بالصور: تل الرميدة في مرمى التهويد

2014-06-01 14:24:00

الخليل- رايــة: 

طه أبو حسين-

تعيش الخليل حالة استثنائية تحت نير الاحتلال، لوجود الاستيطان في قلبها، سيّما السيطرة على المسجد الإبراهيمي، والبلدة القديمة، إضافة لتل الرميدة التي يحاول الاحتلال بكافة السبل تهجير سكانها، بالضغط والتنكيل، الى جانب نسب الأراضي لنفسه بخوارط لا مرجعية قانونية لها، وأخرها العمل على حفريات في أراضي فريال أبو هيكل وبلدية الخليل ضمن القطعة المسماة (54) الموثقة بالقانون الإحتلالي على أنها أرض عربية بحتة.

اثني عشر دونما مساحة الأرض في منطقة تل الرميدة القريبة من المسجد الإبراهيمي وسط مدينة الخليل، التي يحاول الاحتلال حفرها بحجة التنقيب عن آثار تثبت مزاعم أحقيتهم بها حسب حديث فريال أبو هيكل.

وقصة الأرض ترويها أبو هيكل لـ"رايــة": هذه الأراضي منها وقف تميم الداري وبعضها مسجلة وقف يهودي، استأجرناها منذ عام 1948، بقينا ندفع أجرتها حتى عام 1980، ثم جددنا العقد حتى عام 2000، ثم تجديده حتى 31/3/2002، وفي هذه الفترة عملوا سياجا حول الأرض، ولما حاولنا تجديد العقد، رفضوا بحجة أن هذه الأراضي عسكرية مغلقة، علما أنهم وعدونا بمنحنا المفاتيح عندما ينتهوا من وضع السياج".

وتستطرد أبو هيكل في رواية القصة بأن الاحتلال منذ أسبوعين تقريبا يحاول تجريف الأرض، مضيفة:" لا مجال إلا أن تمارس شيئا على أرض الواقع، ولهذا وقفنا أمام الحفارات ومنعناها من استكمال عملية الحفر، فقد دمروا الجدار المحيط بالأرض، وكادوا أن يخلعوا شجرة زيتون معمرة، وامتدوا في عمليات التجريف بمسافة مترين لخمسة في داخل الأرض، لكننا وقفنا في وجه الجرافة ومنعناها".

وختمت أبو هيكل حديثها لـ"رايــة": "تقدمنا بشكاوى لمحكمة الاحتلال، ففي 15 أيار 2014 تقدمت بشكوى بالتعاون مع بلدية الخليل، وبعدها امتنعوا، وكان قرار الشرطة الاحتلالية بعدم خلع الزيتونة والحفاظ عليها، وإعادة بناء الجدار، لكنهم لم يعيدوا بناءه، وبعد ذلك عادوا واتجهوا لنقطة أخرى في التمدد بالأرض، وأوقفنا عمل الجرافات يوم الخميس الماضي".

وتحدثت أروى أبو هيكللـ"رايــة" أن الممارسات العدوانية بحقهم تأتي في إطار عملية التهويد، مضيفة:" الناس لم تعد تستطيع التحمل، فيوميا هناك مشاكل، نقف أمام الجرافات، حتى أن المواطنين يخافون أن يقف المصور في أرضهم ويصور الانتهاكات، لأن أصحاب الأرض يتعرضون للمسائلة، واليوم الخميس، هدموا جزء من الجدار، فهؤلاء لا يحترمون لا قوانين ولا اتفاقيات ولا غيرها".

ويشارك في مواجهة التمدد الاستيطاني نشطاء أوروبيين، من بينهم زوج أروى أبو هيكل والتي قالت:"أنا زوجي بريطاني، تعرض لاعتداءات وضرب حجارة من الاحتلال لتضامنه معنا، وبسبب التقارير الاعلامية التي يعدها لوسائل إعلام بريطانية، وزوجي بسبب تضامنه منع من دخول فلسطين مرتين، و قبل أربع شهور كان هناك استدعاء له بمحكمة القدس، حيث جاء والدتي بلاغ بضرورة حضوره خلال 48 ساعة للمحكمة، واعتقدوا بأنه لن يحضر من بريطانيا، وفعلا خلال هذه المدة جئنا من بريطانيا لفلسطين، وقررنا أن لا نخرج من تل الرميدة".
قال البريطاني ديفيد هافد زوج أروى أبو هيكل:" تم تحريض العمال عليّ، فكلما اقتربت من المكان، يضربوني بالحجارة، وتقدمت بشكوى للشرطة الإسرائيلية بعدما نجحت بتصويرهم أثناء اعتداءاتهم عليّ".

وأضاف هافد:" أنا جئت كمتضامن بعدما سمعت عن وضع الخليل الصعب، ففي البداية حضرت لحماية طلاب المدارس أثناء توجهم لمدارسهم الذين يتعرضون لضرب حجارة من المستوطنين، وأنا أحميهم من خلال توثيق الانتهاكات ونقلها لوسائل إعلام بريطانية، وأنا مستاء من حكومتي البريطانية لأنهم سبب هذه المشكلة في فلسطين وما زالوا يدعمون اسرائيل".

وبيّن مسؤول أملاك بلدية الخليل عمار الجعبري أن البلدية تتابع ملف الأرض منذ البداية،:" الاحتلال يحاول دخول الأرض بشتى الطرق، والبلدية رفعت قضية ووصلت محكمة العدل العليا، لوقف أعمال الحفريات بجانب الأرض، حتى اللحظة لم نأخذ قرار، والمشروع الذي يعملون فيه تشارك فيه الإدارة المدنية بشكل رسمي، لهذا هناك مماطلة بالموضوع للاستيلاء عليها".

وأضاف الجعبري:" يحاولون تغيير المعالم، وتغيير الحدود من خلال عمليات التجريف والحفريات الأثرية، فهم يسعون الوصول لبئر في منتصف الأرض للبحث عن الآثار، لأنهم يتوقعون وجودها فيه أو في محيطه".

وختم الجعبري حديثه :"أيضا هناك المشهد الأربعين التابع للأوقاف، حولوه لكنيس يهودي بالفترة الأخيرة، يحاولون الوصول اليها لربط المناطق ببعضها، واثبات مزاعم أحقيتهم بالأرض علما أن الأدلة جميعها تثبت أنها أرض فلسطينية".

في ظل استهداف اثني عشر دونما لعائلة أبو هيكل وبلدية الخليل بمنطقة تل الرميدة وسط المدينة للسيطرة على المنطقة بشكل كامل، يزداد صمود العائلة وتحديها رغم سياسة التهويد الممارسة بحقّ الأرض والإنسان في سبيل الدفاع عن الهوية الفلسطينية.