حي القرمي بين الانهيارات والاعتداءات... الحياة لا زالت مستمرة‎

2013-11-27 06:38:00

رام الله- شبكة راي الإعلامية:

حلا الخلايلة – منذ تسعة اشهر، والانهيارات والتشققات تهدد معيشة العائلات المقدسية بحي القرمي في القدس، تشققات وتصدعات عميقة تعرضت لها المنازل في الحي وهزت جدرانه وأطاحت بها أرضا.

فالوضع الذي يعاني منه أهالي الحي أشبه بنكبة ثالثة، فلم تقتصر معاناة سكان الحي على الانهيارات فحسب بل وطالت اعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم دون اي حماية.

"لشو اعرف عن حالي زهقت وانا اردد باسمي واحكي في قصتي ولا حياة لمن تنادي" هكذا بدأت المواطنة زريفة الجعبري بسرد حكايتها لنا".

بنبرة حزن ونظرة يأس واحباط قالت المواطنة زريفة:" من تسعة شهور والتصدعات والتشققات بتحوطنا بالمنزل، وباي لحظة ممكن ينهار علينا".

وتابعت:"لجأنا الى الجمعيات والأوقاف وتوجهنا لاكثر من جهة وطنية ودينية ولكن ما باليد حيلة، ولن يحلو المشكلة ولم يقدموا اي شيء سوى 21 الف شيكل قبل اربعة اشهر لثلاث عائلات من اجل الاستئجار، ولم نرى اية مساعدة بعدها،"لا من شاف ولا من دري".

وأجمع المواطنون والحاجة زريفة بأن المحافظ عدنان الحسيني حصل على المساعدة من الرئيس ابو مازن والتي ذكرناها سابقا فقط ولان يأتي غيرها.

فرغبتهم في العيش في منازلهم وتمسكهم بها، الامل الوحيد لهذه العائلات، الخوف من سيطرة المستوطنين عليها، ووضع مادي سيء لم يسمح لهم بترك منازلهم والبحث عن غيرها وفي الوقت نفسه لا تصليحات ولا دعم لترميم هذه المنازل.

وفيما يتعلق بذلك أوضحت الحاجة زريفة بأنها لن تترك منزلها الا بعد ما هددت بهدمه كونه يشكل خطرا على حياتها وحياة أحفادها، علما بأن هذا المنزل الصغير يعيش فيه 13 نفرا.

في ساعات الليل والناس خالطة في نومها، بقي الخوف مسيطر على هذه العائلة، فبينما كان الاطفال ووالدتهم نائمون، بدأ سقف المنزل بالانهيار والتراب ينهال على رؤوسهم.

لم تقتصر معاناة أهالي الحي على الانهيارات المنزلية، بل تعدت اعتداء المستوطنين المتكرر عليهم، وأوضحت المواطنة فريدة الشلالدة بأن المستوطنين يرمون النفايات وقشور الفواكة ومياه المجاري عليهم من نافذة المطبخ بينما تكون العائلة جالسة بامان.

وتابعت:"أكثر من مرة دفعونا انا والحجة وضربونا، وبيضلو يسبوا علينا، وبياخذو اطفالنا وبيضربوهم، فهذا الوضع من سنوات عديدة يلاحقنا".

لم تقتصر الخسائر على ذلك بل تعدت خسارة مليون و200 الف شيكل لصاحب محل الاحذية حسام مجاهد والذي قال:" لقد تم اتلاف البضائع الموجودة في مصنعي بسبب تسربات مياه المجاري في بيوت المستوطنين من خلال الشقوق التي أحدثتها الحفريات أسفل المسجد الاقصى بالاضافة الى 50 الف شيكل كلفني لتفريغ محلي من البضائع التالفة".

وتابع:" ان الحي يعاني من بنية تحتية سيئة اضافة الى الاهمال وعدم اعطاء التصاريح لاصلاح اي عطل، فأنا أطالب من حوالي 15 سنة لترمييم المحل ولم أحصل على شيء حتى اليوم.

مع العلم أن حي القرمي بأكمله معرض للانهيار والسبب الرئيسي ما زال مجهولا.

حي القرمي هو ليس سوى سجادة تسول يتوهم الزائر الى الحي بأن التبرعات تصل ولكن في الحقيقة لا شيء يصل، وأهالي الحي قالوا لن نبقى كجثث ميتة وسنقوم بجمع التبرعات لنقف على ايدينا، ولن ننتظر أصحاب البدلات المتكرشين.