عدوٌّ في مقتبل العمر

2010-07-31 06:52:00

رايه نيوز: في كل صلاة، وفي كل تضرع للباري عز وجل، وفي كل دعوة موجهة في الأرض للسماء، ندعو ضد الأعداء. بحيث أن الطفل ذو الخمس سنوات يحفظ دعاء ضد أعداء الدين، فينمو هذا الطفل ويكبر ويجد نفسه في العشرين من العمر محاطا بأعداء الدين في كل مكان، فأولهم من هو ليس بمسلم، وثانيهم من لم يلتزم بالدين، وثالثهم المرأة غير المحجبة ورابعهم ومليونهم.. سلسلة لا تنتهي من الأعداء. والنتيجة شاب في مقتبل العمر بدلا من أن يقول يا أرض اشتدي يقول يا أعدائي اشتدوا فأنا هنا.
نعم، إننا نبني هذا الجيل وهذا الكم الهائل من كارهي الأعداء، بحيث إذا لم يجد الشاب آنف الذكر أحدا من الأعداء الذين تم تعريفه عليهم خلال مسيرة حياته، يبدأ بالإبداع في خلق أعداء جدد، فلربما يجد العدو في أستاذ الجامعة ومن بعده صاحب العمل أو رئيسه المباشر، ويبدأ مشوار الكراهية وعدم الانتماء، وهنا يبدأ بالفساد والترهل وعدم حب العمل، أو يمكن أن يصبح تاجراً يجد في الحكومة ورئيسها أفضل الأعداء فيبدأ بالتهرب من دفع الضرائب معللا بأن سرقة الحرامي حلال، ولربما يصبح إمام مسجد عنده ثقة كبيرة في نفسه فيعتقد بأنه إمام للمؤمنين والامة جمعاء وبالتالي عليه عداء رأس الحكم، مع أنه يدعو له في كل خطبة جمعة.. دوامة لا تنتهي من الفساد والابتعاد عن الأخلاق والانفصام الشخصي والاجتماعي والأدبي وبالمحصلة ابتعاد عن الدين ولو كانوا جميعا يصلون ويصومون ويدعون ضد الأعداء.
لا أشك بأن هناك من يتربص ضد المسلمين، وهذا من حق هؤلاء فهم يخافوا جهلنا وربما كثرتنا. وكما سمحنا لأنفسنا بتكفير كل من هو ليس مسلم فواجب على الديانات الأخرى والملل الأخرى أن تحفظ أعدادها، ولذلك ربما تمتلك بعض المخططات ضد الإسلام أو أفراده. لكن السؤال هل المعلمة التي تربي أولادي وتعلمهم، عدو للإسلام كونها غير محجبة. أم أن من لم يقم للصلاة حين سمع الإقامة مرتد ويجب معاداته وقتله إذا استطعنا لذلك سبيلا.
إذا كنتم يا أئمة الأمة ترون بأن هناك فعلا أعداء للأمة وإذا كان دوركم كما تدعون وكما يجب أن يكون في صلاح هذه الأمة أليس جديرا بكم أن تعرَفوا هؤلاء الأعداء وبعدها كيفية حل النزاع معهم بدلا من الدعوة لقتلهم مباشرة دون حديث أو تواصل أو أقلها ذكر أنهم آدميون. والنتيجة كما يلي؛ إسلام إرهابي متطرف، هدم أو منع لكل مأذنة ذكر فيها اسم الله، إهانة لكل مسلمة تلبس الحجاب وطبعا قتلها في بعض الحالات، وترويع وبطش في كل مطارات العالم لكل من التحى أو كان اسمه أحمد، فشكرا لكل من ساهم في تعكير صفو أحمد. أنا لست في مكان يسمح لي أن أعرَف الأعداء أو كيف يتم التعامل معهم، فكما علمتموني وأنا صغير إن كل من يعارضكم أو يناقشكم هو شخص يعارض الدين والله وبالنتيجة عدو لنا، وهذا أنا عدو لكم ولنفسي، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.