جنين: ندوة علمية حول رأس المال البشري
رام الله - شبكة راية الاعلامية:
نظمت كلية العلوم الادارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة وفرع الجامعة في جنين ندوة علمية حول رأس المال البشري وآليات الاستقطاب والتوظيف في المؤسسات الفلسطينة بالتعاون مع دائرة التدريب والتطوير في شركة جوال وفرع بنك فلسطين في جنين. وفي بداية الندوة رحّب الدكتور عماد نزال مدير فرع الجامعة في جنين بالباحثين والحضور باسم رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور يونس عمرو، وأكد على أن هذه الندوة تهدف الى تعزيز مهارات الطلبة على المستويين الأكاديمي والعملي، وصقل شخصياتهم ليكونوا قادرين على الانخراط الفاعل في أسواق العمل المختلفة.
ومن جانبه، أكد الدكتور يوسف أبو فارة عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة على أن هذه الندوة جاءت تلبية لحاجة سوقية ملحة وبارزة، وهدفت الى تسليط الضوء على أحد جوانب قوة المجتمع الفلسطيني التي تتطلب المزيد من الاهتمام والبناء وهو رأس المال البشري، مشيرا الى ما يتضمنه من أبعاد اقتصادية واجتماعية تنعكس على الاقتصاد الوطني الفلسطيني من خلال الخبرات المتراكمة في التجارب العملية والحياتية، ومن خلال رصيد المعرفة الكامنة والصريحة، ومن خلال المهارات التقنية والفنية والفكرية والانسانية والسلوكية، ومخزون الإبداع والابتكار الذي يتم اكتسابه عبر جميع مراحل الحياة. وأشار الدكتور أبو فارة الى أن الرؤية التنموية الفلسطينية تركز على بناء اقتصاد وطني راسخ مستند الى رأس المال البشري الفلسطيني الذي يجب أن يكون أهم محركات النمو الاقتصادي الفلسطيني، وأكد على أن التنمية البشرية في فلسطين يجب أن تكون دوما ضمن أولى أولوياتنا الفلسطينية في ظل ندرة مواردنا الطبيعية وتشوهات الاقتصاد الفلسطيني الناجمة عن أوضاعه الاستثنائية. وقد دعا الى ضرورة الاهتمام بالتعليم المهني الذي يعد مدخلا فاعلا للتعاطي مع مشكلات البطالة في المجتمع الفلسطيني.
وقد قدّم الدكتور فتح الله غانم عضو هيئة التدريس في جامعة القدس المفتوحة ورقة عمل تناول فيها مفهوم وتطور رأس المال الفكري ورأس المال البشري، واكد أن المؤسسة تستطيع أن تستثمر في رأس المال البشري من خلال التدريب والرعاية الصحية والمعيشية للموظفين، والاستخدام السليم لمهارات الموظفين وطاقاتهم. واستعرض في ورقته الأسس العلمية المنهجية التي ينبغي أن تراعيها المؤسسات في عمليات الاستقطاب والاختيار والتعيين، وأطلع الحضور على بعض التجارب وعلى بعض النتائج التي تنجم عن عمليات التوظيف الخاطئة. وأكد أن تكلفة توظيف الشخص غير المناسب تكون كارثية على المؤسسة.
وضمن ورقة العمل التي قدمها السيد فهد لبادة مدير دائرة التدريب والتطوير في شركة جوال فقد تناول آليات الاستقطاب والتعيين والمقابلات في شركة جوال، وأشار الى أن شركة جوال هي من الشركات الفلسطينية ذات الأثر الاقتصادي الواضح في المجتمع الفلسطيني ضمن مجموعة الاتصالات الفلسطينية، فشركة جوال قد وظفت لغاية الآن أكثر من 800 موظف. وتحدث السيد لبادة في ورقته عن الآليات المتبعة في شركة جوال لاستقطاب واختيار وتعيين الموظفين الجدد، وأشار الى كيفية تحديد الاحتياجات في الشركة، وصولا الى الاحتياج الفعلي لكل دائرة. وأشار الى أن شركة جوال تعتمد حاليا بعض البرامج التي تؤهل سنويا مجموعة من خريجي الجامعات بالخبرات التي تساعدهم على الانضمام الى سوق العمل بنجاح، وتزيد فرصهم في الحصول على الوظائف، وذلك من خلال تدريبهم وإكسابهم الخبرة في الدوائر التجارية للشركة. وأشار الى ان الشركة تركز عند توظيف أي متقدم جديد على جانبين: السيرة الذاتية ومحتواها، وقدرات المتقدم التي يتم اكتشافها والتعرف عليها في اثناء المقابلة والاختبارات. وأكد للطلبة والخريجين على ضرورة الاهتمام بوجود العناصر الأساسية في السيرة الذاتية مثل البيانات الشخصية والأهداف والخبرات العملية والإنجازات والمؤهلات الأكاديمية والدورات التدريبية والكفاءات واللغات وغيرها. وأكد السيد لبادة على أن السيرة الذاتية هي بطاقة التعريف بالموظف، ولذلك لا بدّ أن يوليها المتقدم العناية الكافية، وأن يتم تقديم السيرة الذاتية التي تلائم الوظيفة المطلوبة، ومراعاة الصدق والوضوح في البيانات المقدمة، وعدم الاختصار الشديد أو الإطالة المفرطة. وعلى صعيد متصل أشار الى أهمية المقابلة في قبول المتقدم للوظيفة، ونصح الخريجين المتقدمين للوظائف بضرورة الاهتمام بالمظهر العام عند الذهاب الى مقابلة عمل، وجمع بيانات ومعلومات كافية عن الشركة التي تقدم لها بطلب العمل، والالتزام بالحضور الى المقابلة في الموعد المحدد دون تأخير أو تبكير مفرط، ومراعاة مهارات الانصات والاتصال مع لجنة المقابلة، والثقة بالنفس، وابراز الاهتمام بالعمل، والإجابة مباشرة، والصدق في الاجابة، والابتعاد عن العادات السيئة أثناء المقابلة، وغير ذلك من جوانب مهمة للمقابلة.
وفي ورقة عمل أخرى مقدمة من السيد رياض أبو الرب مدير فرع بنك فلسطين في جنين تم التأكيد على أن بنك فلسطين يراعي تحقيق مبدأ فرص العمل المتكافئة في عملية التوظيف، ويركز على اختيار الأفضل من بين المتقدمين للوظيفة ضمن معايير منهجية ومهنية يعتمدها البنك، ودعا الطلبة الى ضرورة التفكير في مشاريع فردية وعدم تركيز كل الجهد الى الحصول على وظيفة لدى الغير، فالأعمال الصغيرة هي جوهر الاقتصاديات الناجحة.
وفي ختام الندوة تم فتح النقاش والحوار حول محاور الندوة، حيث شكر الحضور رئاسة جامعة القدس المفتوحة التي تعنى بدعم الأنشطة والفعاليات التي تلامس المشكلات الاقتصادية والادارية في مؤسساتنا الفلسطينية وتضع المقترحات الموجهة لمعالجة هذه المشكلات أو التخفيف من حدّتها. وقد تطرق الحضور الى آليات التوظيف المعتمدة في كثير من مؤسساتنا ووزارتنا الفلسطينية بالعرض والتحليل، ومنها آلية التوظيف في وزارة التربية، حيث انتقد الحضور أسلوب امتحانات الوزارة الذي يشترط التقدم للامتحان سنويا مما يؤدي الى الحصول على دور وترتيب جديد في طابور الانتظار في كل مرة، مما يلحق أذى ماديا ونفسيا كبيرا بقدامى الخريجين المتقدمين للوظيفة، ففي كل سنة يعاد ترتيبهم من جديد ويبتعد أملهم في الحصول على الوظيفة من جديد، ودعا الحضور في الندوة المسؤولين الى إعادة النظر في آلية التوظيف المعتمدة في وزارة التربية والبحث عن آلية أكثر فاعلية تحقق فرص العمل المتكافئة بين الخريجين المتقدمين للوظائف. وقد أشار الدكتور محمد عمرو رئيس قسم ادارة الأعمال في جامعة القدس المفتوحة الى ضرورة تركيز مؤسساتنا الفلسطينية التعليمية بمستوياتها المختلفة على البناء السليم لرأس المال البشري الفلسطيني الذي يخدم الأهداف الاقتصادية التنموية، وهذا يكون مدخلا فاعلا لتوظيف خريجي مؤسسات العليم العالي. وأكد الدكتور عبد الحميد شعبان رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة على أن الطالب الجامعي ينبغي أن لا يكتفي بما يدرسه في الجامعات، بل يجب أن يعمل على بناء وتنمية قدراته أثناء دراسته في الجامعة من خلال الانخراط في الدورات التدريبية ذات الصلة بتخصصه ليكون مؤهلا للانخراط الفوري في سوق العمل بعد التخرج. ونوّه أ.شبلي السويطي الى ضرورة الاهتمام بجودة حياة العمل كمدخل لتطوير رأس المال البشري. واستذكر الدكتور شاهر عبيد أهمية مجاراة الطلبة للتطورات التكنولوجية في مجال التخصص لأنها ستكون جواز عبور الطالب الى الوظائف الملائمة. وقد أدار أعمال هذه الندوة الدكتور يوسف أبو فارة عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة.