بعد نشرها النتائج الأولية للتحقيق ... رفض لمحاولة حرق الحقائق وتسييس المعاناة

2013-02-03 15:00:00


مكتب غزة – ( شبكة راية الإعلامية )
كتب رمزي أبو جزر

لا تزال تداعيات الفاجعة التي آلمت بعائلة ظهير في قطاع غزة  وأودت بحياة 6 من أفرادها بعد احتراق منزلهم  تتفاعل في الشارع الغزي وسط حالة من الغضب والاستنكار لبشاعة المأساة التى أصابت هذه العائلة .

حالة الاحتقان هذه تصاعدت بعد نشر تقرير داخلية الحكومة المقالة في قطاع غزة ما أسمتها نتائج التحقيقات الأولية حول الحريق الذي اندلع في منزل عائلة ظهير السبت المنصرم والذي جاء منافيا بشكل كامل ومتعمد للكثير من الحقائق حول ما جري خاصة شهادة شقيق الضحية التي حمل فيها الحكومة المقالة المسئولية عن الحادث بعد تاخر سيارات الدفاع المدني أكثر من ساعتين قبل الوصول إلى مكان الحريق .

هذه النتائج لم تبدو مقنعة للكثيرين الذين اعتبروها محاولة من قبل الحكومة لحرق الحقائق والاغتسال من وزر المأساة التي لحقت بالعائلة  عبر تحميل المسئولية تارة للضحية وتارة أخري لأطراف فلسطينية واتهامها بتعطيل مجريات التحقيق وكذلك تحميل الاحتلال الاسرائيلي المسئولية المباشرة على اعتبار أن ما حدث كان نتيجة حتمية لواقع الحصار الذى يخضع له القطاع البائس  .


توزيع الاتهامات

التقرير الأولي الذي أرادته الحكومة المقالة أن يكون مخرجا لها للتنصل من المسئولية الملقاة على عاتقها كان بمثابة صب للزيت على النار حيث عكس حالة من التخبط الواضحة في المعلومات التي لم تأتي متسقة بالقدر الذي خطط له معدو سيناريو التحقيق .

حيث اتهمت الحكومة المقالة حركة الجهاد الإسلامي بتعطيل نتائج التحقيق عبر اتهام عناصر مسلحة من الحركة بالتصدي لمحققي الداخلية وإشهار السلاح في وجههم في محاولة لمنعهم بالقوة من ممارسة عملهم أو أخذ أدلة من المكان تساعد في التحقيق لمعرفة أسباب الحريق.
الأمر الذي اعتبر البعض محاولة بائسة لمدارة القصور الواضح في التقرير وعدم اشتماله على وقائع مقنعة للناس .

حركة الجهاد الإسلامي بدورها ردت على هذا الادعاءات بالاستنكار والنفي لما جاء في هذه التحقيقات واعتبرتها مخالفة للحقيقة  ، مؤكدتا رفضها جعل معاناة الناس وآلامهم مادة للتعريض بالآخرين.

ودعت الحركة الحكومة المقالة لاتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحادثة التي تضع الجميع أمام مسؤولياته الحقيقية.

تسييس المأساة

التبريرات لم تتوقف عن حد التنصل من ما حدث بل خرجت أصوات أخري في الحكومة المقالة في محاولة  لإضفاء بعداً سياسي على ما حدث من كارثة إنسانية لا تزال فصولها تتكرر كل يوم بين الغزيين .

حيث قال المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو أن الأزمة سببها الاحتلال، وإن كان من دورنا البحث عن حلول وبدائل ولكن لا يمكن أن يصل بنا أن نقبل مقايضة الحقوق بالكهرباء أو بالمال، وأن يصل الأمر ببعض الإذاعات التي تدعي الوطنية وتقول مهمة الحكومة إحضار الكهرباء حتى لو بالاتفاق مع إسرائيل"

عضو اللجنة المركزية الفرعية للجبهة الشعبية د. ذو الفقار سويرجو طالب المسئولين في الحكومة المقالة إلى عدم تعليق كل مآسينا على شماعة الحصار.

كما دعا الحكومة المقالة للوقوف أمام مسئولياتها بالعمل الجاد من أجل إنهاء هذه المشكلة بشكل عاجل ونهائي في القطاع بالتعاون مع رام الله لإنقاذ أبنائنا من استمرار تكرار هذه الحوادث الأليمة، والذي يسببه الاحتلال والفقر ودفع فاتورة الكهرباء بثلاثة أشكال مرة بدفع الفاتورة لشركة الكهرباء، مرة بدفع ثمن ديزل المولدات التي يستخدمها المواطنون، وثالثة بدفع أرواحنا ثمناً لهذا الملف الذي لم يتم حله حتى الآن.

 

دعوات مكرره لإيجاد حلول للازمة

ما حدث لعائلة ظهير ليست المأساة الأخيرة بالنسبة للغزيين فهذه المأساة  تكررت أكثر من مرة وحصدت أرواح الكثيرين من الأبرياء دون إيجاد حلول موضوعية لازمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة والتي دأبت الحكومة المقالة هنا إلى استخدامها كشماعة عبر تحميل الاحتلال مسئوليتها .

عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق شن هجوما لاذعا على حركة حماس متهما إياها بجباية الأموال دون تقديم اى خدمات للمواطنين خاصة على صعيد أزمة الكهرباء المستفحلة في القطاع 
وطالب الزق الحكومة المقالة بالوقوف على مسئوليتها تجاه ما يعانيه المواطنين في قطاع غزة خاصة وأنها تتلقي الكثير من المنح والمساعدات المجانية دون إيجاد حلول عملية لهذه الأزمة

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بغزة طالبت النيابة العامة بفتح تحقيق عادل في حادث موت عائلة ضهير حرقا وإعلان نتائجه على الملأ وذلك في ظل تأكيد العائلة أن الشركة فصلت التيار الكهربائي عن بيت العائلة وتأخر الدفاع المدني لأكثر من ساعتين حتى وصل إلى مكان الحريق بعد إبلاغه.

من جهته طاب الباحث في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان صلاح عبد العاطي باتخاذ إجراءات وقائية وحملة توعية واسعة للموطنين للتنية على ضرورة إتباع وسائل السلامة والأمان للتقليل من الخسائر
مطالبا  الجميع في توعية الناس بقضاياها ومصارحة الناس بالحقائق وليست الفضيلة في فرض رؤية أيدلوجيا على الناس الفضيلة في التصدي لمشاكل المواطنين وحلها وخاصة أزمة الكهرباء .

إذن بات قطاع غزة فهرسا للمعاناة الإنسانية بفعل سياسات غير رشيدة دأبت على استخدام القطاع كمادة للتنظير عبر استغلال معاناة الناس لاستجلاب المساعدات على كثرتها والتي لم تخلص القطاع البائس من أزماته .