تصاعد العداء لحماس في مصر .. بين السياسة والاعلام
مكتب غزة – شبكة راية الاعلامية
رمزي ابو جزر
لا تزال تداعيات ما فجره رئيس تحرير مجلة الاهرام العربي القاهرية اشرف بدر تلقي بضلالها على مجمل المشهد السياسي والاعلامي في مصر, في ظل الاتهامات التي يسوقها الجانب المصري بضلوع حركة حماس في جريمة مقتل الضباط المصريين في سيناء العام الماضي وحول دور ونشاط الحركة على الاراضي المصرية التي يعتبرها البعض بدت تشكل خطرا على الامن القومي المصري من خلال رعايتها للأنفاق المنتشرة على الحدود بين مصر وقطاع غزة والتي تشرف عليها الحركة بشكل مباشر .
الاتهامات للحركة لم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزته الى الاشارة بوضوح في تورط الحركة في الاحداث التي تشهدها مصر عبر أرسالها عناصر من غزة للمشاركة بجانب جماعة الإخوان المسلمين التنظيم الام في قمع المتظاهرين واطلاق الرصاص عليهم بطلب من الجماعة التي تسعي الى تثبيت اركان الحكم الذى يشهد قلاقل عده تهدد شرعيته ووجوده ، في ظل تنامي المعارضة وحركة الاحتجاجات ضد حكم الرئيس المصري محمد مرسي .
هذه الاتهامات وان كانت حتي اللحظة اعلامية في مجملها الا انها تحمل مؤشرات خطيرة بدت تنعكس بالفعل سلبا على الحركة وعلاقتها مع مصر والتي لن تشكل جماعة الاخوان انقاذا لها حيث بدت اصوات تعلو في الشارع المصري تطالب بالإفصاح عن دور الحركة في الاحداث التي تشهدها مصر وكذلك طبيعة العلاقة بين الجماعة وحركة حماس والتي تجاوزت حد الايديولوجيا الى تهديد الجغرافيا .
الشارع المصري والعداء لحماس
الصحفية انجي القاضي مراسلة فضائية العربية اكدت لشبكة راية الاعلامية انها بدت تلحظ اتساع حدة الغضب والعداء تجاه حركة حماس داخل الشارع المصري في ظل الاتهامات والتسريبات الاعلامية التي تتهمها بالضلوع في حادثة مقتل الجنود المصريين والعبث بالأمن المصري وهي اتهامات بداء الشارع المصري يتفاعل معها بشكل كبير ملقين باللوم على جماعة الاخوان المسلمين التنظيم الحاكم في مصر الذى وفر للحركة غطاء للعمل داخل الاراضي المصرية بالإضافة الى التقارب بين الجماعتين في غزة ومصر وهو ما عزز هذه الشكوك .
واوضحت القاضي ان هناك وعي مصريا ان حماس لا تمثل كل الفلسطينيين وان هناك فرق بين حماس وغزة وان انعكس ذلك سلبا على العلاقة الا انه لا يمكن ان يهدم العلاقة بين مصر وفلسطين .
المراقب لمواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، وتويتر، واليوتيوب، يلمس بشكل واضح حجم هذا العداء المتصاعد والذى وصل بأحد رجال الدين في مصر بالإفتاء بقتل كل حمساوي يتواجد على الاراضي المصرية .
فلول الاعلام والسياسة :
في مصر منظومة الاعلام والامن جزء رئيسي من التركيبة السياسية والاجتماعية الفاعلة والمؤثرة هناك في تشكيل اتجاهات الرأي العام، فالحملة ضد حركة حماس وان اخذت حتي الان طابعا اعلاميا الا انها في جوهرها سياسي وامني بحت قد تعزوه الحركة كما تقول الى اعدائها من فلول النظام السابق الذى يسعون الى ضرب العلاقة مع مصر لكن ذلك لا يشفع للحركة انها كانت احد مسببات الفوضى في سيناء .
رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية جدد تاكيده بانه لا علاقة لحماس ولا لاي فلسطيني مقاوم بمقتل الجنود المصريين في رمضان الماضي، وقال "شكلنا اللجان وجهدنا الامني لم يصل الى اثبات بان اي فلسطيني له علاقة بمقتل الجنود".
واضاف هنية اننا لم نتدخل في الماضي ولا نتدخل في شؤون مصر ولا بأي دولة عربية ولسنا طرفا في اي خلاف سياسي داخل الساحة المصرية او اي دولة اخرى".
النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس محمد عوض اكد لشبكة راية ان هذه الاتهامات غير موضوعية وتتعارض تماماً من ابسط تفكير وهي محاولة لتزوير الحقائق .
واعتبر عوض ان ما يحدث أكبر من مجرد حملة اعلامية وهو يحتاج الي وعي المعارضة الوطنية بجانب من هم في السلطة .
الكاتب والمحلل السياسي د .سامي الاخرس اعتبر في حديث لشبكة راية الاعلامية ان الهجوم السياسي والاعلامي على حركة حماس منظم ومبرمج ويأتي في اطار الصراع الداخلي سواء داخل جماعة الاخوان نفسها وبين خصومها الذين يسعون الى اسقاط تجربتها.
واكد الاخرس ان الخاسر الأكبر في هذا الهجوم المندفع هو أهلنا في غزة أولًا حيث أن الأمر سيزيد من معاناتهم وكلنا لاحظنا الهجمة المصرية أو هجمة الجيش المصري ضد الأنفاق
حماس والتيه في سيناء
لم تعد سيناء كما يراها يعض المراقبين جزء من مصر بعد ان فقدت الدولة سيطرتها الأمنية عليها وان احتفظت بسلطتها السياسية على هذه البقعة الرمادية بحسب التصنيف الاستخباراتي للمنطقة والتي تحولت الى مرتعا للإرهابيين وتجار السلاح والمخدرات .
حماس التي سعت الى الاستفادة من الوضع الاستثنائي لسيناء لكسر الحصار الذى فرض على القطاع لم تنقذها كل محاولات النفي والتبرير من جسر الهوة الأخذة في الاتساع والتي تخطت البعد الامني الى الحديث عن مشاريع سياسية يجري التحضير لها في اطار مخطط انفصال القطاع والذى حذرت منه اوساط سياسية مصرية وفلسطينية آنذاك في ظل استمرار واقع الانقسام الفلسطيني .
لم يعد خافيا على احد نشاط حركة حماس في سيناء بحكم الانفاق التي اقامتها لكسر الحصار الذى فرض عليها وقتها وروجت له الحركة على اعتبار ان هذه الانفاق اقيمت لدواعي انسانية بحته لكن هذه الرواية انهارت امام حاجة الحركة للسلاح لتوطيد اركان حكمها اولا في غزة وللمواجهة المشتعلة مع اسرائيل فشهدت تهريب السلاح ازدهارا كبيرا امتد من الحدود السودانية وحتي الليبية الى غزة وتحولت سيناء الى معبر لمرور هذه الاسلحة الى الحركة بالإضافة الى عناصر جهادية اخري وصلت الى القطاع عبر سيناء .
لكن هذه الانشطة ازدادت حدتها بعد سقوط النظام المصري السابق وصعود جماعة الاخوان المسلمين الى سدة الحكم في مصر حيث حاولت الحركة الاستفادة من هذه العلاقة الى اقصي حد فيما كانت سيناء تخرج بالفعل من تحت السيطرة الامنية المصرية.
اذن أي كان شكل العلاقة بين حماس والاخوان فأنها لن تكون على حساب امن وجغرافيا مصر هذه الرسالة التي يمكن قراءتها بقوة من خلال هذه الهجمة السياسية والاعلامية على الحركة والتي تأتي في اطار الصراع السياسي الدائر في الساحة المصرية .