المجلس الثوري لفتح يعقد دورة "الانطلاقة وتجسيد الدولة"
رام الله - شبكة راية الاعلامية:
عقد المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" دورته العـــادية العاشرة دورة " الانطلاقة وتجسيد الدولة " وذلك في المقر الرئاسي في مدينة رام الله (26-28) كانون الثاني 2012 ، بحضور ومشاركة الرئيس محمود عباس " ابو مازن " رئيس الحركة وأعضاء اللجنة المركزية .
وأدان المجلس قرار الاحتلال بمنع عدد من الأخوة أعضاء المجلس من لبنان والشتات ومن قطاع غزة من الوصول لحضور الاجتماعات، ومواصلته لاعتقال عضو اللجنة المركزية للحركة المناضل مروان البرغوثي .
وقد انطلقت أعمال الدورة في جلستها الافتتاحية بالنشيد الوطــني الفلســـطيني، والوقوف دقيقـــة صمت وتــــكريم وتخليد لأرواح شهداء الشعب الفلسـطيني والثورة الفلسطينية التي يتزامن ذكرى انطلاقتها 48، وشهداء الأمة العربية.
وقد حيّا أمين سر المجلس شهداء الثورة ومناضلي الحركة الوطنية الفلسطينية في ذكرى لانطلاقة العظيمة مؤكداً ان حركة فتح على عهدها ووعدها بمـــواصلة النضال والكـــفاح حتى تحقيق غايات وطموحات شـــعبنا في تــجـــسيد حقوقه الوطنية وتقرير مصيره بإرادته الحــرة في الدولة الفلسطينية المستقلة، واستهل المجلس أعماله بكلمــة الرئيس، التي جاءت وافية وشاملـــة للمواضيع السياسية والوطنية والحركيــة التي تؤثر في القضية الوطنيــة بمختلف مساراتها .
وأكد الرئيس ان الانجاز الوطني في رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة سيعقبه مواجهـــة كبيرة وتحديات عظيمه تتطلب الوحدة والتضامن والعمل الجاد والمثابر من الكل الفلسطيني وفي المقدمة حركة فتح صانعة الانطلاقة وطليعة الثوره وقائدة المشروع الوطني ، مشدداً عــلى أننا نـــأخذ التـــهديدات على محمــل الجـــد والمسؤولية ، ولكننا لن نساوم على أرضنا ووطننا ، وشكر كل الدول التي انحازت الى جانب الحق الفلسطيني داعياً الى تراجع الدول التي صوتت ضد القرار وأضاف الرئيس أن وحدة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية وانجاز مصالحة وطنية شاملة، ضمان للتحرر والاستقلال الوطني، داعياً الى الشروع في تنفيذ الاتفاقيات التي أنجزت في الدوحة والقاهرة عبر تعزيز المشاركة السياسية واستئناف الحياة الديمقراطية بالانتخابات الحرة، لبناء نظام قوي بإرادة الشعب الفلسطيني، وجدد الرئيس تمسكه بقرار استئناف المفاوضات مشروطاً بتنفيذ الالتزامات وفي المقدمة وقف الاستيطان الباطل على أراضي الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتنا الابديه.
وقد ناقش المجلس الثوري وفي نطاق ثلاث أيام، كافة القضايا على جدول أعماله السياسية والوطنية والحركية بعد استماعه لتقارير أمانة سر المجلس وتقرير اللجنة المركزية ومفوضياتها ولجان المجلس .
وفي معرض نقاشات أعضاء المجلس ومداخلاتهم والبحث العميق سياسياً ووطنياً ، وافرد المجلس جلسات مطوله للوضع الداخلي للحركة وكيفية تنشيط أطر الحركة ومفوضياتها وتعزيز روح التضامن والفعل الفتحاوي الخلاق والمبدع ، لرفع شأن الحركة باعضائها باعتبارها قائدة مسيرة التحرر والبناء .
وفي ختام اعماله أقر المجلس البيان التالي :
اولاً: الوضع السياسي :
بحث أعضاء المجلس مستقبل العمل السياسي في ضوء الانجاز الفلسطيني في الأمم المتحدة وعلمه بالتحديات والعقبات التي تعترض المشروع الوطني في المرحلة المقبلة ، مؤكداً على التالي :
1- إن المجلس الثوري يحيي الأداء والجهد الفلسطيني المثابر في المستويات كافة ، والذي أنجز نصراً سياسياً برفع مكانة فلسطين الى دولة مراقبة في الأمم المتحدة ويؤكد اعتزازه بالإصرار الذي مثله الرئيس محمود عباس ، وعدم تراجعه أمام كل الضغوطات والتهديدات التي واجهها.
2- يشكر المجلس الثوري كافة الدول التي وقفت الى جانب الحق الفلسطيني وساندته ويخص بالشكر المجموعات الإقليمية والدولية ، من دول عدم الانحياز، والدول الاسلاميه ، والعربية ، والدول الاسيوية، والاوروبية ، والافريقية واللاتينية، وكافة الدول المركزية والمحورية التي ساندتنا تاريخياً ووقفت الى جانبنا، ويؤكد أن هذا الموقف لن ينساه الشعب الفلسطيني، وسيبقى خالداً في أذهانه وذاكرته على مر التاريخ .
ويدعو المجلس كافة الدول التي امتنعت عن التصويت الى الاعتراف بالقرار الاممي وإنفاذه وكذلك تراجع الدول الرافضة والمعارضة، ويدعو في هذا الاطار الى قيام علاقات ثنائية مع كل الدول إنفاذا للقرار الاممي .
3 - يدعو المجلس الثوري الامم المتحدة عبر أمينها العام للاطلاع بمسؤولياتها في حماية الدولة الفلسطينية شعباً وأرضا ومقدرات من الاحتلال الإسرائيلي وتعدياته المستمرة،
ويطلب المجلس من القيادة وضع الآليات الكفيلة بانضمامنا للمؤسسات والمنظمات التابعة للامم المتحدة وبروتوكولتها المختلفة .
4 - يرى المجلس الثوري أن مواجهة التهديدات المستمرة والمتواصلة، يتطلب موقفاً فلسطينياً حازماً ..قائم على وحدة النظام السياسي الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينيه وعلى برنامجها وثوابتها المعلنة، واسقاط اي محاولات للمساس بوحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني أو ازدواجية تمثيله، ويدعو في هذا الصدد الى المباشرة في تنشيط تفعيل مؤسسات منظمة التحرير وانخراط كافة الفصائل في اطارها .
5- يرفض المجلس الثوري وبشكل مطلق مبدأ الدولة ذات الحدود المؤقتة ويدين أي استجابة من أي طرف كان لتساومه مع هذه الأطروحات وخاصة التي تهدف إلى إنهاء المشروع الوطني وفرص قيام الدولة المستقلة على حدود "67" وعاصمتها القدس .
6- يساند المجلس الثوري بشكل تام الموقف الفلسطيني المتمسك بانهاء الاستيطان لاستئناف المفاوضات ، ويرى ان أي مبادرات لا تلزم حكومة الاحتلال على وقف الاستيطان كمقدمه لإزالته لن توفر أرضية لإطلاق مفاوضات جادة ، ويعتبر المجلس ان الاستيطان فعل غير شرعي وباطل منذ الحجر الأول على أي أرض فلسطينية في حدود "1967" بموجب القانون الدولي والآرادة الفلسطنية.
7- يطلب المجلس الثوري الدول العربية الى الوفاء بالتزاماتها بحق الشعب العربي الفلسطيني بانجازه جزءاً أصيلاً من الأمم العربية ويرى أن تلكؤ الدول العربية في ذلك لهم في تعقيد حياة الشعب الفلسطيني.
فيما يعارض ارادة الأمة العربية ويتوافق مع رغبات أعدائنا.
8- يدعو المجلس الثوري الى تنشيط وتفعيل المقاومة الشعبية في كافة الأماكن خاصة مواقع الاحتكاك والاشتباك المختلفة، وتوفير الإمكانيات الكفيلة بتعميمها ونجاحها وتعرية الاحتلال وعدوانه على شعبنا وأرضنا أمام العالم .
ويؤكد على مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي أي كان لصالح المنتج الوطني الفلسطيني وتعزيز هذا التوجه باعتباره جزء أصيل من فعاليات المقاومة الشعبية الشاملة
ثانياً :- الوضع الوطني وإنهاء الإنقسام:-
بحث المجلس الثوري الواقع الوطني الفلسطيني في ظل العدوان على غزة والقرار الاممي بحصول فلسطين على صفة الدولة المراقب، وآفاق المصالحة الوطنية وانهاء الانقلاب والانقسام والآثار التي ترتبت على ذلك ، وأكد المجلس التالي :
1- إن وحدة شعبنا وتفاعلاته الشامله ميدانياً وجماهيرياً، ودبلوماسياً كانت الحاسمة في وقف العدوان الاسرائيلي على غزه والمجلس الثوري يحيي شهداءنا الذين سقطوا على أرض غزة والضفه الغربية في مواجهة العدوان، ويحيى وحدة شعبنا التي تقهر العدو وتحطم مخططاته ويدعو الى الانتقال من دائرة الوحده في ساحة المعركه الى الوحدة في نطاق الهويه الوطنيه ومسيرة التحرر ونبذ كل أشكال الخلاف والتدمير الذاتي .
2 – يرى المجلس الثوري أن الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية عانت ويلات الانقلاب وآثاره المدمرة وأن شعبنا وقواه الحية الوطنية والمدنية والاجتماعية يتطلعون لإنهاء الانقلاب وما نتج عنه من انقسام يهدد وحدة الوطن والشعب وتهدد مسيرة التحرر الوطني الذي دشنته فتح بانطلاقتها وقيادة الثوره الفلسطينيه المعاصره . ويؤكد المجلس الثوري ان المصالحة الوطنية تتطلب تجاوز عقليه الانقلاب والانتقال لمستوى طموحات شعبنا وحقوقه والمباشره في تنفيذ ما اتفق عليه في الدوحة والقاهرة وفي المقدمة تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الأساسية بالانتخاب والرأي والتعبير والتهيؤ لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ووطنية .
3- يدعو المجلس كافة الفصائل الى الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية في تحقيق الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية وعدم الحياد عن الهدف الفلسطيني الأصيل وغايات وأهداف الثورة الفلسطينية وتضحيات شعبنا وتوفير مقومات انجاز المصالحة الوطنية عبر انهاء الانقلاب واستعادة وحدة الوطن .
4- المجلس الثوري يدين بشدة ما تعرض له اهلنا في سوريا الشقيقة من جرائم بشعة ويرفض أي محاولة للزج بهم في أتون الصراع الدائر هناك ، ويؤكد على الموقف الثابت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للاشقاء العرب وأي عمل يتجاوزه يقع في خانة التجريم والادانة ويؤكد المجلس على ضرورة اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتقديم العون والمساعدة لأبناء شعبنا الصامدين في سوريا والمهجرين في دول الجوار دون إبطاء .
5 - يحيى المجلس الثوري جماهير شعبنا البطل في الساحة اللبنانية ويثمن عالياً صمودهم ودورهم الأصيل في تحمل مسؤولياتهم الوطنية، كما أكد المجلس على اهمية تقديم كل الامكانيات اللازمة للتخفيف من معاناتهم وتوفير سبل العيش الكريم الذي يعزز التمسك بحق العودة ورفض كل شعارات التوطين.
6- المجلس الثوري يحيى الدور النضالي والبطولي لأسرانا البواسل، ويؤكد على اهمية تعزيز صمودهم والاهتمام الجاد بكل قضاياهم وفي مقدمتها السعي الحثيث للافراج عنهم وإطلاق سراحهم وإنجاز ما يلزم من إجراءات وفعاليات تخدم هذا الهدف بما فيه تدويل القضية باعتبارهم أسرى حرب وفق القوانين والمواثيق الدولية خاصة بعد حصول فلسطين على مكانة دولة غير عضو في الامم المتحدة .
7- المجلس الثوري يؤكد على إيلاء مدينة القدس اهمية خاصة في ضوء الهجمة الاستيطانية الشرسة ومحاولات تهويد المدينة المقدسة، بتجنيد وتوظيف كل الطاقات والامكانيات الحركية والوطنية من أجل الحفاظ على هويتها الوطنية والقومية والانسانية باعتبارها العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية وتوحيد الجهود وحشد الدعم اللازم على كل المستويات لهذا الغرض ومطالبة الدول العربية والاسلامية بالوفاء بالتزاماتها المادية والاخلاقية اتجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين .
ثالثاً:- الوضع الداخلي الحركي:
تركزت المداخلات من رئيس الحركة وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري في صلب الوضع الحركي بشموليته، من حيث أداء المؤسسات القيادية في مستوياتها العليا والوسطى والقاعدية وأداء المفوضيات المختلفــة والاجهزه المركزية للحركة.
وقد عكست النقاشات الجادة والمعمقة حجم المسؤولية والأهمية لتصليب البناء وتعزيز قوة الحركة وتمكين أعضائها وكوادرها من المشاركة في الحياة التنظيمية، وأكد المجلس على اهمية استعادة روح التضامن والالتزام بمبادئ العمل الفتحاوي واطلاق روح المبادرة واشاعة الحياة التنظيمية والشروع الفوري في عملية البناء الديمقراطي في الاطر الحركية الشعبية والتنظيمية في الداخل والخارج عبر توحيد عمل المنظمات الشعبية واجراء الانتخابات في الأقاليم في المحافظات الشمالية والجنوبية والاقاليم الخارجيه لتصليب وتنظيم الهياكل الحركية وتهيئة مكونات المؤتمر العام السابع في موعده النظامي صيف 2014، وفي هذا الشأن اتخذ المجلس الثوري القرارات المناسبة واللازمة لتدشين مرحلة جديدة من العمل قائم على الأخوة والمحبة والتضامن والعمل الدؤوب والمثابر وتم تفويض اللجنة المركزية المباشرة الفورية في تنفيذها .
وقد تزامنت الدورة مع الذكرى "48" للانطلاقة التي دشنت فيها حركة فتح لمرحلة جديدة من الكفاح الوطني والمقاومة أعادت الروح للقضية الوطنية وثبتت الهوية والكيانيه الفلسطينية، وقادت من خلالها فتح الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وهنأ المجلس الثوري الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وكل مناضلات ومناضلي حركة فتح الذين ضحوا بأرواحهم لأجل فلسطين، وهنا يدعو المجلس جماهير شعبنا الفلسطيني الى احياء هذه المناسبة بما يليق بتضحيات شعبنا ويؤكد على استمرار ومواصلة النضال الوطني بقيادة حركة فتح حتى تحقيق النصر وتجسيد الاستقلال الوطني على الارض الفلسطينية المحتلة عام "1967" وعاصمتها القدس وتجسيد حق العوده والافراج عن الاسرى.