تبني توصيات هامة في اختتام فعاليات الملتقى الفلسطيني الثالث لتعليم الرياضيات
رام الله-رايــة:
اختتمت فعاليات الملتقى الفلسطيني الثالث لتعليم وتعلم الرياضيات الذي نظمته جامعة فلسطين التقنية – خضوري بالشراكة والتعاون مع مديرية التربية والتعليم في محافظة طولكرم يوم الأحد الموافق 11-5-2014، وجرى عقد الملتقى في دورته السنوية الثالثة متضمناً خمسة محاور أساسية:- تقويم مناهج الرياضيات الفلسطينية وفق المعايير العالمية، أخطاء شائعة ومفاهيم خاطئة في تعليم وتعلم الرياضيات، أبحاث ودراسات وتجارب محلية ناجحة في تعليم وتعلم الرياضيات بما في ذلك استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، أبحاث ودراسات وتجارب إقليمية ودولية ناجحة، والإشراف التربوي والنمو المهني للمعلمين.
وفي ضوء الأبحاث والدراسات والآراء التي تم عرضها ومناقشتها تم الوصول إلى النتائج التالية:
أولاً : في مجال النمو المهني للمعلمين
استجابة لمتطلبات العصر واستشرافاً للمستقبل، فان النمو المهني للمعلمين وتحديث معرفتهم سواء في المحتوى الرياضي أو أساليب وتقنيات التعليم تعد من ركائز الإصلاح التربوي، وهذه مسؤولية كبرى تقع على عاتق المعلم ذاته وقسم الإشراف في مديريات التربية، ومركز الوزارة من أجل ذلك تدعو الحاجة إلى: عقد ورشات عمل لتوعية المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات والمشرفين والمشرفات بأهمية الأبحاث الإجرائية وتدريبهم عليها لدورها الفاعل في رفع الأداء المهني، وزيادة القدرة على التعامل مع قضايا الطلبة وحل مشكلاتهم التحصيلية والسلوكية الأمر الذي يجعل من المعلم متعلما مدى الحياة ويثري عطاءه ويغير دوره من مستهلك للمعرفة إلى منتج لها وفق الاحتياجات الفعلية للواقع التربوي.
ولا بد كذلك من تقديم جوائز تشجيعية للأبحاث المتميزة، وتشجيع المعلمين والمعلمات وتدريبهم على استخدام نظريات واستراتيجيات وطرائق حديثة تحقق تعليماً وتعلماً فعالين في الرياضيات ويشمل ذلك: نظرية الذكاءات المتعددة التي تؤكد امتلاك جميع الطلبة بلا استثناء لقدرات وميول متنوعة ومتفاوتة، مما يؤثر على اختلاف طرق تعلمهم ومما يستدعي تنويع الأساليب ومصادر التعلم في الحصص الصفية وتنويع الأنشطة والمراجع في المناهج والكتب المدرسية، والنظرية البنائية في المعرفة التي تدعو إلى تفعيل دور الطالب في عملية التعلم لان المعرفة تتشكل وتبنى عند الطالب من خلال عملية نشطة يمر بها الطالب نفسه ويبني معرفته السابقة (أي يفهم المستجدات) ولا يتم ذلك بالتلقين أو الحفظ، واستخدام المدخل القصصي والقصص الكرتونية وبخاصة في المرحلة الأساسية لتأثيرها الوجداني على التلميذ، وتمكينه من التفاعل بصورة أفضل مع المسائل الكتابية وتساعد ذوي الاحتياجات الخاصة، و تعزيز توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام البرامج الحاسوبية الفاعلة مثل البرنامج الهندسي Sketchpad الذي أشار البحث الى أثره الايجابي في بناء بيئة حافزة للتعلم وتحسين التحصيل وتقدير الذات، ومن الضروري توفير مثل هذه البرمجيات في المدارس وتدريب المعلمين والمعلمات عليها، بالإضافة إلى تعزيز مهارة طرح الأسئلة من قبل المعلم والطالب ومعالجة الإجابات عنها بما يضمن المشاركة الفاعلة والتواصل ومناقشة أسئلة متنوعة بما فيها أسئلة التفكير من المستويات العليا.
ثانياً : في مجال الأخطاء الشائعة والمفاهيم الخاطئة في الرياضيات
هذه من الظواهر المعروفة في تعليم وتعلم الرياضيات ونظراً لمردودها السلبي على سير العملية التربوية يجب التصدي لها والعمل على الحد من الوقوع بها من خلال : تركيز المعلمين والمعلمات على المعنى واستيعاب المفاهيم والعلاقات الرياضية بالإضافة إلى المعرفة بالحقائق والخوارزميات والإجراءات، تقبل جميع إجابات الطلبة واعتبارها جزءاً من عملية التعلم، تشخيص الأخطاء الشائعة والمفاهيم الخاطئة والتنبيه لها، عدم الاكتفاء بالإجابة النهائية فقط وتشجيع الطلبة على التأمل والتفكير وتبرير الإجابة والتحقق من معقولية الحل وصحة الإجابة، التحقق من امتلاك الطلبة للأسس التي يرتكز عليها كل تعلم جديد نظراً لطبيعة الرياضيات التراكمية والمتداخلة، تحقيق المشاركة الفاعلة للطلبة والانتقال من التعليم المتمركز على المعلم القائم على الشرح والتلقين باعتبار المعلم المصدر الوحيد للمعلومات إلى التعلم المتمركز على الطالب القائم على التفاعل والمشاركة واستخدام الوسائط المتعددة (الكتب والبرمجيات والأنشطة)، العناية القصوى بمراحل التأسيس الولى وتوظيف المعلمين والمعلمات الأقدر والأوثق والأكثر تأهلا وكفاية لتدريس الرياضيات في هذه المرحلة، إثراء المنهاج وكتب الرياضيات بنشاطات وأسئلة تعمق الفهم وتشجيع البحث والاستقصاء، الحرص على توفير دليل المعلم جنباً الى جنب مع الكتاب المقرر في صيغته المعدلة والمقترحة ضمن الخطة الإستراتيجية الثالثة للوزارة 2014/2019، مراعاة منهج الرياضيات والكتب المدرسية لمستوى النمو العقلي للطلبة وتجنب التكرار والازدواجية في الرموز والمفاهيم في مختلف الصفوف، تفعيل دور أولياء الأمور في المدارس لمعالجة السلوكيات السلبية للطلبة وزيادة الإقبال على التعلم وتقدير النجاح والتفوق والمنافسة الشريفة واحترام المعلم وحب المدرسة.
ثالثاً : في مجال التقويم
التقويم جزء لا يتجزأ من العملية التربوية ومن الضروري توظيف نتائج الاختبارات المحلية والوطنية والدولية في تحسين الأداء وبناء خطط للمعالجة ومراجعة العناصر التربوية ذات الشأن، فقد دلت نتائج هذه الاختبارات على تباين في أداء الطلبة وفق متغيرات النوع الاجتماعي والمنطقة الجغرافية والجهة المشرفة، وجنس المدرسة، ووجود ضعف عام في المستويات المعرفية العليا التطبيقية والاستدلالية وهذا يستدعي : المزيد من الدراسات والأبحاث حول أسباب تباين نتائج الطلبة في المدارس المختلفة، والعمل على تقليص الفجوة بين مستويات تحصيل هذه المدارس، استغلال التقنيات الحديثة بالتخطيط الحكيم وفاعلية الاستخدام، وتوفير التدريب اللازم، استقطاب معلمين مميزين يوفر لهم الأمن الوظيفي والمكانة الاجتماعية اللائقة، إعادة النظر في هدف الامتحان الوزاري في الرياضيات وبخاصة في قضية ربط النتيجة بعلامة الطالب المدرسية النهائية بنسبة 40%، والهدف المعلن للوزارة من إجراء الاختبار وهو الدراسة والتقويم والتطوير اذ لا بد من الوصول الى صيغة مناسبة تحقق الهدفين وتزيل مخاوف الطلبة وذويهم ومعلميهم.
هذا وخرج الملتقى بالعديد من التوصيات العامة الهامة منها:-
حث المعلمين والمعلمات على الاستفادة من الأبحاث والدراسات المعروضة في الملتقى والموثقة في كتاب خاص تم توزيعه على الحضور، تشجيع الباحثين إجراء أبحاث ودراسات تتعلق بموضوع حل المسألة كمدخل لتعليم الرياضيات كتوجه عالمي ضمن المبادئ العامة لتطوير تعليم وتعلم الرياضيات، تشجيع الباحثين إجراء أبحاث ودراسات تتعلق بموضوع مدى وأثر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات CIT في حصص الرياضيات في المدارس وعلاقة ذلك بخطط الوزارة نحو التعلم الالكتروني، تعريف المعلمين والمعلمات بالمعايير والمبادئ العالمية في تعليم وتعلم الرياضيات وفق المراحل الدراسية المختلفة للانفتاح على التوجهات العالمية وكمرجعية للأبحاث والدراسات المقارنة، تعريف وتدريب المعلمين والمعلمات على طرق كتابة البحث العلمي، ايلاء الاختبارات الدولية المزيد من الاهتمام وتوفير فرص الاستعداد الكافي للطلبة بالتوجه والإرشاد والتدريب وفق تعليمات الاختبارات المعلنة ووفق توزيع محتوى مادة كل اختبار، ونسب توزيع الأسئلة على المستويات الثلاث المعرفية والتطبيقية والاستدلالية، ومن المحبذ إدراج الصف الرابع في الدراسة الدولية TIMSS في الأعوام القادمة، تكريم ورعاية الطلبة الموهوبين والمتميزين في الاولمبياد، ومتابعة تقدمهم في الرياضيات، دعوة مدارس الوكالة والمدارس الصناعية والمهنية للمشاركة بدرجة أكبر في الأبحاث والحضور في الملتقى الفلسطيني لتعليم وتعلم الرياضيات، أحداث إصلاحات حقيقية في مناهج وكتب الرياضيات تتمشى مع التوجهات العالمية في القرن الحادي والعشرين بما في ذلك تجنب التكرار والحشو، وإزالة عبء تراكم المعلومات عن كاهل الطلبة وتوفير المزيد من الوقت لامتلاك مهارات أخرى مثل التفكير والمبادرة والإبداع ومهارات الحياة المختلفة، إعادة النظر في نصاب معلم الرياضيات أسوة بتخصصات أخرى ومن أجل توفير الوقت الكافي للأبحاث الإجرائية وتفعيل تقنيات التعليم والمختبر ومعالجة ضعف الطلبة، تثمين الخطة الإستراتيجية الثالثة لوزارة التربية والتعليم العالي 2014/2019 بشعارها فلسطين أمة متعلمة وبما تتضمنه من رؤى ومشاريع نأمل لها النجاح، بالإضافة إلى تثمين دور جامعة فلسطين التقنية –خضوري في الشراكة مع مديرية تربية طولكرم وقسم الإشراف فيها لعقد الملتقى للمرة الثالثة على التوالي، ونكرر الشكر للجامعة لاحتضانها الاولمبياد الوطني للرياضيات لهذا العام وتقديمها منح تعليمية لدراسة الرياضيات في الجامعة للطلبة الفائزين.