حزب الله وأربعة آخرون يقاطعون جلسة الحوار الوطني اللبناني لبحث مستقبل سلاحه

2014-03-31 11:44:00

رام الله-رايـة:

قاطع حزب الله الإثنين، الجلسة التي عقدتها هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا شرق بيروت للبحث بالاستراتيجية الدفاعية الوطنية ومستقبل سلاحه، احتجاجا على المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان منه، وقد تضامن معه ثلاثة فرقاء آخرون فيما لم يشارك حزب “القوات” اللبنانية لاعتباره أن لا جدوى من هذا الحوار بغياب المعني به.

ولبّى 15 من أعضاء هيئة الحوار الدعوة التي وجهها سليمان قبل نحو أسبوع لمناقشة التصور الذي قدمه حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان في ايلول/ سبتمبر 2012، والذي ينص على وضع سلاح حزب الله بتصرف الجيش، “المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية، مع التأكيد على أن عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال”.

ومن أبرز المشاركين بالحوار رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” ميشال عون ورئيس حزب “الكتائب” أمين الجميل، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة، اضافة الى رئيس الحكومة الحالي تمام سلام والسابق نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. ولم يحضر رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بسبب تواجده خارج لبنان لدواع أمنية.

وكان سليمان أجّل مرتين متتاليتين جلسة الحوار في تشرين الثاني/نوفمبر 2013  وفي كانون الثاني/ يناير 2013، بسبب تفاقم الخلاف السياسي نتيجة اعلان حزب الله القتال الى جانب النظام السوري.

واحتدم الخلاف مطلع الشهر الحالي بين رئيس الجمهورية  وحزب الله بعد وصف سليمان تمسك الحزب بمقولة “الشعب والجيش والمقاومة” التي قام عليها البيان الوزاري للحكومة السابقة برئاسة نجيب ميقاتي بـ “لغة خشبية”.

ورد حزب الله وقتها ببيان منتقدا بشدة سليمان الذي “أصبح لا يميز بين الذهب والخشب”.

وقال النائب في كتلة حزب الله كامل الرفاعي أن السبب المباشر لمقاطعة جلسة الحوار هو أن “سليمان لم يعد حكما بل طرفا لديه أجندة داخلية وخارجية وهو ما لا يشكل عنصرا مساعدا ليكون الحوار منتجا وايجابيا”.

واشار الرفاعي لـ”الأناضول” الى أن “الوقت غير مناسب للحوار”، باعتبار ان فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الشهرين تفصل عن موعد الانتخابات الرئاسية، واضاف:”نحن على استعداد للمشاركة بالحوار خلال الولاية الرئاسية المقبلة، بعد انتخاب رئيس جديد من دون شروط وبقلوب مفتوحة”.

وتضامن كل من رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ورئيس كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان و رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني سليمان فرنجية مع حزب الله، فقاطعوا الحوار.

وقرر حزب “القوات” اللبنانية المقاطعة ايضا، بسبب غياب صاحب الشأن، أي حزب الله، بحسب مستشار رئيس حزب “القوات” وهبي قاطيشا.

وقال قاطيشا لـ(الأناضول): “الموضوع الذي نتحاور فيه هو موضوع الاستراتيجية الدفاعية اي بشكل أو بآخر سلاح حزب الله، وباعتبار أن صاحب هذا السلاح لم يأت، فلم نر لزوم للمشاركة بالحوار”.

وأكّد أن موقف “القوات” موقف “مبدئي” وليس موجه ضد رئيس الجمهورية الذي دعا الى معاودة الحوار.

واعتبر جنبلاط في تصريح الأحد أن مقاطعة طاولة الحوار “لا تفيد لان ثمة تدخلات خارجية وداخلية تهدد لبنان من الافضل مواجهتها بالحوار بين الافرقاء”، مشيرا الى أن “الحوار سيكون مفتوحا ولن يتناول موضوعا واحدا ومعينا”.

وتوافق الزعماء اللبنانيون في جلسة الحوار التي عقدت في حزيران/ يونيو 2012 على عدد من البنود باطار ما عُرف بـ “اعلان بعبدا”. ونص البند الثاني عشر في الاعلان على “تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية”.

ومع قرار حزب الله ارسال عناصره للقتال في سوريا، تنصل الحزب من “اعلان بعبدا”، وقال رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، ان إعلان بعبدا ولد ميتا ولم يبق منه إلا “الحبر على الورق”.

ويتهم الحزب تيار المستقبل بأنّه أول من تنصل من هذا الاعلان من خلال اقحام نفسه بالأزمة السورية عبر مساندة قوى المعارضة عسكريا، وهو ما ينفيه “المستقبل” جملة وتفصيلا.

وكان الحوار الوطني انطلق في العام 2006 بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري بهدف إيجاد توافق على ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري قبل عام وعلى انتخاب رئيس جديد للبلاد. وقد ضمت جلسات الحوار الاولى أمين عام حزب الله حسن نصرالله ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” ميشال عون ورئيس حزب “الكتائب” أمين الجميل وزعماء آخرين.