماعية".
وطرح خداش سؤال حول تحدي المنهاج الفلسطيني عقول الطلاب للقراءة والبحث، وجعلهم عطشى للمعرفة؟" .
وأضاف خداش أن القراءة عادة متأصلة في المجتمع الفلسطيني، ويجب أن تعود لكافة المرافق العلمية والتعليمية ، موضحاً أن البعد الثقافي يتعلق بالقراءة، ووجود المسارح والتمثيل، وإنشاء الحدائق العامة، وكل ما يتعلق بها لخلق حراك ثقافي. كما أضاف خداش "في معرض كتاب فلسطين الدولي الثامن يخصص جزء جناح للأطفال تقام فيه فعاليات وأنشطة متعلقة بهم، وتروى حكايات وقصص مع طلاب المدارس والأطفال"، مؤكدا أن الجو العام حين يكون ثقافيا يحفز ويشجع على القراءة .
وأشار خداش أن الناس متعلقة ومرتبطة الآن بالتكنولوجيا و آخر انتاجاتها، وأن الثقافة لا تقاس بما تملكه من أجهزة متطورة.
وعن حملة " إقرأ لي يا أبي" أوضح خداش أن هذه الحملة تهدف لتشجيع التواصل الدائم بين الآباء بشكل خاص والأطفال على القراءة معا، مما يشجع ويحفز أطفالهم على القراءة، حتى لو كانت خمس دقائق قبل النوم.
وذكر خداش أن نجاح الطالب والشاب يكمن في مدى ثقافته، وثقته بنفسه، والاتصال والتواصل، والذكاء الاجتماعي ، وهذا ما يرتبط بالثقافة والمعرفة، وعلاقتها بالتعليم، وأفاد أن هناك الكثير مما يتقدمون للوظائف والحاصلين على درجات عالية في تخصصاتهم لا يحظون بثقافة ومعرفة واسعة.