البرتقال المصري يغزو نظيره الفلسطيني في عقر داره
خاص – مكتب غزة – (شبكة راية الإعلامية)
كتب عامر أبو شباب:
تشهد أسواق قطاع غزة انتشار كثيف للبرتقال المصري، ولا يخلو شارع من باعة متجولين يعرضون البرتقال بسعر10 شيكل لكل 6 كيلوات.
حضور البرتقال المصري القوي في ملعب البرتقال الفلسطيني بقطاع غزة الذي يشتهر بالحمضيات يعود لأسباب عديدة جعلت البرتقال الفلسطيني ينحسر ويصبح فاكهة نادرة في أرضه، مقابل البرتقال المصري المهرب من الأنفاق الحدودية للقطاع.
وأرجع تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة المقالة قلة البرتقال المحلي إلى التجريفات الإسرائيلية خلال عمليات التوغل الدائمة لقوات الاحتلال في أطراف قطاع غزة، وعمليات التجريف الواسعة خلال حرب عام 2008 /2009، فضلا عن القصف الجوي الكبير للأراضي الزراعية خلال الحرب الأخيرة في نوفمبر2012
وأضاف السقا أن ملوحة المياه والتمدد أو الزحف السكاني على الأراضي الزراعية أدى إلى انخفاض مساحة الأراضي الزراعية حاليا إلى 13 ألف دونم من الحمضيات تنتج ما يقارب من 25 ألف طن من مختلف أنواع الحمضيات، فيما تُقدر حاجة الاستهلاك في السوق الفلسطيني إلى35-36 ألف طن.
المواطنون في قطاع غزة كانت لهم أراء متباينة حول إغراق السوق المحلي بالبرتقال المصري ومدى إقبالهم عليه بسبب الحاجة إليه وسعره المقبول.
أحد المشترين من محل فواكه قال أن البرتقال فاكهة الشتاء، وفي ظل غياب برتقال بلادنا بسبب الاحتلال الإسرائيلي لا مانع من شراء البرتقال المصري.
فيما أرجع "أبو عصام" الإقبال على البرتقال المصري لرخص ثمنه البالغ 10 شيكل لكل 6 كيلوات منه، مقابل البرتقال من بيارات قطاع غزة مرتفع الثمن في السوق المحلي.
"أبو عيد" صاحب محل حلاقة وقف أمام عربة يجرها حمار يقلب البرتقال، وعندما سألنها عن رأيه، قال: "البرتقال المصري كله لب وحجمه كبير على "الفاضي" إلا أن الناس مجبرة على شراءه بسبب قلة البرتقال المحلي".
أما أبو خالد فقد علق بالقول: "لو نعتمد على برتقال غزة فقط، سيصبح كيلو البرتقال بـ 5 شواقل، ولولا البرتقال المصري لما وجدنا البرتقال في السوق".
في حين أوضح بلغة الحنين للماضي الحاج نزار: "البرتقال المصري يؤدي الغرض إلا أن حبة برتقال من بلدنا بتسوا رطل من المصري".
وعلل الحاج الستيني قلة البرتقال المحلي لاتجاه المزارعين في غزة لزراعة الخضروات التي تنتج في وقت قصير بدلا من شجر البرتقال الذي يحتاج من 3 إلى 5 سنوات للإنتاج.
ويعود غياب البرتقال الفلسطيني إلى نهاية التسعينيات عندما أقدم المزارعون إلى تجريف بياراتهم، وزراعة الورد لتصديره لأوروبا بأسعار مغرية، قبل أن تغلق المعابر وإلقاء المزارعون الورد للحيوانات تأكله، وعدم قدرتهم فيما بعد على زراعة الحمضيات في بيوتهم البلاستيكية التي اختارت الخضروات بديلا للورد.
كما أن اعتداءات الاحتلال عبر تجريف الأراضي والكثافة السكانية التي تمددت في المساحات الخضراء، وملوحة المياه الجوفية وكذلك غياب التخطيط الوطني للمحاصيل الوطنية وعدم دعم وحماية المزارعين، كل ذلك فتح أسواق القطاع أمام استيراد البرتقال المصري لسد حاجة السوق المحلية، مما يدفعنا للقول أنه بعد سنوات قليلة ستحول باقي أشجار البرتقال لمتحف الماضي، دون أن يتذوق الأطفال مستقبلا برتقال أرضهم المباركة التي كانت قبل عقدين فقط تشتهر بالحمضيات اللذيذة.