إعلان الخامس من آذار يوما لتسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال بحق البيئة
رام الله - رايــة
أعلنت سلطة جودة البيئة، ومركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، عن يوم الخامس من آذار يوماً وطنياً للبيئة الفلسطينية، ليكون مناسبة سنوية لتسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال بحق بيئتنا، وليصبح فرصة لتعزيز وعينا تجاه بيئتنا، والارتقاء بممارساتنا لتكون حامية لمحيطنا الحيوي.
وأكد الطرفان خلال الإعلان الذي جرى، اليوم الثلاثاء، أن الإعلان عن هذا اليوم ليس بغرض إضافة حدث آخر لأجندتنا الحافلة بالمناسبات، ولكنه يُعبّر عن توجه جديد لمنح البيئة وقضاياها في مجتمعنا الفرصة لأخذ جزء يسير من حقها في جدول أعمالنا اليومي، وفي تفكيرنا، ووعينا، وقراراتنا، والتعامل معها بطريقة تكفل استدامتها، وحق الأجيال القادمة فيها، وتغير من اعتبارها قضية هامشية.
وشددا على أن الخامس من آذار، سيكون يوماً سنويًا تنطلق فيه العديد من الفعاليات والأنشطة الخضراء، على امتداد محافظات الوطن، وبالشراكة الكاملة، والتنسيق الفعّال مع مختلف الجهات الناشطة في مجال البيئة وحمايتها، وستتجلى فيه مفاهيم العمل الطوعي وحملات النظافة وحماية الأرض، وتجميل المدن والبلدات والمخيمات والقرى، وتنفيذ حملات خضراء في سائر المؤسسات الرسمية والأهلية، وبث ونشر العديد من الحقائق والأرقام البيئية في وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة.
وقال الطرفان إن الفترة الممتدة بين الخامس عشر من آذار والخامس عشر من نيسان، ستكون محطة سنوية للاحتفال بفعاليات وأنشطة بيئية، وفيها سيتم إعادة التأكيد على أهمية بيئتنا، والإعلان عن الأسبوع الوطني الثالث لمراقبة الطيور وتحجيلها، وتنفيذ عشرات الأنشطة الخضراء على امتداد محافظات الوطن، بأشكال ومضامين مختلفة تتوحد لهدف رئيس، يتمثل في تغيير حالنا البيئي نحو الأفضل، وصولاً نحو حماية الصحة العامة وتحقيق الرفاه الاجتماعي.
وسيحمل هذا اليوم شعاراً محدداً كل عام؛ بهدف تسليط الضوء عليه، وأثراء النقاش حوله، وتنفيذ المبادرات والأنشطة بكل السبل المتاحة، وتطوير الوعي المتصل به. ويأتي الشعار الأول لهذه المناسبة (جرائم الاحتلال البيئية عداء لكل أشكال الحياة)؛ للتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس دوراً مدمراً لبيئتنا وعدواناً يتجاوز كل القوانين والشرائع والمواثيق، دون حساب او مقاضاة.
وأشار البيان إلى أن الأنشطة البيئية العديدة التي ستقام خلال الفترة والمعلن عنها على مستوى الوطن، ستهدف إلى تعزيز الوعي البيئي عبر رسم جداريات، وتنظيم حملات تطوعية، وعقد محاضرات وندوات وورش عمل، وتقديم رسائل إعلامية، وتنفيذ أنشطة مدرسية وجامعية، ودعم وتشجيع مبادرات تُعرّف بالبيئة الفلسطينية، وتدعو إلى التفكير بكل قطرة مياه في هذا الصيف تحديداَ، وتُذكّر العالم بانتهاكات الاحتلال لبيئتنا، وتوجه المواطنين للحفاظ على بيئتهم نظيفة خضراء، وتعرّفهم بعناصر تنوعنا الحيوي من طيور ونباتات وحيوانات برية، وغيرها من القضايا البيئية.
ويرى الطرفان أن تراجع الوعي البيئي في مجتمعنا، وانتشار العديد من الظواهر السلبية المُقلقة، التي تهدد ثرواتنا الوطنية، وعلى راسها الاستغلال غير المستدام لمصادرنا الطبيعية وعناصر التنوع الحيوي، وتشوه بيئتنا، تحتم علينا أن نمنح جزءًا يسيرًا من وقتنا وجهدنا ووعينا لصالح قضايانا البيئية. دون تأجيلها، أو التقليل من شأنها، أو اعتبار أنها ليست أولوية في ظل تعقيدات وضعنا الفلسطيني، كلها تشكل دوافع ومحفزات لهذا الإعلان.
وأضاف البيان، أن استعراضا سريعا للأرقام المتصلة بالاحتلال وواقعنا البيئي، كفيل برسم صورة قاتمة لحالنا وحال بيئتنا، فمع وجود (144) مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية العشوائية ومعسكرات التدريب والحواجز العسكرية الجاثمة فوق صدورنا وأرضنا، وفي ظل وجود جدار الضم والتوسع العنصري الذي ابتلع ما مقداره 13% من مساحة المحافظات الشمالية، ويقطع أوصالها بطول سيبلغ بكل مراحله 810 كيلومتراتٍ، وحصاره لنحو40% من أرضنا، إضافة إلى اقتلاع سلطات الاحتلال قرابة 2,5 مليون شجرة، وعزله ما يزيد عن 180 ألف دونمً خلف الجدار، وسيطرته الكاملة على البحر الميت ونهر الاردن، وانتشار مصانع الكيماويات والصناعات الخطرة في المستعمرات والمناطق الحدودية، وفي ظل الكثير من أشكال تلويث الهواء، والتلوث الإشعاعي المنبعث من مصانع الاحتلال ومفاعل (ديمونا) النووي، ودفن النفايات النووية والخطرة في أرضنا، وغيرها من انتهاكات.