عندما تلبستني روح الديك
رايه نيوز: في ساعات النهار الاولى تلبستني طاقة غريبة هناك قدر من السجائر يكفي لكتابة شئ أخر ... تلبستني روح ديك .... نعم لاتستغربوا .... لقد تلبستني روح ديك .... هذا ليس له علاقة بالفجر أو ألقصص فقد عاصرت كل فجر في بغداد من سنة 2001 لحد الان بعد أن أصبت بالارق ... قال الديك أو روحه تعال لأريك وسجل أنت .... ذهبنا الى سطح المنزل .... الشمس كانت تشق طريقها نحو السماء والهواء ليس عليل لكنه هادئ ... جميع أجواء الفجر الشاعرية كانت متوفرة لكن الديك طأطأ رأسه وكانت هناك دمعة تتراقص في بوابة عينه .... قال أتفقد شئ ؟ قلت له نعم أعتقد أني أفقد شئ ما .... قال نعم أنه صوت صياحي ... أجبت بسرعة اه نعم نعم أنه صوت صياحك .... ثم ماذا؟ .... انتقل الديك الى جهة أخرى على مكان عالي وأنا أنظر له وأقول مابه هذا المجنون السكران .... ثم أشرع يقول ..... في أمريكا يحترمون الديك والكل ينهض على صوته ويشرعون لحياتهم ... لكن الديك في العراق لايصحى أحد على صوته ... قلت له نعم هناك أنفجرات وصراخ ومداهمات وغيرها .... قال نعم لقد أخذ المحتل مني مهنة أيقاظ الناس ... ثم أكمل .... الديك في أمريكا يصحوا على دجاجة جميلة توقضه وتقول لقد أعددت لك طعام الافطار .... لكن الديك في العراق مصاب بالارق لعدم وجود دجاج فقد أسهلك الشعب العراقي الدجاج كله لشحة وغلاء لحم الخروف والجاموس... فقلت نعم أنا أيضا بدأت بالبحث عن الدجاج في أمريكا اللاتينية .... أكمل الديك ... الديك في أمريكا مؤمن يذهب للكنيسة ويحتسي النبيذ على فلم السهرة .... الديك في العراق لايعرف الى أي طائفة ينتمي فقد أنتمائه الديني فهناك ديك سني وديك شيعي وديك مسيحي وديك صابئي وديك أيزيدي وكل منهم يصيح على ليللاه .... قلت له نعم أنا أيضاَ فقدت أنتمائي الديني بعد أتباعي المثل الذي يقول " عندما يكثر الملاحين تغرق السفينة " ... ... أكلم الديك وقال الديك في أمريكا يتمتع بأبوته فأفراخه دائما حوله أما العراق فقد أصاب بالعقم نتيجة السهر والكيمياوي والخوف .... فقلت له هذا حال كل فحولة الوطن ...... أكمل الديك ... قال... الديك الامريكي يأكل حبوب الذرة الطازجة والعراقي يأكل في الصيف قشور البطيخ وفي الشتاء قشور الباذنجان .... قلت له قريب جداً من أكل البشر هنا في العراق ياصديقي .... أكمل الديك .... الديك العراقي يوقض الموت أما الامريكي الحياة .... قلت له الموت كان يقض في العراق قبل أن يخلق الرب الديكة .... أكمل الديك ... أنظر أنهم لم يقدروني لم يضعوني على دوارة رياح ولم يستعملوني كأشارة لحزب معين رغم نضالي المشهود له ومواقفي النبيلة ... في فرنسا وضعوه على صدور منتخبهم الوطني وعلى المطاحن ..... قلت له مازلنا نسعى الى تأسيس حزب الانسان .... لم ترق للديك أجوبتي لم أكن له الصدر الدافئ والحنون ... أستدار نحو الافق لم يستطع الصياح نسى أنه كان قد تلبسني ... صحت بالنيابة عنه .... قال لي أحمق لاتقدر قدسيتي وأختفى ... مازلت متعجب من هذا الديك الذي كان مزيج بين غاندي ونيتشه .