شيعة غزة لـ "راية": نعمل بسرية خشية من بطش حماس

2012-12-18 17:53:41

مكتب غزة – (شبكة راية الاعلامية)

من الملفات غير المحبذ فتحها في قطاع غزة موضوع التشيع الذي تجد عدد من الأطراف الفلسطينية التي تتلقى دعم مالي من الجمهورية الاسلامية ايران " قلق" في طرحه أو ابراز من اختار المذهب الشيعي في قطاع غزة كما يحدث في أي مكان في العالم العربي والاسلامي.

عموما المتشيعون في قطاع غزة أعداد محدودة اختاروا هذا المذهب في سياق قناعات أمام تقدم ايران كدولة قوية في الفضاء " السني" والاقليمي، وفي أحيان كثيرة رد فعل على "ضعف " الحالة السنية وتفرقها واختلافها.

أيا كان الحال التمذهب الديني أو التحول الفكري لا ينفي حقوق الانسان ما لم يتعارض مع القانون والنظام والآداب العامة.

نحن في هذا التقرير أمام حالة لمواطن فلسطيني من شمال قطاع غزة اختار طوعا المذهب الشيعي اختار لنفسه اسم مستعار "أبو حمزة الكوفي" خشية من الاجهزة الامنية للحكومة المقالة التي تتعامل بقوة مع هذا الملف الحساس، حيث تجد حماس نفسها مضطرة للتعامل بشكل محسوب مع هذه المجموعة خشية ان تتأثر سلبا العلاقة الوثيقة التي تربطها بطهران.

وفي تصريحات سابقة قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة ان "الحرية الدينية موجودة بالكامل"، مشددا في الوقت ذاته على ان "الجميع في قطاع غزة هم مسلمون من اهل السنة والجماعة ولم نسمع باي طوائف اخرى".

واضاف النونو "استبعد تماما ان تكون ايران تعمل في هذا الاطار في قطاع غزة".


محدثنا "الكوفي" يبلغ 33 عام يعتبر تجربة مع التشيع رحلة روحية وقرار عقلي جاء بالاختيار الصافي من أي شائبة اكراه أو منفعة شخصية كما يقول.

المتشيع "أبو حمزة الكوفي" الذي زار طهران ودمشق وبيروت في عدة رحلات  رأى في مصطلح تحول بأنه غير مناسب لأنه التحول يكون من دين الى آخر "لا سمح الله"، وانما التشيع يبقى الانسان في نفس الدين لكنه تعبد بطريقة مختلفة،" ونحن في نهاية المطاف مسلمين ولا أدري لماذا التمييز غير المبرر".

ويقول لقد وجدت ضالتي في المعتقد الشيعي الذي أضاف له قناعات وإضافات جديدة كان يبحث عنها .

في المقابل يعبر الشيخ " السلفي" مجدي المغربي رئيس اللجنة الإعلامية لجمعية ابن باز الخيرية عن مخاوف حقيقية وأرقام وشواهد تؤكد أن هناك أيادي خفية تعمل في قطاع غزة لنشر الفكر الشيعي.

وأورد الشيخ المغربي قصصا في مقال له ووقائع حدثت في قطاع غزة لمتشيعين , معبرا عن استغرابه لهذا الفكر التكفيري الذي يمقته أهل السنة والجماعة, مؤكدا أن مشايخ أهل السنة في القطاع يتبارون للرد على هذه الخزعبلات التكفيرية التي يسعى الشيعة لنشرها بين في القطاع.

ويعقب المغربي في وقت قريب على وجود لوحات بعد الحرب تقول بثلاث لغات تشكر ايران ويقول:" بل، سحقاً إيران (...) لوحات ضخمة.. يافطات كبيرة، وبلغاتٍ أربع، العربية والعبرية، والفارسية والإنجليزية، رُفعت هذه اللوحات في ظلمة الليل، وغفلة النّاس، رُفعت سرّاً، وبدون توقيع في بعض الميادين في قطاع غزة، وكأنّ أصحابها يرسلون رسالتهم الكاذبة المدفوعة الثمن إلى إيران، ومن يدور في فلكها، - وبلغاتٍ عدّة - أنّ غزة، أرضها وسماءها، وبرّها وبحرها، يشكرون ويحمدون لإيران صنيعها وحُسن فعالها، ألا فليعلموا أنّهم كاذبون، وأنّ أهل غزة، للرافضة مبغضون كارهون، فأهل السنّة في غزة لا يحبون الشيعة الروافض، ولن يكون للرافضة موطأ قدم في فلسطين السنية - بإذن الله- فلا يفرحوا بغفلة الغافلين، وتهاون المتهاونين. فعلام نشكر إيران؟؟" هكذا يتحدث المغربي في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي " فيسبوك".

"الكوفي" اكد لمراسلنا أنه زار ايران وتحديدا مدينة قم ومدينة كربلاء والنجف في العراق وجنوب لبنان وسوريا.

وذكر أبو حمزة أنه فخور بتشيعه رغم وجوده بين أغلبية من السنة ، ويعتبر أنه تخطي الضغوط النفسية التي مر بها من خلال تعرضه للهمز واللمز والكلام وأحيانا تعرضه للأذى.

وأكد أن عددهم في قطاع غزة بالعشرات فقط، وأنهم يتعرضون للتضييق من أجهزة أمن الحكومة المقالة في ندواتهم ولقاءاتهم.

ويقول احمد يوسف المستشار السياسي الأسبق لرئيس وزراء حكومة حركة حماس "لا يوجد شيعة في غزة، كل ما عندنا هو حالة تعاطف مع حزب الله وايران".

ويضيف يوسف في تصريحات اعلامية سابقة "تعاطفنا معهم جاء بحكم احساسنا بما يتعرض له الشيعة من مظلومية وللحس الوطني من قبلهم تجاه القضية الفلسطينية".


وعلى سبيل ذكر أمثلة التضييق أو "الاضطهاد" يقول الكوفي قبل  شهور كان هناك اجتماع داخلي لمجموعة من الشيعة شمال غزة وتحديدا في مدينة الشيخ زايد ولكنهم تعرضوا لهجوم وحشي وعنيف أدى الى اعتقال واصابة جميع من كان داخل الاجتماع وتم تهديهم بالقتل اذا عاودوا لعقد اجتماعات مستقبلا.

ويضيف "تم التعامل معنا كعملاء للاحتلال نخطط لتخريب البلد ، مع العلم أن الاجتماع كان ديني فكري ثقافي فقط".

وقال "الكوفي" أنهم ينتشرون بصورة سرية وباجتهاد شخصي دون وجود تعليمات بذلك من مرجعياتهم".

وأكد وجود بعض النسوة من غزة التزمن بالمعتقد الشيعي

ويضيف "لا يوجد حسينيات حتى الآن في غزة، وذلك بسبب – كما يقول- ضعف الجهود وقلة الامكانيات الموجودة حاليا مع أن المتشيعون في غزة مستعدون، لذلك حتى كلفهم أرواحهم الا أنهم يخافوا على عائلتهم وأسرهم من "بطش حماس".

ويواصل "نحن لا نجبر شخص على الانتماء لمذهبنا ، بل نحن نشرح ونوزع كتيبات ونشرات صغيرة وبسرية للاشخاص الذين نعتقد أنهم يودون التشيع  (..) وبالفعل وجدنا أشخاص هكذا.

ودعا الكوفي الحكومة المقالة أن تكف عن ما وصفها بإجراءاتها وممارستها القمعية تجاه نشاطهم في غزة وتعيد النظر في تعاملها معهم  وأن تسمح لهم بتنظيم لقاءات دعوية في غزة.
وطالب المواطنين بغزة عدم اتباع الشائعات التي تطعن في وطنيتهم ومحاولات التفرقة بين المسلمين واجتهاداتهم ومذاهبهم.