احتجاجات رفضا لإنشاء مكب نفايات اسرائيلي غرب نابلس
رام الله - شبكة راية الاعلامية:
تظاهر مئات المواطنين، اليوم الاربعاء، قبالة مكب للنفايات الاسرائيلية، عمد الاحتلال على اعادة تفعيله، مؤخرا، فوق اراضي قريتي دير شرف وقوصين، غرب مدينة نابلس.
وشارك في التظاهرة الاحتجاجية أهالي القريتين، بصفتهم المتضرر الاكبر من المكب، الذي لا يبعد سوى مئات الامتار عن منازلهم، الى جانب ممثلين عن القوى و المؤسسات الرسمية في محافظة نابلس.
ورفع المتظاهرون اللافتات التي تطالب بازالة المكب فورا، ومن بينها: " توقفوا عن تدمير بيئتنا، نريد ان نعيش بلا تلوث"، و"ايها المستوطنون ارحلوا عن اراضينا وخذوا نفاياتكم معكم".
وفي المكب تتكدس اطنان النفايات التي القت بها شاحنات اسرائيلية خلال الايام الاخيرة، وتنبعث من المكان روائح كريهة تزكم الانوف. وتتنوع النفايات في المكب بين مخلفات مصانع، ومواد بلاستيكية، ومخلفات زراعية واقمشة. كما ان هناك صهاريجا للوقود، وغرفا من الصفيح، وحاويات كبيرة وضعها الاسرائيليون مؤخرا، ما يؤشر على ان العمل في المكب سوف يتواصل.
ويقع المكب في تجويف صخري عميق مكان" كسارة" فلسطينية قديمة، ترتفع بعض حوافه اكثر من 100 متر، ويمتد على مساحة 40 - 50 دونما، ويمكن ان يتسع لنحو مليون طن من النفايات، وفقا لتقديرات خبراء.
ولا يبعد المكب سوى مئات الامتار عن منازل المواطنين في القريتين، واقل من 100 متر عن بئرين ارتوازيين يزودان عشرات آلاف السكان في القرى الغربية ومدينة نابلس بمياه الشرب.
وتساءل عضو مجلس قروي قوصين لؤي زبادي، "بأي حق يحضرون اطنان النفايات من المدن والمستوطنات الاسرائيلية ويلقون بها فوق اراضينا؟".
وتتسرب من الجهة الغربية للمكب مياه سوداء ملوثة، واكد عضو مجلس قروي دير شرف محمد سعيد عنتري، ان"هذه المياه الملوثة تختلط بمياه الشتاء، وتلوث الارضي الزراعية للقرية، وربما تتسرب الى بئر المياه الرئيسي الذي تتزود من القرية بمياه الشرب".
يُشار الى انه قبل 3 سنوات، اندلعت في الموقع احتجاجات فلسطينية عارمة، بعد ان قام الاسرائيليون باعداد المكب وتجهيزه والقاء اطنان من النفايات فيه، واضطر الاسرائيليون لوقف العمل فيه تحت ضغط الاحتجاجات، ولكنهم عاودوا العمل فيه منذ عدة ايام.
وقال مسؤول الاغاثة الطبية في نابلس، الدكتور غسان حمدان، الذي شارك في الاعتصام ان"مستوى الاحتجاج الفلسطيني الرسمي والشعبي، على هذا الموضوع الخطير، ليس بالمستوى المطلوب، وان الاسرائيليين يقيسون الان ردة فعلنا، فاذا كانت قوية ربما يتوقفون، واذا كانت ضعيفة سيواصلون العمل في المكب".
بدوره، اشار عضو مجلس قروي برقة، سامي دغلس، الى ان قريته هي من المتضررين من هذا المكب الذي يشكل خطرا بيئيا وصحيا على المنطقة.
من ناحيتها، اشارت نائب محافظ نابلس، عنان الاتيرة الى ان "هناك جهودا تبذل على المستوى الرسمي لوقف العمل في هذا المكب من قبل الاحتلال".
واشار مسؤول مكافحة التلوث في قرية قوصين جمال الباز، الى ان "المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى ان شركة اسرائيلية تقوم بنقل النفايات من منطقة نتانيا داخل الخط الاخضر، وتم حتى الان القاء حمولة ما يزيد عن 150 شاحنة نفايات في هذا المكب".
ولفت ان "الاسرائيليين يدعون كذبا بأن المكب يقع في منطقى صناعية تابعة لمستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي المواطنين، وان لديهم قرارا من المحكمة الاسرائيلية باستئناف العمل فيه".
وذكر عضو مجلس قروي دير شرف احمد عنتري بانه، "يوجد على بعد مئات الامتار من المكب مصانع اسرائيلية في منطقة مغلقة، ولا احد يعرف ماذا يصنعون فيها، وعلى الارجح انها مصانع لمواد كيماوية، وهناك خطورة من ان يعمد الاسرائيليون مستقبلا الى القاء مخلفات هذه المصانع في هذا المكب".
بدوره، قال مسؤول الاغاثة الزراعية في منطقة نابلس خالد منصور، بانه لاحظ وجود بعض المخلفات العسكرية في المكب، و"لا نعرف حجم الضرر الذي يمكن ان تسببه مثل هذه المخلفات، وبالتالي يجب بذل كل جهد ممكن لاغلاق هذا المكب".
المصدر: وكالات