خبير لـ"رايــة": وفق كل السيناريوهات نحن أمام تصعيد ميداني اسرائيلي غير مسبوق
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين: بيّن الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد أن عدم الإعلان بشكل بواضح بأن الذي حدث في الخليل هو عملية اختطاف، مرتبط ذلك بعدم وجود بيان رسمي من جهة فلسطينية تتبنى العملية أو أن تظهر صور لعملية الاختطاف، لكن ما يحدث من شراك عسكري وسياسي أمني يؤكد أن المستويات الإسرائيلية المختلفة تتعاطى مع الحدث على أنه عملية اختطاف منظمة ومبرمجة.
كما بيّن شديد أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية كانت بحدوث حوادث اختطاف، ولكن أن تأتي عملية الاختطاف لثلاثة مستوطنين في لحظة واحدة وفي مدخل مستوطنة_منطقة أمنية وعسكرية إسرائيلية بامتياز_هذا شكل صدمة كبيرة لكل المستويات الإسرائيلية.
وذكر شديد أنه وبشكل عام موضوع الأسر وخطف الجنود يحرك الرأي العام الاسرائيلي ويعطي هذا الموضوع بالغ الاهتمام، مضيفا:"هذا يعني أمنيا فشل النظرية الأمنية الإسرائيلية المعمول بها في الوقت الحالي، وفشل الإجراءات الإسرائيلية في منع عمليات الاختطاف، والأكثر تعقيدا في حال استمرت الأمور في شكلها المبهم، مما سيدخل المؤسستين العسكرية والسياسية الأمنية في حالة من الإرباك والصدمة التي ستدفع المجتمع السياسي لاتخاذ قرارات من شأنها تصعيد الحالة الأمنية ليس فقط في الضفة، وأعتقد في حال عدم الوصول للمستوطنين أحياء في السرعة القصوى، اسرائيل لن تتردد في شن عمليات عسكرية واسعة تشمل كل مدن وقرى ومخيمات الضفة وستصل قطاع غزة".
واستأنف شديد في تحليله للصورة الفلسطينية قائلا:" إن كان اختفاء الجنود عملية اختطاف فهذا يعني فتح الشهية والرغبة والحافزية والدافعية الفلسطينية لتكرار هذه التجربة في حال نجحت، وبالتالي سيعرض اسرائيل لمزيد من الفشل سياسيا وأمنيا".
ولفت إلى أن اسرائيل ستحاول أن تصل إليهم أحياء، وفي حال عدم الوصول ستعمل كل ما بوسعها لعدم تحقيق أي انجاز فلسطيني بمعنى أن اسرائيل سترتكب حماقات من شأنها أن توصل رسالة للفلسطينيين شعبا وقيادة وفصائل أن عملية الاختطاف لا تعتبر انجازا بقدر ما هي عبء ووباء على الفلسطينيين من خلال إجبار الشعب الفلسطيني على دفع ثمن كبير جدا".
وحول ما يجري في الخليل من عملية عسكرية إسرائيلية، حللها شديد:" ما يجري في الخليل يؤكد مسألتين، الأولى أن الانطباع الأمني الاسرائيلي بأن العملية منظمة، والثاني أنهم ما زالوا في جغرافية محافظة الخليل، بالتالي الإجراءات الإسرائيلية العسكرية الخانقة تعمل على تضييق الدائرة على المختطفين لعدم قدرتها على التنقل والتحرك باتجاه مكان آمن".
واستطرد:" بالليلة الماضية كل السلوك يتمحور بالمنطقة الممتدة من أقصى الجنوب وغرب محافظة الخليل حتى حدود قطاع غزة والنقب، فقد تم القيام بعمليات تفتيش وفحص، وهذا السيناريو أكثر إزعاجا بتمكن الخاطفين نقل المختطفين لسيناء أو قطاع غزة أو الأردن، وبالتالي كل المنطقة الشرقية والجنوبية والغربية لمحافظة الخليل مراقبة بعشرات الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية ، فالمنطقة مكشوفة أمنيا، وهناك غرفة عمليات واسعة، وأهم وحدات الاستخبارات العسكرية تعمل لجمع المعلومات".
واسترسل شديد في تحليله:" هذه المرحلة مرحلة جمع معلومات من مصادر بشرية وتكنولوجية، وفي حال الوصول لمعلومات، أعتقد أننا سنكون أمام سيناريو عسكري واسع، وما يقلق اسرائيل الأول نقل أحياء الى قطاع غزة أو الأردن، وهذا سيكون بمثابة إطالة الأزمة، وتحولها عبر مرور الوقت الى حالة ضغط شعبي على اسرائيل، وبضرورة التوجه لإعادتهم أحياء الى أسرهم".
واستأنف :"الموضوع الثاني، القراءة الإسرائيلية مقتنعة بالحالة الجغرافية المعقدة للخليل، فمن الصعب أن يبقوا أحياء في الضفة، لأن إبقاءهم أحياء يتطلب إستراتيجية لوجستية صعبة، وبالتالي سيترك بصمات استخبراتية ومن شأنهم ترك خيوط يستدل على وجودهم".
وفي متابعة الصورة الإسرائيلية المتابعة لعملية اختفاء المستوطنين الثلاثة، قال شديد:"اسرائيل تعمل ليل نهار على مدار الساعة للوصول إليهم أحياء، مع تصفية كل أولئك الذين شاركوا في أسرهم، سواء الذين نفذوا أو خططوا أو وفروا الأمور اللوجستية، فإسرائيل لن تقبل إعادتهم أحياء فقط، بل توجيه رسالة قوية ومؤلمة غالية الثمن للجهة الخاطفة كي تعيد النظر مستقبلا بإمكانية تكرار مثل هذه العملية".
وأوضح ان اسرائيل الان في مرحلة جمع معلومات من خلال وسائل تكنولوجية وبشرية، وشركات خلوية، ومعهد البحث الجنائي الذي يقوم بفحص السيارة المحروقة، وبدأت هناك إشارات بأن السيارة التي عثر عليها صباح أمس في دورا مرتبطة تماما بالعملية، بالتالي بعد اكتمال الصورة أعتقد أننا سنكون أمام سيناريوهات عسكرية، وهذا ما عبر عنه بالأمس عندما طلب رئيس الأركان الإسرائيلية كل الوحدات العسكرية بأن تكون جاهزة لتنفيذ كل ما يطلب منها".
وختم شديد تحليله للصورة المعقدة في الخليل:" موضوع الأسر ليس بالأمر السهل في اسرائيل لا على المستوى السياسي ولا العسكري ولا الأمني ولا الشعبي، وبالتالي حتى لو عثر عليهم أحياء اليوم، سيكون هناك ردود إسرائيلية بإيصال رسالة بعدم تكرار هذه العملية مستقبلا، ووفق كل السيناريوهات نحن أمام تصعيد ميداني غير مسبوق".