"حراك" بيئي في شوارع الخليل ومتاجرها
رام الله- شبكة راية الإعلامية:
نفذ عشرون متطوعاً حملة توعية بيئية ميدانية في الخليل جابت شوارع: عين سارة، ووادي التفاح، وباب الزاوية، ودواري ابن رشد والمنارة، وامتدت لعدة ساعات.
وفتح الشبان الذين ارتدوا الزي الأبيض حوارات شفهية خضراء مع المواطنين والمارة والتجار وسائقي المركبات، ووزعوا ملصقات تناولت التنوع الحيوي والمحافظة عليه، وغرس الأشجار، ووسائل النقل الصديقة للبيئة، وفحص عوادم المركبات، والاهتمام بجودة المياه، والحد من الكيماويات المستخدمة في الزراعة، والالتفات إلى فوضى النفايات التي تشوه شوارع المدينة.
ووجه المتطوعون رسائل بيئية جاءت في إطار فعاليات شهر البيئة الذي أطلقه مركز التعليم البيئي طوال كانون أول الماضي في عدة محافظات، فيما نفذ نشاط الخليل بالتعاون مع جمعية الوحدة للعمل الديمقراطي (وعد) واتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) وطلبة جامعات ومتطوعين.
وتنقل الشبان في شوارع المدينة ومراكزها التجارية، في محاولة لرفع الوعي البيئي المتراجع في فلسطين، ودعوا المواطنين إلى منح البيئة حيزاً من الاهتمام الذي تستحقه، تحت شعار:" لنمنح البيئة ولو دقيقة في العام"، وحثوا المارة على تنظيف الشوارع وتزينها، والمساهمة في الحد من النفايات العشوائية، وغرس الأشجار، وناقشوا معهم سبل تغيير الواقع البيئي في مدينتهم، ومدى استعدادهم للانخراط في حملات تطوعية خلال العام الجديد 2013.
وانقسم المواطنون بين داعم للحملة ومتعاون معها ومشكك بقدرتها على التأثير في مسلكيات الأفراد الذين لم يعتادوا على تداول قضايا البيئة، وبخاصة في ظل متابعتهم الدائمة لقضايا السياسية والاقتصاد وحتى الرياضة.
وقال التاجر مروان الدويك إن الخليل كغيرها من المدن في حال بيئي لا يسر، وتحتاج إلى حملات توعية وتطوع وتشجير، وقبل هذا كله إلى التأثير على الأطفال في سن مبكرة وتربيتهم على الاهتمام بقضايا البيئة.
فيما أبدت المواطنة ميسون النتشة دعمها لتنفيذ حملات توعية بيئية في الشوارع، بالرغم من كل التعقيدات والتحديات؛ لأن العيش في بيئة نظيفة مسألة متفق عليها بين الجميع، ولا يختلف عليها أي إنسان.
بدوره، أكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، أن فعاليات شهر البيئة لن تنتهي بنهاية العام 2012، لكنها ستنتقل إلى مرحلة أعمق، من خلال شراكات ومبادرات مستدامة بمشاركة مؤسسات رسمية وأهلية في مختلف المحافظات، ومع شرائح مجتمعية عديدة كالشباب والنساء والأطفال وطلبة الجامعات.
وأضاف إن تنفيذ نشاطات توعية بيئة في الخليل يؤكد أن الاحتلال والاستيطان في قلب المدينة لا يمكن أن يمنعان المجتمع من إطلاق حملات خضراء؛ لأن الحديث عن البيئة يعني تناول قضايا الحياة والأرض، ولا يُسقط هذا حقيقة أن إسرائيل هي أكبر ملوث ومُدمر لبيئتنا.
في سياق موازٍ، عقدت ندوة تثقيفية في مكتب اتحاد الشباب الديمقراطي قدمها منسق فعاليات شهر البيئة الصحافي عبد الباسط خلف، تناولت التنوع الحيوي في فلسطين، والتحديات التي تواجه عناصر المشهد البيئي ، ووجهت رسائل وإرشادات لكيفية البدء بتغيير الصورة النمطية السائدة في التعامل معها، وبخاصة أن وسائل الإعلام لا تمارس دورها الذي يراعي القضايا الخضراء.
و قال منسق جمعية (وعد)، حمّاد أبو عواد انه على الرغم من أن البيئة بما فيها من موارد متنوعة كانت في حالة توازنٍ طبيعي يُمكِّنـُها من الوفاء بمطالب الإنسان، وإمداده باحتياجاته اللازمة لاستمرار حياته وحياة الكائنات الحية الأخرى؛ إلا أن تصرفات الإنسان غير المسؤولة مع ما يُحيط به من كائناتٍ ومكونات وعناصر البيئة أخلَّ كثيراً بتوازن نظامها، وترتب على ذلك العديد من المشكلات التي ساهمت في تدهور البيئة، الأمر الذي يستدعي تنفيذ أنشطة توعوية للنهوض والرقي بواقعنا البيئي، وعدم تأجيل قضاياها أو تغييبها.