وظيفة شاغرة: مطلوب ممثل شرعي

2010-08-18 09:29:00

رايه نيوز: ما كان يجري من حراك سياسي حول منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعض حقوقهم المدنية والانسانية، قد يتراجع مع تصاعد حمى الصراع الداخلي بشأن المحكمة الدولية وما يدبر للمقاومة اللبنانية. لكن هذا المقال يبحث في دور القوى الوطنية والاسلامية والقيادة الرسمية الفلسطينية، وحالة التردي الفلسطيني في الخجل من المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني والحرص على التوازنات. ان شعبنا اللاجئ في المخيمات الفلسطينية في لبنان له حقوق مدنية وانسانية يجب ان ينتزعها من براثن النظام الطائفي العقيم. وان هذا العار يطال الجميع، ويهدد بانقسام فلسطيني من نوع اخر واخطر، ورسالة تقول: كل فلسطيني يقلع شوكه بيده، ويخوض معركته بمفرده!
تذكرت الانتفاضة الفلسطينية المجيدة في العام 1987، وكيف استطاعت وحدة الشعب ان تكسر الحصار الظالم على شعبنا في لبنان، وما عرف بـ 'حصار المخيمات' على يد 'الاخوة اللبنانيين'، وهو حصار جاء بعد مجازر دموية وبشعة ارتكبت بحق الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وغيرها. لم يترك عرفات فرصة، على بدائيته في فهم العلاقات السياسية، الا وحاول الاستفادة منها لصالح شعبه.
اليوم، تعيش غزة حصارها قطرة قطرة، وتقاوم وحدها تقريبا، فيما لا تكترث السلطة الفلسطينية بكرامة الشعب الفلسطيني في اي مكان. ولا تهتم بما يجري في القطاع، الا اذا كان يحرج حركة حماس! وكلما ذكر قطاع غزة، يحدثونك عن ' استهلاك القطاع 55 ' من الميزانية الفلسطينية '! هكذا يتمنن التاجر الفلسطيني على شعب محاصر يقاتل من اجل حريته وخلاصه وحفنة من الذاكرة والكرامة لأمة نائمة!
في لبنان تقف عصابة من القتلة والعنصريين ضد منح الفلسطينيين حقوقهم، وهؤلاء يتبجحون وفق تبرير عنصري يقال على شاشات التلفزة اللبنانية، ولو قيلت في اي بلد اوروبي قد تعتبر جريمة بعينها، لكن كل هذا المنطق النازي وكل هذا الشحن الطائفي 'الفينيقي'، يعمل اليوم في تفعيل طاقته القصوى، ضد اللاجئ الفلسطيني.
يقول له الفلسطيني: حتى أحقق حلمي بالعودة يجب ان اكون حراً. يقول له اللبناني العنصري: كن حراً في مكان اخر
لذلك، لا شيء يمنح الفلسطيني حريته او حقوقه سوى الثورة
تذكرت دور الحركة الوطنية اللبنانية ورموزها وشهدائها، هؤلاء الذين دفعوا الغالي والرخيص من أجل فلسطين ولحماية لبنان من مشاريع اللحاق بالركب الامريكي ومعسكر كامب ديفيد. لكني بصراحة احترت في المواقف الملتبسة الضعيفة للمقاومة اللبنانية وقيادة حزب الله بشأن الحقوق الفلسطينية. ونؤكد على جوهر ما قاله الدكتور عزمي بشارة لقناة المنار الفضائية، عن اهمية توضيح المقاومة اللبنانية لموقفها حيال حقوق الفلسطينيين في لبنان من دون غمغمة وليس فقط نظرياً، بل موقف واضح صريح لا يقبل سوء الفهم والتأويلات!
ان هذه القيادة الفلسطينية صارت عبئاً على كاهل الشعب الفلسطيني وبات وجوباً عليها أن ترحل. اولا لانها غير شرعية وغير منتخبة، وثانيا لانها قيادة لا تكترث بكرامة الفلسطيني وحقوق اللاجئين، وتتآمر على المقاومة وتشوه صورة النضال الوطني وتجلب لنا العار. قيادة فلسطينية تفعل كل ذلك، وتريد ان تمثلنا في السر والعلن، في مفاوضات العبث، في كل المحافل العربية والدولية، وامام الشركات واموال الاستثمار والدول المانحة؟!
القيادة الفلسطينية مأخوذة بعرش سلطتها الصغيرة والبحث عن 'الحل'، وتتنكر لهموم الشعب، تؤجل كل حقوقه وتعتبره عبئأ عليها، بينما العكس هو الصحيح. ولولا كبرياؤه وصبره، لنشر الشعب الفلسطيني اعلاناً مدفوع الاجر يقول: وظيفة شاغرة، مطلوب ممثل شرعي!