بالصور : أسراب الجراد تهاجم أحلام المزارعين في غزة

2013-03-06 00:52:00

مكتب غزة – شبكة راية الإعلامية

كتب رمزي ابو جزر

وكأن ما ينقص الغزيين الا الجراد... هذه الكلمات هي رداً ساخراً على واقع اقتصادي وزراعي لم يعد يحتمل اى مخاطر خاصة طبيعية بعد كل ما الم بهذا القطاع الحيوي من كوارث كانت في مجملها نتاج سياسات اسرائيلية ممنهجة أدت إلى تدمير هذا القطاع والذي يعتاش منه المجتمع الغزي الزراعي بطبيعته .

الخطر الذي تمثل هذه المرة بأسراب الجراد التي غزت دول الجوار، واقتربت من حدود غزة كثيرا التى تفتقر إلى كل وسائل الوقاية أو الرعاية في حال التعرض لهكذا هجوم، يصفة المختصين  والخبراء بالبسيط ، لكن مخاطره وتداعياته تبقي ماثلة امام المزارع الفلسطيني الذي لم يعد يحتمل المزيد من الخسائر .

هذه الحشرة والتي ارتبطت بالموروث العربي والفلسطيني  بالهلاك والخراب لموسم يتطلع فيه المزارع في هذه البقعة الرمادية إلى جلب الخير والرزق يتحول إلى خطر داهم يؤرق مضاجعهم ويحول موسم الحصاد إلى كارثة محققة لا يمكن درء مخاطرها إلا عبر تدابير بسيطة دأب المزارع على اتخاذها ضد اى آفات زراعية تتعرض لها هذه المحصولات لكن الجراد كان مختلفا .

فمحاولات مكافحة هذه الحشرة حتي هذه اللحظة تبقي محدودة وبإمكانيات بسيطة وما يمكن التعويل عليه في هذه المواجهة هو انتهاء هذا الهجوم بالاستناد إلى عمليات التصدي التي تجري من خلال دول أخري مثل مصر التي انتقلت عبرها هذه الحشرة مما يقلل من مخاطرها على الموسم الزراعي

تطمينات لا تدرءا الخطر

وزارة الزراعة في الحكومة المقالة، في غزة التي أعلنت ، عن وصول أعداد قليلة من الجراد إلى منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.حاولت التخفيف من وطأة ومخاطر هذه الحشرة لكنها تطمينات لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة للمزارع الذي يدرك مخاطر هذه الحشرة .

مدير عام وقاية النبات والحجر الزراعي بالحكومة المقالة ، صالح بخيت، قال أن الأعداد التي شوهدت في الأراضي الزراعية لا ترقى إلى حالة الخطر الحقيقي، داعيا المواطنين إلى "عدم القلق من الأمر كون الموضوع مسيطر عليه حتى اللحظة

وأشار بخيت  إلى أن أعداد الجراد التي لوحظت في أراضي المواطنين تمثلت بما يعادل عشر حشرات في الدونم الواحد، موضحاً أن الخطر يتمثل في تواجدها بكميات كبيرة على مساحة تقدر بـ 30 دونما .

فيما اكد مدير عام التربة والري في الحكومة المقالة بغزة، نزار الوحيدي إن مصر استطاعت القضاء على ما نسبته 95% من أسراب الجراد كيميائيا" مشيرا إلى استعداد وزارته للتصدي لأسرابها.

وأوضح الوحيدي أن وزارته على أتم الاستعداد والجهوزية في حال ظهور أي مشكلة بيئية أو زراعية أو أي وباء بالتعاون مع المؤسسات المعنية والمجتمع المدني، مبينًا أن الظروف البيئية والمناخية في السودان هي التي ساعدت على انتشاره.

اجراءت وقائية

ما تم الإعلان عنه من إجراءات وقائية اعتبرها البعض لا تشكل حاجزا دفاعيا في حال تكاثرت هذه الحشرة على الأراضي الزراعية

حيث طالب المختصون المزارعين إلى ضرورة الإغلاق المحكم لحمامات الزراعة وتغطية النباتات بـ "الشوادر البلاستيكية" من أجل عدم دخول تلك الحشرة إلى النباتات والتغذي عليها وإتلافها.

لكن هذه الإجراءات الوقائية اعتبرها المزارعين بأنها غير كافية بالمطلق لذلك لجاء عدد كبير منهم إلى استخدام الأدوية والمبيدات الحشرية بكميات كبيرة من اجل مواجهة الجراد .

يقول المزارع حسين زعرب انه ما أن سمع بقدوم هذه الحشرة حتي استعد لحماية أرضه الزراعية والتي تقدم 10 دونمات مزروعة بالبازيلا وخضروات آخري حيث تم شراء أدوية زراعية ومبيدات حشرية للتصدي لأسراب الجراد التي وصلت إلى منطقة عبسان الصغيرة في خانيونس.

وأضاف أن حشرة الجراد والتي لوحظت في أرضة بكميات وصفها بأنها حتي ألان بسيطة لكنها مخيفة إذا تكاثرت يؤكدا أن فاعلية المبيدات التي يتم بها مواجهة هذه الحشرة تبقي غير فعالة بالقدر المطلوب .

مدير عام الأرصاد الجوية، يوسف أبو أسعد،قال بأن الجراد وصل مدينة إيلات، ومن المرجح وصوله لقطاع غزة بكميات أكبر يوم الجمعة المقبل.

ولفت أبو أسعد أن الجراد وصل إلى مدينة إيلات بسبب ارتفاع درجات الحرارة هناك"، مرجحاً وصوله إلى غزة بكميات قليلة مقارنةً بمصر والنقب وذلك يوم الجمعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

الخسائر بالأرقام

حيث أكد عدد من أصحاب الاختصاص بان حشرة الجراد بإمكانها التهام غذاء يساوي وزنه خلال يوم واحد ولديه القدرة على الانتشار على مسافة 30 مليون ميل مربع والطيران في 60 دولة، والتهام حوالي 80 مليون كيلو متر مربع من المحاصيل الزراعية.

واعتبر المختصين بأن محاصيل الكروم وبساتين الزيتون والمحاصيل الأخرى في المناطق المفتوحة، قد تعاني من خسائر فادحة تقدر قيمتها بملايين الدولارات.

في غزة الأمر مختلفا فهذا القطاع الحيوي يعاني من كوارث سابقة ولا يحتمل هذه الخسارة بالملايين وهو قطاع لازال مهدد حتي هذه اللحظة بفعل سياسة الحصار التي فرضتها دولة الاحتلال وأنهكت المزارعين وأدت إلى خسائر مادية جسيمة .

التطمينات هي آخر ما يمكن الاستماع له من المزارعين الذي يؤكدون على خطورة الموقف الذي لا يمكن درء مخاطره الاقتصادية عبر الأحاديث أو نفي المشكلة أو التخفيف من أعبائها ن لم يكن هناك بالفعل إجراءات عاجلة وتدابير للتصدي للأمر قبل أن يتحول إلى  كارثة القطاع الزراعي في غزة في غني عنها خاصة ان هذه الحشرة أصبحت ألان في أراضيهم