الأسرى المرضى والمعزولون عنوان الاعتصام الأسبوعي في طولكرم
رام الله - رايــة:
تصدرت قضية الأسرى المرضى والمعزولين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عنوان الاعتصام الأسبوعي الذي ينفذه أهالي الأسرى والمؤسسات الرسمية والشعبية وفصائل العمل الوطني والأطر النسوية في طولكرم.
وأصبحت المناشدات والمطالبات التي ينادي بها المعتصمون للمجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والحقوقية، تحمل عنوانا واحدا هو الإفراج عن جميع الأسرى دون تمييز، وفي مقدمتهم المرضى والمعزولين والأسيرات والأشبال.
ولم يجد ذوو الأسير حسام عزت عمر المحكوم بالسجن 30 عاماً، قضى منها 13، ويقبع في العزل الانفرادي منذ ثمانية شهور، طريقة للتضامن مع ابنهم المضرب عن الطعام منذ 25 يوماً في عزل سجن مجدو، سوى نصب خيمة أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعلنوا من خلالها إلى جانب عدد من الشبان إضرابهم عن الطعام مساندة للأسير عمر، والأسير موسى صوفان المصاب بالسرطان حتى يتم إخراجهما من العزل ووقف إضرابهما عن الطعام.
والدة الأسير حاتم الجيوسي المحكوم ستة مؤبدات و55 عاماً، أكدت أن اعتصامهم الأسبوعي ليس من أجل أسير دون آخر، إنما تضامناً مع جميع الأسرى الذين يعانون من الأمراض المتفشية في صفوفهم ويواجهون خطر الموت، وللمطالبة بأن تكون قضيتهم على سلم الأولويات ليتم الإفراج عنهم دون تمييز.
وشرحت أمهات الأسرى المعتصمات معاناة أبنائهن المرضى الذين وصلوا إلى مرحلة خطيرة بسبب الإهمال الطبي الذي تمارسه مصلحة السجون بحقهم، وهم معتصم رداد المريض بالسرطان في الأمعاء ويقبع في مستشفى سجن الرملة، وشادي قرعان الذي يعاني من السرطان وتقرر إجراء عملية جراحية له في الثالث من نيسان، وهو محتجز في سجن نفحة، ورائد الحوتري المحكوم 22 مؤبدا وتم نقله إلى سجن شطة، ويعاني من تلف في قرنيات عينيه، وسبب له السجن مشاكل صحية كثيرة في رأسه وعينيه بسبب الجفاف.
وتوجهت والدة الأسيرين التوأمين فادي وشادي مطر بالتهنئة لهما بعيد ميلادهما الثالث والثلاثين الذي يصادف غدا الأربعاء، وقالت: في يوم ميلادهما قلبي يتألم ويعتصر ألماً لفراقهما. شادي قضى 12 عاما ومحكوم 24 عاما، وفادي قضى 10 سنوات من مدة محكوميته البالغة 13.5 سنة.
وطالبت كافة المؤسسات الإنسانية التدخل لإنقاذ جميع الأسرى، خاصة سجن الرملة الذي يضم العشرات من الأسرى المصابين بأمراض خطيرة ولا حول لهم ولا قوة في ظل تعنت إدارة السجن بتقديم العلاج لهم.
ووصف الأسير المحرر جهاد أنيس من مخيم طولكرم الذي قضى سبع سنوات ونصف وتحرر من سجن النقب الصحراوي مؤخراً، الوضع المعيشي للأسرى بأنه حرمان وغربة وقهر وظلم وعتمة ليل، ورغم ذلك فإن الأسرى يتمتعون بمعنويات عالية، مشيراً إلى أن ما يعانيه الأسرى من سياسة القهر والإذلال تستحق من كل الشعب الفلسطيني مساندتهم والوقوف معهم، خاصة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى.
وقال الأسير المحرر رامي فودة الذي أفرج عنه من سجن مجدو يوم الخميس الماضي بعد قضاء 12 عاما، 'ضحينا من أجل فلسطين، القلب النابض فينا، ونحيا من أجل فلسطين، وأن الأسير ضحى بكرامته من أجل شعبه ووحدته'.
وأوضح أن جميع الأسرى يعانون معاناة شديدة بسبب سياسة الاحتلال المبرمجة التي تنفذها مصلحة السجون ضد الأسرى متمثلة في الإهمال الطبي، ما فاقم من الحالات المرضية وجعلها في غاية الخطورة، ولا علاج سوى المسكنات.
وأكد أن الأسرى يعيشون في ظل إهمال واضح وتنكيل من قبل جنود الاحتلال، فعندما يخرج المريض إلى مستشفى الرملة يتعرض لرحلة عذاب، حيث يكون مقيد اليدين والقدمين، وأضيف إلى ذلك قانون جديد هو أن يكبل بكرسي الحافلة الحديدي.
وأكدت مسؤولة نادي الأسير بطولكرم حليمة ارميلات، أن وضع الأسرى صعب للغاية، وقالت: نتأمل من المجتمع الدولي الوقوف عند مسؤولياته بالضغط نحو الإفراج عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وتكثيف الاعتصامات الأسبوعية التضامنية معهم لرفع قضيتهم إلى العالم ومساندة صمودهم.